صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

حلقات توثيقية لمجاهدي الاهوار و الانتفاضة الشعبانية – الحلقة(12) القائد كريم نايف أبو أحــرار

Tue , 2019/04/23 | 06:26

مركز التضامن للإعلام

إعداد : الشيخ محمد الشيخ (و) محــمد النــاصــري

نبـذة مختصرة عن سيرته :- 
القائد كريم نايف أبو أحرار ،ولد في 1/7/1955 من أبوين عراقيين في منطقة (الجبايش) جنوب العراق الثأر تلك المنطقة التي عرفت بأحتظانها لأهوار العراق فأمتدت على نهر الفرات وهي تغفو على ضفافه حالمةً طوال السنين بغدٍ افضل لمعرفة الاسلام الاصيل.
يقع بيت أبو احرار قرب الجامع الوحيد في المنطقـة الذي له حكايات مختلفة ،من أبرزها الاهمال المتعمــد ، وعدم وجود معتمد او وكيل للمرجعية الدينية في المنطقــة ، حتى ان الجامع يخلو من اقامة صلاة الجماعة َ ، الا الزيارات السنوية التي يقوم بها الشيخان حسن فرج الله ومحمد أمين رحمهما الله للمنطقة في ذالك الوقت .
بنــاء شخصيته العقائدية :- 
وفي ذالك الوقت كان كريم نايف (أبو أحرار) صغيرا مع مجموعة من الفتيــه المـؤمنــة يلتفون حول المشايخ لدى زيارتهم للمنطقة ، حيث يقومان المشايخ ببعض التوجيهات والارشادات ومنها اقامة صلاة الجماعة ، علما كانت لهم صداقات مع السيد المرحوم الشهيد (غالي محمد الاسدي)الذي سافر الى النجف واصبح فيما بعد طالبا في الحوزة .
وأتسع الحال لهذه الشخصية الحوزية التي تكبر القائد كريم نايف ، للحضور بين فترة واخرى للمنطقة ، لزيارة أهله وأقاربـه ،وأثناء تلك الزيارات يلتقي بالشباب ويلقي بعض المحاضرات ويشاروه الشباب في العديد من الملاحظات والمقترحات والآراء ، ولايخوض بالمشهد السياسي خوفا على الشباب آنذاك ،وقد ألتحق في ركب الشهداء .
وقد استشهد العديد من الشخصيات منهم الاخ المجاهد الشهيد (تحسين علي كاظم) والشهيد (نوري موسى حافظ)والشهيد( خيري حسين طاهر )والشهيد( قيس كاظم سلمان) رحمهما الله ومنهم الذين لايزالون على قيد الحياة الاخ المجاهد (رزاق شهيب محمد ) يسكن ايران حاليا والاخ المجاهد( الحاج ابو عدنان).

انطلاق النشاطات الدينية :-

وبعــد فترة زمنيــة انتقل بيت القائد كريم نايف الى منطقة أخرى لاتبعد عن المسجد كثيرا وكانت نقطة انطلاق للنشاطات حيث بدأ على غير هـدى (اي ليس لديه تنظيم ) ، ومن تلك النشاطات هي تبادل الكتب الدينية والمحاضرات الاسلامية التي تلقى في الحلقات الخاصة للشباب وكان من بين الشخصيات هوالشهيد (تحسين علي كاظم) الذي كان مرتبطا بحزب الدعوة الاسلاميــة وذلك لكــونه انتقل للدراسة في محافظة البصـرة .
وخلال تلك الفتــرة الزمنية العصيبة كانت الاوضاع الامنيــة ليست على مايرام بدأت المراقبة والتشديد على الشباب وعيــون النظام تلاحق الشباب ومن المفروض ان ياخذ الشباب الحيطه والحـذر ، حيث ضاقت الحلقات ذرعا وبدا الحصار الظالم يشتد على الشباب ولابد من الانتباه .
وقام عملاء النظام بالتشخيص ومراقبــة الشباب ومع مجيئ صدام اللعيــن الى سدة الحكم في العراق والأطاحة بنظام البكــر في عام 1979 ، حلت الكارثة ، حيث بدأت الأخبار السيئة تصل الى الشباب ومن بينهم القائد كريم نايف (أبو أحرار) .

