اقيمت اليوم المصادف 3/3/2023 صلاة الجمعة في جامع الشيخ عباس الكبير بمدينة الناصرية، بإمامة سماحة حجة الإسلام الشيخ محمد مهدي الناصري.

الشيخ الناصري استهل الخطبة الأولى بقول الله عز وجل (فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ)، مشيرا إلى أن على الإنسان حفظ الأمانة وصون العهد سواءا على مستوى التربية والسياسة والمجتمع والمعاملات، لتبقى للعلاقات الإنسانية الحميمة حيويتها وقوتها وامتدادها العملي.

واستذكر الناصري في خطبته الانتفاضة الشعبانية المباركة والتاريخ المعطاء الذي سجله أبناء العراق، مشيرا إلى أن تلك الأيام كانت عنوان للتضحية والعطاء التي تمثل لونا من ألوان الثبات لاتباع اهل البيت وتربية كربلاء وسيدها ابي عبد الله الحسين(ع).

وفي فضل شهر شعبان، بين سماحته ان هذا الشهر كله خير بمايحمل من الذكريات والمناسبات وهو عقيدتنا بالمهدي المنتظر(عج) وشهر التوبة والعطاء، مباركا لجميع المؤمنين المناسبات التي مرت في هذا الشهر المبارك والمتمثلة بولادات الأئمة الأطهار في شهر شعبان المبارك.

ولفت إلى ان طاعة الأئمة الأطهار مفروضة على المسلم باعتبارهم أولو الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم، فهم الشهداء على الناس وأبواب الله، والإدلاء عليه، وأنهم خزان معرفته، داعيا إلى ان تكون طاعتهم والولاء لهم واضحة تنعكس على السلوكيات، وليست من باب العاطفة واللفظ فقط.

وأشار سماحته إلى أهمية الدعاء للمؤمن مستشهدا بالحديث الوارد عن رسول الله (ص)  "ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: تدعون ربَّكم باللَّيل والنَّهار، فإنَّ سلاح المؤمن هو الدّعاء".

وأوضح أن الدعوة إلى الدعاء جاءت في كل أمر، كونها لا تقف عند القضايا الخطرة والصعبة كما يتصور البعض، لافتا إلى أن حث المولى تعالى للانسان على الدعاء لا يعني أن يضع العبد الأمور عنده، ويكف عن السعي والعمل، فاستجابة الدعاء تحصل بعدما يقوم الإنسان بكل ما يترتب عليه من مسؤوليات تجاه ما يدعو به.

وفي الخطبة الثانية استعرض الشيخ الناصري ثلاث قضايا:

اولها: دعا سماحته الجميع إلى رفع يده للدعاء إلى المعلمين المربين والمضحين الذين يؤدون الرسالة والأمانة بإخلاص وتفاني بمناسبة ذكرى عيدهم الاغر، مطالبا بوضع خطة لرعاية هذه الشريحة بما يحفظ كرامتها.

الثانية: تتعلق بظاهرة التسول التي بدأت تتحول إلى طريقة لصناعة العاهات وأخذت طرق غريبة في الشوارع الرئيسية والأزقة، مطالبا الحكومة بالتحرك ضد هكذا مظاهر اغلبها غير مستحقة، وفي المقابل واجب الحكومة في رعاية المستحقين منهم.

القضية الثالثة: هي قضية العنف الأسري التي يقوم بها بعض الآباء، مبينا أن هذه الطريقة غير مجدية في التربية لم يستخدمها الأنبياء والصالحين والأئمة، داعيا أولياء الامور إلى ان يكونوا اسوة حسنة لأبنائهم في السلوك والالتزام.