1- محلة السراي وتسمى (باهزتي - محلة العصملية):
وقد سكنها الكثير من العوائل الوافدة إلى الناصرية منذ تأسيسها عام (19 حزيران 1869م)، وكانت أجيال هذه العوائل من المتعلمين والمثقفين ومن الطلبة والمعلمين والموظفين.
وكان لقاؤهم عصر كل يوم في (مقهى جواد الصالحي) والد (الحاج ابراهيم الصالحي) أول (رئيس لنقابات العمال1958م) ، وكانت هذه المقهى يعود ملكيتها إلى (ملا خضر) ومجاورة إلى داره وموقعها حاليا (محلات غني حصان). وكان عصر كل يوم توضع (التخوت والمصطبات الخشبية) على الارض والارصفة وترش الأرضية بالماء ويجتمع فيها الكثير من أبناء الناصرية من رياضيين ومثقفين وموضفين وأدباء، اما ليلا فيجتمعون في (القاعة الكبيرة في نادي الموظفين) الواقع على الكورنيش مابين البلدية ومقابل المحافظة القديمة والذي تحولت بعد ذلك إلى (مكتبة عامة) ثم الان تحول إلى (حديقة فيها تمثال الأمة وكازينو صيفي).
ويلتقي في هذا ذو الحدائق الواسعة باقي المحلات الأخرى وهي (محلة السيف - محلة الجامع - محلة الشرقية) وكان رائد الحركة الرياضية في ذلك الوقت هو (عبد الجبار أيوب صبري) وهو من البقايا التركية (تركي الاصل) ، وكان في ذلك الحين معلم للرياضة وهو قريب إلى (رفعت الحاج سري) وكذلك قريب إلى السيدة (زوجة عبد الهادي الدهش)، وقد أصبح فيها بعد (مدير للسجون) واعدم عام 1958م، وكانت تربطه صداقة حميمة بالمرحوم (عبد الجبار علي القصاب)و(ستار نجم الشاهين)، ولهذا أسسوا فريق للعب كرة القدم في الساحة التي هي مقابل دار المرحوم (محمد حسين السيد راضي) لأن موقع الملعب ذو المدراجات الوحيد في المدينة يقع في هذه المنطقة الى امتداد بناية الدفاع المدني (الاطفاء)، وعملوا مع بعض الرياضيين في المدينة بتأسيس (الفرق الكشفية والفتوة عام 1940م) وبعد احتلال بريطاني للعراق، وفي عام 1945م عند تمركز الجيش البريطاني وجنوده معظمهم من الهنود السيخ في حامية الناصرية نظم الانكليز ساحة إلى لعبة كرة القدم، ولهذا قاموا بمشروع وهو عمل ونصب (طبكة او عبارة مائية)، وهي عبارة عن (أربعة زوارق نهرية كبيرة) متراصة مع بعضها وتغلف أرضيتها بالخشب وعمل سياج لها، فأصبحت عبارة عن نصف جسر سائب ومتحرك يحركه لكلا صوبي النهر زورق بخاري كبير وذلك لتمكين الجمهور الرياضي من العبور الى الضفة الأخرى لحضور المباراة، وذلك لأن الجسر الخشبي المنصوب سابقا ضيق وبعيد عن الحامية.
وقد تم نصب هذه العبارة أمام فندق الجنوب حاليا وقد عبر الكثير من الجمهور الرياضي من أبناء المدينة لمشاهدة لعبة كرة القدم الجارية بين فريق مدينة الناصرية و(الفريق البريطاني) والذي فاز في هذه المباراة (فريق المدينة) ، وأن اللاعبين المشاركين في هذه المباراة هم:
- عبد الجبار أيوب
- عبد الجبار علي القصاب
- ستار نجم الشاهين
- يحيى علوان
- محمد رضا الهاشمي
- أحمد خليل آغا شكر عبيد
- ابراهيم سلمان (عم فؤاد داود)
- ابراهيم عبد الوهاب
- خليل برهان (حامي الهدف)
- محسن علوان عم الأستاذ القاضي سمير عبد الحسن علوان
وقد حضر المباراة السفير البريطاني (كرز ويلز) وعملت له حفلة عشاء في بيت (ملا خضر)، وفي عام 1945م حصل المرحوم (يوسف سعد) على بطولة المنطقة الجنوبية بالقفز على الزانة. ومن الرياضيين الآخرين :
- كابتن كرة القدم مع الانكليز هو سعدون عريبي
- اللاعب عباس صاجي - لاعب هوكي مع الانكليز
- رعد مجيد هجير(بطل العراق في لعبة الجمناستك).
من كتاب الوقائع المنسية لمدينة الناصرية
للمؤلف محمد رحيم حسين الجوراني
ص 299 ص300