اعتقالات واحكام :-

وصل خبــر اعتقال الشيخ غالي محمد الاسدي في النجف الاشرف واعتقال تحسين علي كاظم في الكوفة ، نشر النظام الصدامي المجرم خبر اعتقاله في الصفحة الأخيرة من جريدة الثورة النطاقة بأسم الحزب الحاكم الى جانب صورته وصور عديدة لأسلحة مختلفة يعتقد انها كانت في حوزته في احد الاماكن بمدينة الكوفة في مطلع عام 1980 ، كان عاما حزينا على الجميع حيث اعتقلت قوات أمــن النظــام البائد كل من :-

1- الشهيد نوري موسى حافظ
2- الشهيد قيس كاظم سلمان
3- الشهيد خيري حسين طه
4- الشهيد ابراهيم عبيد جازع
5 - الشهيد سليم موسى نشوك
كما تم اعتقال كل من الأخ (عبد السلام نايف حافظ ،عبد الهادي نايف حافظ ، مليح هاشم رشم ، عبد الحي كامل) واطلق سراحهم بعد اربعــة أشهر

اعتقال القائد كريم نايف أبواحرار :-

وبعد تلك الأحــداث كان لابــد من تحرك سريع ، حيث كان القائد كريم نايف في وقتها عسكريا لإداء الخدمة الالزاميــة ، اختفي لفترة محدودة وكان الجميع ينتظر لحظة اعتقاله حيث تسربت الكثير من المعلومات عنه واثناء تلك الفترة تم تسريحه من الجيش وباشر في عمله الجديد موظفا في شركة نفط الجنوب لم يمضي على وظيفته الجديده أكثر من ستة أشهر واعتقل في بداية عام 1982 .
وجرى تعذيبــه مثلما جرى تعذيب الالاف من الشباب المؤمن ، واعتقل معه كل من الشهيد السعيد ( هاشم رضا) والشهيد (محمد وحيد) والشهيد (صادق موسى نشوك) .
وأصدر حكم الاعدام بحق مجموعة من الشباب باحكام صادرة من محكمة الثــورة ( السيئة الصيت) ، وكان من بين تلك الأحكام هو الحكم على القائد كريم نايف بسبع سنوات وكان في الاعتقال كل من الشهيد هداد حسن جبار والاخ الشهيد كريم قاسم رويعي والاخ جبار جاسم محمد.
وقد قضي حكمه في سجن ابو غريب وعلى مدى خمسة سنوات ونصف في قسم الاحكام الخاصــة وتحديدا بتاريخ 1/10/1986 أطلق سراحه بعد ان بقي على محكوميته أشهر وجاء اطلاق سراحه بسبب الالتحاق بالخدمة العسكرية .
وبعد فترة شهرين قضاها في البيت أضطر الى الالتحاق الى الخـدمة العسكرية ، ونتيجة للمعلومات التي وصلت حوله للوحدة العسكرية من منطقته راى الذل و الأهانات وبعد ثلاث أشهر تقريبا من المعانات والتنقل بين الوحدات العسكرية أضطر الى الالتحاق بالاهــوار راغبا غير مكرها .

الالتحاق الى الأهــوار :-

التحق القائد كريم نايف ، بقوات الشهيد الصدر الموجودة في الاهوار (حزب الدعوة الاسلامية ) كانت المعاناة شديدة وشغف العيش وقلة الموارد المالية هو ديدن تلك الفترة ،ناهيك عن ان الحرب العراقية الإيرانية لازالت قائمة بعد ذلك بدأت المعانات من خلال الحملات القمعية التعسفية التي كانت قوات النظام المجرم تشنها على المجاهدين كل أسبوع .
وكان تغيير المقرات مستمر مع حالة التكتم الشديد وما تشدد الحملات التي تشنها قوات النظام البائد على المجاهدين بالزوارق والطائرات وقوات المشاة ، أضطـرت المجاميع الى ترك منطقة (الجماملة) ناهيك عن تعاون احد العملاء المدعو ابو عماد الذي كان في الصباح مجاهدا وفي نفس اليوم التحق مع قوات النظام.
وبسبب معرفة العميل للطرق السرية والعلنيــة اضطرت المجاميع الى ترك المنطقة والتحرك ليلا تحت وابل من الرصاص والهاونات التي كانت تنطلق من منطقة الجماملة حيث كانت ارادت الله فوق شرورهم وغدرهم .
و بعد ذلك انتقلت المجموعة الى منطقة آل جوبير ،وعند الصباح احلوا مع مجموعة ابو حسين الوائلي . ثم واصلو في الليل المسير وكل ذلك (بزوارق دفع)حتى وصلت المجموعة الى منطقة (الدچاچ)وبعد استراحة قصيرة ، حفر ملاجئ، لأن الجميع كان يعلم ان الحملات ستلاحقهم وبالفعل بدأت الحملات مرة اخرى

