ترسم المدينة وقع الخطى عند أرصفة الحنين فتسجل الوجوه أيامها خطوة فخطوة، بنية الناصرية منذ آلاف السنين وبنية فيها العديد من المساجد والجوامع المهمة وكانت لها تاريخها ومن أهم المساجد :-

مسجد الحاج طالب ((ابو سدره)):-

يقع هذا المسجد محلة السيف مقابل سيف الطعام ومحلة السيف من محلات الناصرية القديمة تسكنها عوائل تآلفت في كسبها وطريقة حياتها فأصبحت وحدة مترابطة تسود علاقاتها مودة خالصة واحترام متبادل وقد ترسخت عند أبنائها تقاليد معروفة يلتزمون بها ولايخرجون عليها ومعظمها يدور في اطارالتعاون والتعاطف والاحترام فكان تأسيس هذا المسجد في هذه المنطقة موفقا من حيث اختياره لحاجة سكان المحلة لهذا المسجد أسس المسجد عام 1889م اي بعد مرور عشرين عاما على تأسيس مدينة الناصرية سمي بمسجد أبو سدره ((لوجود سدره كبيرة داخل المسجد))كما سمي بمسجد السيف لوقوعه في محلة السيف كما عرف أيضا باسم الجامع الصغير بعد أن شيد بجواره جامع الشيخ عباس الذي كان أوسع منه مساحة وبناءا وأخيرا سمي باسم جامع الحاج طالب الذي جدد عمارته عام 1945م كما جدد بناء الحسينية والحوانيت الملحقة به.

شيد المسجد والحسينية على الأرض التي تبرع بها المرحوم ملا عمران وهو كبير الأسرة التي عرفت باسمه وهي اسرة ((ملاعمران))وهي من أوائل الأسر التي سكنت الناصرية مقتطعها من داره الواقعة في محلة السيف...تولى إمامة الجماعة في المسجد وساعد على تشييده مع آخرين من أبناء الناصرية الخيرين(١) الشيخ حسن بن الشيخ مطر والذي شغل منصبا روحيا للإرشاد في الناصرية توفي رحمه الله عام 1329ه وأعقب ولدين هما الشيخ عبد الحسين المطر والشيخ محمد جواد المطر وفي عام 1958م جدد الشيخ محمد مهدي المطر رحمه الله الحسينية الملحقة بالمسجد واعدها مقرا لدراسة العلوم الإسلامية بعد أن جهزها بالكتب الثمينة التي تخدم طالبي العلوم الإسلامية وبعد وفاة الشيخ محمد مهدي المطر عام 1982م توقفت الدراسة في هذه المدرسة.

تعاقب على إمامة الجماعة في المسجد من ال مطر كل من الشيخ حسن مطر الخفاجي وعبد الحسين المطر والشيخ مهدي بن مجيد والشيخ عبد المهدي بن الشيخ عبد الحسين وأخيرا الشيخ محمد مهدي المطر ((رحمهم الله جميعا))

(1)مقابلة مع السيد سهيل عبد الياسين.

مسجد معروف اغا:

يقع هذا المسجد في محلة السويج ، شارع ابن سينا مساحتة الكلية تبلغ 336م٢ من ضمنها مساحة المحلات والدار التي أفرزت منه . شيده المرحوم معروف اغا جلبي على الأرض العائدة له بعد أن كانت دارا عامره فغير من بنائها وجعلها مسجد وخصص غرفه في المسجد لتكون مدفنا له . 

ويقول الشيخ محمد خضير الركابي في مخطوطته أن هناك كشفا مؤرخا في 1954/8/29 أفاد فيه الخبراء أن الجامع المذكور كان أرضا عائدة إلى معروف جلبي والذي اشتراها بورقة عادية ثم أنشأ عليها أبنية على الملك المذكور واتخذه جامعا منذ مدة تقرب الستين عاما والمراد به عام 1894م. 

وبدأ العمل بتجديد عمارته عام 1973م بعد أن هدمت عمارته السابقة وتم افتتاحه عام 1979م كتب على واجهة المسجد بالكاشي الكر بلائي شيد المسجد عام 1365ه وجدد في عام 1390ه ويحوي المسجد في داخله على قبر دفن فيه الواقف وآخر لأحد أبنائه تحتل واجهة المسجد محال عدد (7) إضافة إلى الباب الرئيس للمسجد . 

من كتاب الناصرية تاريخ ورجال / الجزء الرابع  ص270 ص271 

تأليف عبد الحليم أحمد الحصيني