صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

اطلع على. ... التعليم في مدينة الناصرية قديما‎

Thu , 2018/05/03 | 08:07

مركز التضامن للإعلام

 
 
 
                                (التعليم)

         قال الإمام علي (ع):
ما مات من أحيا علما            ولا افتقر من ملك فهما 
 
ولو قيل (للعلم أين تريد؟ قال أريد العراق. فقال العقل وأنا معك).
فقد كان الجهل يطغى على المجتمع الناصري في أول الأمر، لأن النازحين كانوا خليط غير متجانس من المهاجرين، وملأوا الساحة لغرض التجارة والعمل لوجود رزق جديد في أرض بكر والتنافس عليه في أوجه، لكي يضعوا لهم موطأ قدم، أن كان هذا المهاجر متزوجا جلب عائلته بعد حين وأن كان اعزبا تمت له المصاهرة مع عوائل أخرى لغرض الاستقرار، وأن غلبه الوقت لديهم هو العمل فقط. .. لولا وجود الجو الديني من قبل رجال الدين الذين لهم تأثير في تلك الفترة والا استمرت حالتهم هكذا لأمد الدهر وللعمل فقط.
يوم بعد يوم توسعت أرض السكن ويوم بعد يوم تمت مزاحمة ملاصقة البيوت مع بعضها ويوم بعد يوم تكونت محلة بعد محلة مما اوجبت الحاجة إلى وجود وسيلة التعليم التي بدأت في بادي الأمر بواسطة (الكتاتيب) على يد (ملالي) وبالالواح القرآنية.. وهكذا كانت بداية التعليم ، تعلم آيات الله عز وجل وتعليم القرآن وحفظه وتفسيره الذي سهل الأمر والطموح إلى تعلم علوم أخرى، وبدأ الأمر من التحول من الحفظ إلى خط ((بسم الله الرحمن الرحيم، اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم))(سورة العلق،آية 1-5)
فقد كان الكتاب والموظفون معظمهم من اليهود الذين كانوا يتقنون القراءة والكتابة، اما أبناء المدينة فقد طغا عليهم الجهل والفقر وسوء الحالة والمعيشة، وذلك لوجود فتوى دينية بعدم التعيين في دوائر الحكومة، ولكن بعد تنصيب (الملك فيصل الاول) ملكا على العراق في سنة (1921م) سعى بكل جهده بالاتصال برجال الحوزة العلمية واقناعهم بالسماح للشيعة بقبول الانخراط والتعين في وظائف الدولة التي توسعت بشكل كبير، وبدأت الحاجة إلى التعيينات في الوظائف. 
وعندما اعطى الضوء الأخضر بإلغاء هذه الفتوى من قبل جهود (السيد الحبوبي) والسماح لهم بالتعين بدأت أحوالهم تتغير نحو الاحسن فدخلوا المدارس وانخرطوا في وظائف الدولة بناء على ما جاء من موافقة المراجع الدينية بالسماح لهم في أشغال الوظائف، مما أدى إلى إصدار الدولة مرسوما ملكيا يقضي (بتأسيس اول فوج للعسكر تحت اسم فوج موسى الكاظم) ، وفضلت فيه القبول والأولوية لأبناء شيوخ العشائر بالدخول إلى المدرسة الحربية واوجبت فيه على المتقدم أن يتقن القراءة والكتابة. 
 
 
من كتاب الوقائع المنسية لمدينة الناصرية 
للمؤلف محمد رحيم حسين الجوراني 
ص 313 

اطلع على. ... التعليم في مدينة الناصرية قديما‎

اطلع على. ... التعليم في مدينة الناصرية قديما‎