وكان هذا المجرم يعلم الطرق السرية منها والعلنية بسبب هذا الوضع اضطررنا الى ترك المنطقة والتحرك ليلا تحت وابل من الرصاص والهاونات التي كانت تنطلق من منطقة الجماملة وكانت ارادت الله فوق شرورهم وغدرهم انتقلنا بعد ذلك الى منطقة ال جوبير وحللنا في الصباح في مجموعة ابو حسين الوائلي وفي اليل واصلنا المسير وكل ذلك (بزوارق دفع)حتى وصلنا الى منطقة (الدچاچ)وبدأنا بعد استراحة قصيرة بحفر ملاجئ لأننا كنا نعلم ان الحملات ستلاحقنا وفعلا بدأت الحملات مرة اخرى.
تلك الحملات التعسفية الظالمة كانت بقيادة المجرم (سمير الشيخلي) وتركت المجموعة منطقة والذهاب الى منطقة (الچاچ)شمال الفهود والتوجه الى جنوب الجبايش عبر زوارق بخارية ،الى ان استقر الامر بهم في منطقة (الحمارة) حيث الحملة شديدة وقوية فقد غطت جميع مدن الاهوار وبفضل الله ورعايته خرجت المجموعة بسلام .
وأستمر الوضع والمعاناة من شضف العيش والتحديات الامنية وكثرة عيون ازلام النظام التي لايخلو مكان منها... وبعد اعلن وقف اطلاق النار الشامل بين العراق وايران يوم 1988/8/8 ، بدأت حرب شعواء لاهوادة فيها وكأن النظام المجرم على موعد معها ويبدو انه كان يخطط لها من زمن بعيد.

الحرب النظام البائد على المجاهدين في الاهوار :-

تعرضت المجموعة لهجمة شرسة شارك فيها فيلقان على الاقل وبمشاركة طيران الجيش بقيادة المجرم (عبد الواحد شنان ال رباط )وكان المجرم المذكور يستقل طائرة (الوت) ويجوب الاهوار ويتابع القطاعات ودخلت المجاميع في حالة الانذار القصوى حين عرفوا بان الجيش من لواء 68 من قوات خاصة يستقل الزوارق في بركة( الحمارة) .
حينها خرج المجاهد (حسين نمير) للصيد عصرا تفاجئ بكثرة الزوارق المملوئة بالجيش فنادى عليه احدهم لكنه اطلق عليهم الرصاص من (بي كي سي)مماادى الى انقلاب زورقهم فكانت هذه الشرارة الاولى.

كان الوقت عصرا وفي الليل تم التداول حتى استقر الرأي على اتخاذ مواقع عاجلة على شكل حرف( C ) مع مجموعة من ابناء العمايرة وعندها كان الاستعداد على اوجه ومع دخول اول زورق بدأ اطلاق النار الكثيف من قبل المجاهدين ولعجلة الموقف كانت الخطة تقضي بدخول الزوارق حتى يمكن ضربهم مرة واحدة لكن لسرعة الامر حالة دون ذلك وفي النهاية قتل من قتل من المرتزقة ولاذ الباقين بالفرار ، وبقيت الطائرات تستهدف المجاهدين من الساعة السابعة وختى الخيط الاخير من الليل وبمعدل 20 طائرة تقريبا تجــوب سماء المعركة .
فيما اكتفت القوات البرية بالتمشيط ومع حلول الظلام كان لابد للمجاهدين من ترك المنطقة حتى لو كلف ذلك حياة عدد من المجاهدين .
بدأ المجاهدين بملئ زوارق كبيرة( بلم) اغراض ومواد غذائية بسيطة واتجهوا صوب منطقة (العيلة)كان عدد الزوارق 20 زورق تقريبا وكان الجيش قد اتخذ مراباة على طول (السبل)الممر المائي لكنه ماان يرون الزوارق حتى يلوذون بالفرار وكانت الارادة الالهية فوق كل شيء .

