صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

مــودّة عمّيقـة ...بين مدينة النّاصرية ودّمعة الحسين (ع)

Mon , 2016/12/26 | 08:10

أسعد الحسيناوي/مركز التضامن للإعلام

 

الناصرية ومنّبرها كان حافلا بخدّام الحسين (ع) الذين رسمو مصيبة الحسين (ع)في قلوب الناس بأصواة من الأنّين ، إنه خادم الحسين (ع) صاحب القلب الطيب المتسامح الذي كان محبوب بين الناس وكان يساعد الناس ويحل ازماتهم انه، ملا جبار الشيخ عباس ،الذي كتب عنه الاستاذ نعيم عبد مهلهل ، قائلا،

 

 

ملا جبار الشيخ عباس...دمعة الحسين في حنجرة الذكرى

 

بين مدن الجنوب ودمعة الحسين ( ع ) شيء من مودة عميقة لروح كل ازمنتها شعرت أن ازلية خزنها تكمن فقط فيما حدث بكربلاء ، وهذا التوارث الروحي تعاقب معنا عبر من يأتون ويذهبون ، للتكون للذكريات فصل لاينسى من ذلك الغرام الفطري بين دمعة الامام ونحيبنا . منذ طفولتنا وحتى مشيب اللحى .

محلتنا التي تكتنز الوجوه والذكريات عبر تلك المراثي أحتفت بوجوه خالدة أبقت فينا لذة ذلك التراث الذي يفيض مع مدامعنا وهو يشدو على كرسي صغير تغطى بقطعة سوداء فنتشارك مع الاباء ما نذرف وننوح ونلطم به على صدورنا ، وحتما كان مُنشد اللوعة وصاحب الصوت الرخيم هو المرحوم ملا جبار عباس . جارنا الطيب ، والوجه المتسامح والمتآلف مع جميع جيران بيته الذي كان يقع في الزقاق العريض امام بيت المرحوم محسن ابو عادل ومجاور لبيت مطشر التورنجي ابو عماد . فيما كان محله لبيع التبغ يقع تماما امام باب الصفاة بأتجاه عمارة الحميضي ومجاور لمحلات الحاج عوض.

عاش في بيئتنا بصوته الحنون وعاطفة الحسين معه ، وكان صديقا لابي وسوية يحثان السير للانتقال بين المجالس الحسينية التي يُدعى الملا جبار اليها وبطلب كبير لرخامة صوته وثقافته الدينية الكبيرة ومنهجه الاعتدالي في طرح قضية الحسين ع، وكان المرحوم ابو عبد الله من القراء الجيدين لتلاوة الذكر الحكيمعندما تعودت المحلات المجاوره لدكانه على ان تسمع صوته الصباحي وهو يجود القرآن بعد صلاة الفجر مباشرة.

اريحي ، وله منزلة طيبة عند مراجع المدينة وخصوصا علاقته الطيبة مع المرحوم آية الله الشيخ عباس الخويبراوي والشيخ حسن وآية الله السيد محمد حسين السيد راضي وقبله المرحوم والده.

كنا نعد الملا جبار احد الظواهر الجميلة في منطقتنا ، وكنا نصغي لصوته العذب في المجالس وايام عاشوراء ، فنصغي لصوت فيه بحة معطرة بشذى قلب طيب وأنساني ، وكان ابناءه ( عبد الله ، ناجي ، ياسين ، محمد حسين ومحمد علي ) هم من ورثوا منه الطباع الحسنة للرجل الطيب الذي ربما سكنته الدمعة وهو في قبره يوم اعدم اثنين من ابناءه ياسين ومحمد حسين .

كانت علاقتي بناجي علاقة جيدة ، فهو ورث من ابيه حضورا طيبا وكان يتواجد معنا في الامسيات الجميلة امام محل المرحوم ايوب يوسف جساس في سوق العبايجية لانه كان زميلا قريبا من المرحوم يعقوب يوسف كونهما يعملان سوية في محطة توزيع كهرباء الناصرية وبيتهما متجاورين .

اظن ان محمد علي هو من ورث مهنة ابيه في المحل وكنت التقيه يوميا بعد 2003 . وقد حول المحل الى محل صيرفة ولم يزل كذلك الى اليوم كما اظن.

ملا جبار الشيخ عباس حسين الربيعي الذي غادر الدنيا عام 1986 كان من البعض الوجوه الحميمة التي رسمت من عطر تلك الذكريات الشوق الذي كان يسكن دموعنا في حنين الناصرية لمراسيم عاشوراء .

طيب ومثقف ومبتسم في حضوره وعلاقاته ، وكان مرجعا للكثير من الناس للاجابة عن اسئلتهم فيما يغص الشرع الميراث والعلاقات الاجتماعية ، وكان في كل اوقاته واسطة خير ويتقدم القوم في حل النزاعات في أغلب  بيوت المدينة .

صورة ملا جبار هي صورة الزمن الذي ابتعدنا عنه بسفينة الاعوام الغائبة في روزنامات الحنين والتمني الى تلك الوجوه التي كانت تعطر ايامنا بشذى الونين الموسيقى لمآسينا مع التأريخ .

ملا جبار بلحيته واناقته العربية وهو يجلس على ذلك الكرسي الموشح بالسواد يعود الان ليسجل اشواق التحية الى تلك الازمنة البريئة.

 

مــودّة عمّيقـة ...بين مدينة النّاصرية ودّمعة الحسين (ع)

مــودّة عمّيقـة ...بين مدينة النّاصرية ودّمعة الحسين (ع)