صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

اطلع على. .... قرية فرحان (سومر الأولى والثانية) حاليا‎

Sun , 2018/04/08 | 10:32

مركز التضامن للإعلام:

قرية فرحان (سومر الأولى والثانية):سنة 1970م

 

وهي من اشهر القرى المحيطة بالناصرية واكبرها والملاصقة للمدينة ،في الماضي كانت مياه فيضان (ابو جداحة ) تصل الى المنطقة التي فيها (جسر نبي ابراهيم) حاليا، ولهذا عملت الحكومة على وضع ساترين ترابيين بينهما فاصل في هذه المنطقة وذلك لمنع وصول المياه الى داخل المدينة من جهة (سوق هرج)حاليا، وذلك في الأربعينيات والخمسينيات من هذا العصر،اذ ان (جسر النبي ابراهيم) هو مكان الساتر وهو الحد الفاصل او نهاية المدينة في ذلك الوقت ، وقد استغل الفلاحون هذه الحالة وهي وجود المياه ووصولها الى هذا الحد فعملوا بجلب منتجاتهم الزراعية الى منطقة هذه السواتر(الروف) وعند هذا المكان كان اصحاب العربات والحمالون والتجار والوسطاء يقفون عند هذا الحد ليقوموا بمقايضة الفلاحين وشراء منتجاتهم الزراعية بحيث تبدأ نقلها من الساتر الاول الى الساتر الترابي الثاني ، ثم يقومون بنقلها الى منطقة الاستهلاك على الشط (المصرف العقاري) حاليا لغرض بيعها على الخضارة والبقالين .

وكانت معظم هذه المنتجات الزراعية تصل من منطقة (آل ازيرج) ، وقام التاجر (عبد الأمير عجام )ِبشراء ارضي (ابو جداحة) من مالكها وورثتها (آل سعدون) وهو (صالح دعبون اولاد فارس الداود السعدون) بمبالغ زهيدة لزراعتها بمفرده دون شركة (كامل عفره) حيث قام (كاظم عبد الأمير عجام وشقيقته غنية زوجة المحامي والقاضي محسن عبود)بانشاء (معامل طابوق) في قسم من هذه الاراضي والقسم الباقي تم زراعتها من قبل (ياسين المحروث شيخ العصوم) لفترة حتى صدور (قانون الاصلاح الزراعي عام 1958م)، اذ استولت عليها الدولة وافرزت منها فيها بيوت من القصب (صرائف) للاستقرار بعد نزوحهم من الريف وخاصة في عام 1960م وتم تقسيم هذه الأراضي بمقدار (200م2)وبيعها بمبلغ(50دينار) ،وسميت هذه القرية باسم (فرحان الخفاجي) الذي كان وكيل لال عجام وهو الواسطة لمن يرغب بشراء قطعة من هذه الأراضي وبين آل عجام ،وكان فرحان هذا (رجل طويل القامة نحيف انيق ومرتب على طول ويرتدي صاية وشماغ وعقال) ، ويملك (سيارة لاندروفر)يجلب بها (الكما من البر). وتكونت المنطقة بشكل تدريجي وامتلأت الأراضي بالصرائف وتطورت وتكونت منها (سومر الاولى والثانية والصالحية).

وفي عهد الرئيس (أحمد حسن البكر) تم الغاء هذه القرية والسيطرة على الأراضي وتعويض (آل عجام) بأراضي أخرى في منطقة (صوب الشامية) بمقدار (2000فدان)، وتم تعويض سكان هذه القرية بمساكن حديثة في منطقة جديدة وحديثة وهي (مدينة البكر) وذلك في منتصف السبعينيات. أما ارض قرية فرحان هذه فقد تم توزيعها إلى قطع سكنية من قبل البلدية على العسكريين، وتشكلت منها بعد السكن (سومر الاولى والثانية)، وهذه من الأضرار الكبيرة التي ألحقت بمدينة الناصرية بتجفيف اراضيها وتشجيع الهجرة المعاكسة، مما أدى إلى تلف البساتين والمزروعات المحيطة بها لأنها لم تجد من يعتني بها بعد أن كانت معظم الخضر والفواكه وطيب أرضها القادمة من البساتين المحيطة بها تمون سكان المدينة بها لذ وطاب وتنقل تلك المنتجات بواسطة عربات يجرها حيوان أو انسان متوجه إلى المنطقة (الاستهلاك) مصرف العقاري حاليا لغرض بيعها على الخضارة والناس، وهذه من الإمدادات الرئيسة لغذاء المدينة والولايات المحيطة بها، علما أن هذا (الاستهلاك) في الوقت نفسه كان يتحول إلى (ديوان) أوقات العصر  ويتجمع فيه (في الساحة المطلة على الشط) رجالات المدينة والشيوخ وقائد الانكليز (الحاكم العسكري) الناصرية ، وكذلك المتصرف وقائد الشرطة وبعض المسؤولين في الدولة والتجار وذلك لموقع الاستهلاك على شاطئ الفرات والهواء العليل في تلك الأوقات تسمى ب(العصاري) موقع جميل ومنظر رائع على كورنيش الفرات، وكذلك الرؤية البديعة لغروب الشمس والزوارق الصغيرة منها والشراعية وهي تجوب النهر ذهابا وجيئا وهي تحمل أنواع الرطب ، وامتزاج هذه الرؤيا مع ارتشاف الشاي والقهوة العربية المقدمة لهذا التجمع في الديوان مع أحاديث مختلفة بين الرواد والقائد العسكري والمتصرف حول أوضاع المدينة وتطورها وتجارتها. علما أن ملكية هذا الاستهلاك يعود إلى اليهودي (خضوري هارون).

 

من كتاب الوقائع المنسية لمدينة الناصرية 

للمؤلف محمد رحيم حسين الجوراني 

ص 260 ص 261 

اطلع على. .... قرية فرحان (سومر الأولى والثانية) حاليا‎

اطلع على. .... قرية فرحان (سومر الأولى والثانية) حاليا‎