صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

مجاهد من آهالي الناصرية.. جعل مدينته شوكة بأعناق المستعمرين...من هو؟

Sat , 2016/12/24 | 06:52

أسعد الحسيناوي/مركز التضامن للإعلام

الناصرية تأريخها برجالها الاوفياء الذين جاهدوا وكافحوا من أجل هذه المدينة وجعلو ارواحهم فداء لها . 

انه رجل جعل نفسه في آوائل الاسطر من تاريخ هذه المدينة العريقة كان مثابرا ومجاهدا 

ومن يعرف مدينة الناصرية فأنه يعرف عبد الكريم السبتي :-

 

 

 

عبد الكريم السبتي:

عند دخول القوات البرطانية الى العراق عام1914م كانت سياستهم تهدف الى ضم العراق الى المستعمرات البرطانية وجعله مصدر للأرباح الاستعمارية الفاحشة حيث كانت 

لهم مطامع متعددة في العراق منها الاقتصادية والسياسية اضافة الى المطامع الاقليمية ومن اجل تحقيق تلك المطامع وتئمين السيطرة عليها مارست السلطات البرطانية شتى الاساليب 

أساءت من خلالها الى المواطن العراقي حيث الاستهانة بحقوق المواطنين وفرض الضرائب الثقيلة عليهم واقرار نظام النهب واعمال المصادرة اضافة الى اعمال العنف والبطش... متوخين 

بذالك اذلال هذا الشعب ومن ثم استسلامه متناسين ان للعراقيين تأريخا عريقا تمتد جذوره بعمق التاريخ حافلا بالانجازات والبطولات ولن يرتض لنفسه الذل والهوان لأنه خلق حرا 

وعاش على حب الحرية اما الوعد التي اطلقها الانكليز للعراقيين يوم احتلالهم للعراق لم يكن لها نصيب من الصحة .

وهكذا اخذ الوعي يزداد ويأخذ اتجاهات واشكال متعددة بعد ان تحطمت الآمال التي عقدها الوطنيون المخلصون في العرق على حسن النوايا البريطانية في منحهم حق تقرير المصير 

وعندما انفجرت ثورة العشرين وامتدت لتشمل جميع ألوية العراق امتدت لتشمل مدينة الناصرية وشارك ابناء الناصرية أبناء شعبهم في الذود عن حياض الوطن وبرز منهم الكثير 

من الشخصيات الوطنية يدفعهم حب الوطن وحب استقلال ومن هؤلاء الابطال الشهيد عبد الكريم السبتي الذي استشهد على ايدي المستعمرين وبعض اصحاب النفوس الضعيفة 

وقصة مقتله تروى انه يوم جرى تعين اعضاء المجلس كل من :سالم الخيون رئيس عشائر بني اسد وقريش علي والشيخ زامل المناع والشيخ كاطع البطي والشيخ صكبان العلي 

والشخ منشد الحبيب ومحمد حسن موسى وميرزا محمد وعبد الطيف المعروف وعبد الكريم السبتي الذي هوه من دعاة الحركة الوطنية العراقية ومن رجال ثورة العشرين الذين ابلو بلاء حسنا

في الذود عن وطنهم وهذا ما أغاض البريطانيين ومن سار بركبهم من الخونة.

وقبل ان يمارسوا عملهم كأعضاء في المجلس التأسيسي كانت هناك مؤامرة دبرت في ليل للحيلولة دون مشاركة عبد الكريم السبتي في اجتماعات هذا المجلس بقيادة الضابط البريطاني ((الميجر كوري))

لما لهذا الوطني الغيور من موقف شجاع يخشاها كل خائن وهكذا قبل سفره الى بغداد تربص له شخصان في بعض منعطفات شارع السيد والي عندما كان خارجا من دار احد اقربائه وهوه عبد الكريم الحمداني 

ولما وصل قرب داري حسن العطار ونادر الحيدر تبعه الشخصان وناديا بسمه عندما التفت اليهما أطلقا عليه عيارات نارية فقال لهما بالحرف ((بوك يا أنذال))اي انه اخذ على حين غرة وسقط مضرجا بدمه 

حيث اصيب بقلبه وراسه اما الجانيان فقد اختفيا(1).

وعبد الكريم السبتي من مواليد عام 1880م وهوه من وجهاء الناصرية وكبارها كان والده ((سبتي العلي))قد انتقل بعائلته من ريف النجف الى الناصرية وكان تاجرا كبيرا أقام له في الناصرية ديوانا 

ضم فيه وجهاء المدينة وشيوخها وكبار القوم واضافة الى التجار واصحاب المصالح العامة فكان واسع النفوذ متغلغلا في النفوس .

وعندما توفي سبتي العلي ترك ولده عبد الكريم صغيرا لاكن عبد الكريم يحفظ لوالده وجاهته وسمعته الحسنة وعلاقته بكبار القوم.

تزوجت ام عبد الكريم السبتي عند وفاة زوجها من الوجيه والتاجر ((حمادي اليوسف))الذي احسن رعاية ولدها عبد الكريم وهتم به كثيرا نتيجة لنبله وشهامته فنشأ عبد الكريم ذكيا بارعا في بناء علاقته 

الاجتماعية مستغلا بيئته لبناء هذه العلاقات. 

 

 

(1)عبد الكريم حسون جار الله ؛تصدع البشرية من ضلال وويلات الاستبداد والعبودية.

 

 

كما ترعرع على نهج والده في اعداءه للأتراك ولما احتل الانكليز العراق ودخولهم المدن العراقية التحق بحركة الجهاد بقيادة السيد محمد سعيد الحبوبي وعند عوده من ساحة الحرب واحتلال الانكليز الناصرية

اخذ عبد الكريم السبتي يجاهر بعدائه للإنكليز محرضا العشائر وابناء المدينة لمقاومتهم ودعا الى تأليف كتلة وطنية من رؤساء العشائر والوجهاء للتصدي للاحتلال البريطاني وتألفت هذه الكتلة من 

السادة ((موحان الخير الله ،مزعل الحميدة ،مانع الحميدة، وعبد المهدي المنتفكي،صكبان العلي ،الشيخ محمد رضا الشبيبي ،عبد الغني الحمادي ،اخ عبد الكريم السبتي من امه))،واهتمت الكتلة بتحريض المواطنين

وأبناء العشائر ضد الانكليز وفضح تصرفاتهم ونواياهم الاستعمارية واصبح عبد المريم السبتي أيام الاحتلال البريطاني للناصرية ملهما لشباب المدينة وأحد رموز المقاومة العراقية ضد المحتل 

فقلق الانكليز من تحركاته ونشاطه المعادي لهم فدبروا له محاولة اغتيال عشية سفره الى بغداد ، ومن ذريته عبد الوهاب عبد الكريم الذي ترك الناصرية خلال العقد السادس من القرن الماضي واستقر في بغداد 

وانجب ولدين هما مقاتل ومناضل.علما ان عبد الكريم السبتي هو اول مدير لبلدية الناصرية عام 1921م(1)

 

 

(1)ثامر عبدالحسن العامري؛موسوعة اعلام القبائل العراقية     127:3.

  

من كتاب الناصرية تأريخ ورجال /الجزء الرابع  ص7  ص8  ص9 

تأليف عبد الحليم احمد الحصيني

 

 

 

مجاهد من آهالي الناصرية.. جعل مدينته شوكة بأعناق المستعمرين...من هو؟