وبعد جهد جهيد ومع حلول خيوط الفجر الاولى وصلت المجموعة الى منطقة (العيلة)حيث كانت قاعا صفصفا بعد ان كانت المنازل كثيرة فيها حيث ان اوغاد النظام قد احرقوا كل شيء واخذوا العوائل وجمعوهم في معسكر داخل المناطق المحاذية للأهوار.
كان ذالك هو اليوم الثالث الذي لم ياكل المجاهدين اي شي وهناك مشكلة عدم الحصول او الوصول الى الماء الصالح للشرب حيث كانت الطائرات السمتية تجوب المنطقة لليوم الثالث على التوالي ولم يجــد المجاهدين احد ينقذ الموقف ومع ظهيرة اليوم الثالث خف ازيز الطائرات نوعا ما خرجنا للبحث عن مواد غذائية وماء ولكن دون جدوى ومع غروب الشمس لوحض هناك شخصانا ملثمان واذا هم الاخ المجاهد (ابو سارة وابو احمد)وكان الخبر الذي لديهم هو ان المجموعة قد قتلت جميعا 
وقد شكاى الاخوة لهم الجوع والعطش... فقالوا ان البيوت احرقت جميعا ولكننا سنبحث لعلنا نجد مايسد رمقنا وماهي الاساعة حتى جلبوا (بدبة ماءوصرة فيها طحين) وكانت هذه المبادرة لانقاذ المجموعة حتى انهت المجموعة تلك لليلة في العراء ومع منتصف اليل اتجه المجاهدون مشيا على الاقدام كان الجو باردا والسماء ملبدة بالغيوم وما ان بدأ السير حتى مطرت مطرا شديدا فختبئ الجميع تحت قطعة نايلون كانت معهم ...
حتى حل الصباح حتى وجد الجميع انفسهم بالعراء لاسيما ان الصحراء هي الاخرى مليئة بالسيارات العسكرية وذلك من خلال اثار العجلات في المنطقة.
ناهيك عن أنهم انقسموا على غير هدى (الضياع في المنطقة)فختبئ البعض في بقايا (البردي والجولان) لكن الجوع والعطش اخذ مأخذه منهم وبقوا في ذلك اليوم مختبئين ومن رعاية الله لم تمر عليهم الدوريات العسكرية .
ومع حلول العصر توجه الشهيد الاخ (ابو ليلة العابدي) ومع احد ابناء المنطقة (ابو احمد العماري حسن محمد)بحثا عن خيمة وبعد ساعات عادوا لهم بمجموعة من الخبز والتمر (الديري) فكانت بمثابة المنقذ للمجاهدين .
واصلوا السير ليلا بتجاه منطقة (الرميض) ومع وصولهم تقريبا الساعة الثانية ليلا توجهوا الى منزل الشهيدابو (محمد الرميض)فساعدهم بالوصل الى المجموعة الثانية التي كانت في (هور الرميض ) تنفس الجميع الصعداء وفي النهار كانت الطائرات تجوب المنطقة وكان عددهم يربوا على 25 نفر وكان لابد لهم من الرحيل وفيالليل توجه الجميع الى هور (البثيج)في البداية ااتجهوا بالسفن الى ان وصلوا الى اليابسة وترجل الجميع وبدأ السير
يتبع ....

حلقات توثيقية لمجاهدي الاهوار و الانتفاضة الشعبانية – الحلقة(12) القائد كريم نايف أبو أحــرار

حلقات توثيقية لمجاهدي الاهوار و الانتفاضة الشعبانية – الحلقة(12) القائد كريم نايف أبو أحــرار