صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

شخصية من شارع الجمهورية في الناصرية ... أخذ لقبه من مهنته الشريفة !!!

Wed , 2016/12/07 | 07:43

  أسـعد الحسينـاوي /مركز التضامن للإعـلام :

(الناصرية) هذه المدينة، وعاء كبير ملئ، بماء مقدس آت من ينابيع قلوب أبناءها الطيبين ، ومن بين أبنائها رجل كتب اسمه بأحرف من ذهب على جدران شارع الجمهورية ، ليكون أرشيفآ وذكرا لشارع الجمهورية، يعود إلى عائلة لها تاريخها في المدينه، قلبه الطيب واسلوبه الجميل جعله رجل محبوب بين الناس. الحاج ذياب محي أبو الكناتير كان يلقب (أبو الكناتير ) لأنه صاحب محلات غرف النوم ، كتب عنه الأستاذ نعيم عبد مهلهل ، قائلا :

 

 

 

الحاج ذياب محي ابو الكناتير زغاريد في شارع الجمهورية شوارع الناصرية تلتصق بجدران الذاكرة مثلما تلتصق صور الاباء بغرف الضيوف ، الشوارع التي علمتنا مشاوير طفولة ( الطوبة العصب ) ، وتيولة الكهرباء ، وسيارة الاسكيمو ، وصاحب عربة ( من عده خشاله للبيع ) . وكل شارع من شوارع المدينة له نكهته وطبعه ، له فقراءه واغنياءه ، وشرفات بيوته تسجل تواريخ الصباح الذي يبدا مع قرع جرس المدارس وينتهي بليل فوق السطوح وصوت أم كلثوم في اغنية حكم علينا الهوى ..نعشق سوى أتٍ من جهة سينما البطحاء الصيفي

 

 . وربما شارع الجمهورية اكثر شوارع المدينة من يحتفظ بأمكنة الاثر ، ومغازات التجار والمكتبات والمقاهي العريقة ومحلات الخياطة ، وكالات الساعات وقمصان الفا وبناطيل الكاسكو التي كان وكيلها الحاج خضير علاوي ، محلات باتا ودجلة ومغازة احمد النواس والموصلي ومقهى التجار والعروبة ، ومن بينها هناك محلات المرحوم الحاج ذياب ابو الكناتير والمقابل تماما للزقاق الذي يربط سينما الاندلس الشتوي بشارع الجمهورية وبجانب معرض باتا للاحذية. 

 

ومحلات الحاج ذياب محي كانت محلات واسعة جدا وتمتد بعمق وهي تعرض انواع غرف النوم المنزلية وجميعها تصنع خصيصا لمحلات الحاج ذياب والتي كانت تمتاز بأنها احدث الموديلات التي يصنعها خصيصا لمعرضه الذي ربما هو اكبر معرض لبيع الأثاث في الناصرية ويقع في شارع الجمهورية حيث تخصص المرحوم في هذا الجانب

 

. الحاج ذياب الذي ظل وفيا للمكان ومهنته حتى بعد ان تفاقم عليه المرض ، وكنا نخرج من سينما الاندلس الشتوي لنراه جالسا على كرسيه في مقدمة المحلات يراقب بعينه حركة تاريخ الشارع الذي التصق بحياته واهله منذ شابه والى ان قرر انه لم يعد قادرا بأدارة المحلات فجلس في بيته الذي يقع قرب مدرسة العدنانية

 . ترتبط ذاكرة المرحوم ذياب ابو الكناتير بمشاعر الفرح والزغاريد عند اهل المدينة ، وكان في اول عمله لايشتغل او يبيع الحاج سوى الغرف الحديثة الطرز ، ومع تعدد محلات الموبليات وازدياد القدرة الشرائية واتجاه المعاريس الريفيين الى المدن فقد تغيرت نوعية البضاعة وصار بأمكان اهل الريف التبضع من محلات الحاج ذياب ، بعد ان بدأت اسعار الغرف تقل بسبب المنافسة الشديدة بين النجارين واصحاب معارض الموبليا. ينتمي الحاج ذياب محي الملقب في اوساط المدينة واهل المهنة ب( ذياب ابو الكناتير ) الى عائلة عريقة سكنت المدينة منذ القدم ، وقد اورث اولاده الصنعة عدا ولده عدنان الذي كان مولعا بتصليح الاجهزة الصوتية وكان له ورشة قرب محلات ابيه

 

 . قصة الاعراس ، وقصة الرجل ، وقصة الكناتير هي جزء من حلم المرحوم الحاج ذياب ليكون ارشيفاً وعطرا لذاكرة شارع الجمهورية ، فهو ومن جاوره يمثلون بعض ابجدية المكان واساطيره ، وربما في ملامح الرجل واجفانه كنا نقرا اللحظة التي ينتظر فيه مجيء اهل العروس والعريس ليختاروا ما يناسبهم من غرف النوم فيحدث الخلاف على شيئين ، أما قوة وتحمل ( الجرباية ) أو سعر الغرفة ، وهنا يأتي الدور للحاج ذياب في طمأنت المشترين بأن الجرباية قوية وتتحمل أي ( مرافس ) وأنه سيكون متساهلا في السعر ، عندها تعلوا الهلاهل داخل المحل فتعرف المحلات الاخرى ان عائلة ما اشترت لعريسها غرفة من موبليات الحاج ذياب ابو الكناتير

 

. ثنائية الشارع وغرفة النوم تتجمع وتلقي في شخصية المرحوم ذياب محي ابو الكناتير وهي في حسابات تأريخ المدينة بعض حركة عقارب الزمن في روزنامة عمر المدينة ، وهو وغيره اثروا المدينة بوجودهم ، وبعد ذلك حملتهم رحمة الله الى الابد البعيد ونحن من يعدهم الآن.......!

 

شخصية من شارع الجمهورية في الناصرية ... أخذ لقبه من مهنته الشريفة !!!

شخصية من شارع الجمهورية في الناصرية ... أخذ لقبه من مهنته الشريفة !!!