الناصرية هي ارق المدن في تعاملها مع الوجه التي هزتها كواريك ليل المدينة الشاعرة ، وحين كبرنا غادرنا المهد الى بناء حياتنا وبشتى المهن ، وكل مهنة تحمل طعما وظاهرة وشيء من جمالية علاقتها بالمجتمع .

            (الخياطة)

لقد عرف البابليون بأفتتانهم بالبذخ والترف ومن إمارات هذا البذخ الملابس الفضفاضة الواسعة والملابس والمحلاة قوامها قطع معدنية ثمينة من الذهب والفضة لكن اللباس قبل الإسلام وبدايته كان بسيطا مثل طعامهم وسائر طرق عيشهم . حيث كان اللباس في عهد الرسول (ص)واحدا لا تميز فيه أحدا على أحد. فلا فرق بين الناس هذا وذاك ، فالنبي(ص)وخلفاؤه وأصحابه جميعا كانوا يلبسون كما تلبس الناس وكان العالم يعرف بهديه وآثاره لا بثيابه ومظهره . 

ولايزال حتى الآن في عرب البادية نحو ما كان عليه اللباس في زمن الرسول(ص) .

لكن اختلاط واحتكاك العرب بالشعوب الحضارات الأخرى نتيجة للفتوحات الإسلامية أثرت فيهم وغيرت من حياتهم وطبيعة وشكل أزيائهم . 

ولو رجعنا إلى السنين الماضية من حياة المجتمع العراقي لوجدنا أسماء كثيرة لملابس الناس منها المنقرض ومنها لايزال موجودا حيث احتفظت كل منطقة بنوعية خاصة من الملابس فقد اختلفت ملابس المنطقة الشمالية عنها في المنطقة الوسطى وكذلك الوسطى عن الجنوبية ومن الملابس الأكثر شهرة وأكثر استخدام في مدينة الناصرية هي :

الدشداشة والزبون والصاية والعباءة والبنطلون والسترة والبالطو واليشماغ والعقال والعرقجين والسدارة وكذلك السروال .

 وهكذا نجد بأن الخياطة قد مرت بمراحل مختلفة حالها حال الأزياء لارتباط بعضها بالآخر ، وقد مارس مهنة الخياطة عدد كثير من أبناء الناصرية وكانت محلات الخياطة عندهم منتديات ادبية وسياسية وإضافة إلى كونها محلات خياطة ومن هؤلاء الخياطين محمد رشيد وعلوان مشعل وعباس توفيق الذين مارسو هذه المهنة خلال الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي وتعلم على أيدي هؤلاء معظم الخياطين الذين تصدروا هذه المهنة خلال الستينات وقد عاصر هؤلاء عدد من الخياطين منهم :عبد السادة خريبط وجواد محمد رضا وعبد الأمير محمد حسين وجواد كمرة ويونس جبر وكاظم السنجري وعلي حنتوش ورزيج سفاح حسين وحسن سبتي الخياط وعجيل جويد وملا طالب وعطية كريم وملا عواد وسلطان حنتوش وإبراهيم عزت والحاج جبار غفوري والحاج عبد النبي وعبد الواحد صلوح وبهاء عبد القادر الذي مارس المهنة خلال الخمسينات وبعدها عمل مع حسين الشيخ علي ثم مع محمد رشيد وأخيرا شريكا بمحل خياطة مع محمد رشيد ، وعبد الواحد مظلوم /من مواليد الناصرية عام 1920م وجاء بعد هؤلاء سيد جواد كاظم الحسيني وطاهر حميدي وصالح مريهج في حين نجد هؤلاء تعلموا الخياطة على أيدي خياطين مهرة سبقوهم في المهنة هؤلاء أعطوا الكثير من أجل خلق جيل يتحلى بالخلق الرفيع والنزاهة والمنطق دون الثرثرة والإهمال وفعلا أثمرت جهودهم في خلق جيل حافظ على هذه المهنة واجاد فيها وأبدع وهؤلاء الرواد والاوائل الذين مارسو المهنة خلال العشرينيات في القرن الماضي ومنهم عبيد مظلوم ومجيد هادي وكامل عبد الصاحب ومحمود ميرزا وكاظم الشمخي وناجي الحنبوزي وحسن ومحسن ولدي الشيخ علي كريم لفته وسالم عبد العلي وشهاب أحمد ونصرت الخياط وقيل أيضا أن هناك من سبق هؤلاء بممارسة المهنة في مدينة الناصرية وهم فليح الخياط الذي كان يسكن في أطراف المدينة وكان يستخدم الحمار واسطة النقل اليومية من محل سكناه إلى محل عمله إضافة إلى خياط آخر اسمه بطرس فاسيلي كان قد مارس المهنة نهاية عشرينات القرن الماضي وعلم المهنة لعدد من أبناء الناصرية ومن هؤلاء انتشرت مهنة الخياطة في المدينة .

 أما جيل الخمسينيات فقد تعلم على أيديهم الكثير من الخياطين حيث عمل كل من محمد عبد الصفار وفليح مكطوف وكريم صادق ونوري منسي مع الأسطة محمد رشيد فيما عمل شريف كسار وعباس خضير وسيد كاظم وعبد موشنة مع الأسطة علوان مشعل وعمل الخياط خضير هادي وعلوان هادي وطالب عبد الأمير وعبد كاظم المشيهدي  مع الأسطة عباس توفيق وعمل حميد أسود وستار رجب وجاسم خضير مع الأسطة خضير حسين الحمد.

وكان كل من هؤلاء الخياطين له لونه الخاص به وطريقة تختلف عن الآخرين اي أن البدلة يعرفها الجميع أنها خياطة فلان لاحتفاظه بطريقة خياطة خاصة به ، اما جيل الستينيات فمنهم حميد اسود ورحيم الشيخ علي وخضير ناجي العاني وجاسم خضير وراضي بصيص وعبد كاظم المشيهدي وكاظم فزع وجاسم عبد الحسن وستار رجب وجعفر نعمة وخضير أحمد البغدادي وحمزة دلي وصبار عجيل وحسن عليوي وإبراهيم دريب وشرف كسار ورزاق عبد الأمير وعباس خضير وستار علوان بصيص وحميد مجيد وعريمش وجهيد وغيرهم. 

من كتاب الناصرية تاريخ ورجال / الجزء الرابع ص232 ص233

تأليف عبد الحليم أحمد الحصيني