كل من سكن هذه المدينة وترعرع فيها هو، وحده يعرف معنا الناصرية، فالمدن العريقة هي من توفر لابنائها الراحة الازليةن بعد متاعب الحياة .

ولهذا كل ابناء الناصرية يدركون ان الراحة الازلية في حياتهم هي الناصرية اولا ، مقاهيها ، درابينها ، اسواقها ، مدارسها ، جوامعها ، ومسنايات شواطئها ، فاليوم نطلع على مسجد فالح باشا السعدون

مسجد فالح باشا السعدون :

 من أقدم مساجد مدينة الناصرية وثاني صرح يتم بناءه بعد مبنى سراي الحكومة الذي يعد أول مبنى تم تشييده في مدينة الناصرية ،شيده فالح باشا السعدون سنة 1869م. وهذا الرجل له الكثير من الأعمال الخيرية حيث قام بتشييد وأعمار بعض المساجد كما عمر ضريح الصحابي الجليل عمر بن أمية الضمري المعروف بأبي عجلة ذكره الشيخ محمد حرز الدين في مراقد المعارف قائلا ((عمر بن أمية الضمري أحد رسل النبي (ص)أرسله بكتاب للنجاشي سنة 6 للهجرة يدعوهم للاسلام ))،وقبره عليه قبة صغيرة بيضاء وحرم صغير ويقع بين ناحية الفضلية وقضاء سوق الشيوخ على ضفاف نهر الفرات كما خصص الشيخ فالح باشا السعدون رواتب شهرية للفقراء والمحتاجين . 

ورد ذكر جامع فالح باشا السعدون في العديد من المصادر التي تناولت تاريخ الناصرية القديمة والحديثة حيث ذكره النبهاني في كتابه التحفة النبهانية حيث ذكر موقعه واشراف منارته على نهر الفرات. وجددت وزارة الأوقاف عمارة مسجد فالح باشا السعدون عام 1966م وأحدثت فيه بعض المنشآت منها شقق سكنية وحوانيت إضافة الى مكتبة عامة خدمة للقراء يبلغ ارتفاع منارته اليوم ثلاثين مترا والمسجد ذو طراز جميل فيه قبة زرقاء عالية الارتفاع وللمسجد بابان الباب الرئيس ويقع على الشارع العام مقابل مبنى المحافظة والباب والاخر وفي الخلف على زقاق صغير ويقع الجامع في محلة الجامع التي سميت نسبة له.(1)

(1) الشيخ محمد خضير الركابي، مساجد الناصرية ودور العبادة فيها  

مسجد فالح باشا الصغير :

سمي بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسة المرحوم فالح باشا السعدون وقد وهب الأرض ومساحتها 300م٢ وتم بناؤه من قبل والدته في سنة 1869م الكائن في منطقة السويج قرب سوق سيد سعد ومحاذي لمحال الحاج عكار حاليا ، وتم اختيار هذا الموقع يومها كان في آخر حدود المدينة قرب باب الشطرة وسور المدينة ليكون قريبا من الناس البسطاء والعمال والفلاحين الذين يأتون الناصرية لإنجاز أعمالهم وتم بناؤه اول مرة البواري والجندل ثم عمر وأصبح بناؤه من الطابوق مسقف بالخشب والحصران ويتكون من قاعة للصلاة وأماكن للوضوء وحديقة جانبية وغرفة للمتولي وخادم المسجد وأيضا يحتوي على 6 محال مؤجرة للمواطنين وإيجارها يعود للوقف الشرعي (السني).

وقد أشرف على الجامع فيما بعد المرحوم الحاج حسين عبد الخياط الذي تتلمذ على آية الله المرحوم الشيخ عباس الناصري(قدس سرة)،وبعد وفاة المرحوم الشيخ عباس ذهب إلى الكاظمية وتتلمذ على الشيخ محمد مهدي الخالصي وكذالك وكله لصلاة الجمعة وأول صلاة أقيمت في الناصرية سنة 1878م بإمامة الشيخ حسين عبد يومها لم يتجاوز عدد المصلين أكثر من (15)مصليا وبعدها بدأ عدد المصلين يزداد يوما بعد آخر.

ورمم المسجد أيضا من قبل المرحوم الشيخ حسين عبد ووضع فيه مكتبة تضم كتبا إسلامية لكلا المذهبين وبعد اعتقاله سرقت هذه المكتبة وغلق المسجد من قبل الأوقاف وأعيد افتتاحه بعد أحداث انتفاضة الشعبانية 1991م (1)

(1)صبري حسين عبد علي مسجد فالح باشا الصغير ، مجلة النهضة الحسينية العدد الثاني 2006.

من كتاب الناصرية تاريخ ورجال /الجزء الرابع ص268/ص269 

تأليف عبد الحليم أحمد الحصيني