صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

شخصية عشائرية أجتماعية معروفة بين أهالي المـدينة ...عزيز الحاج حاجم المشيخة ترتدي جمال الروح

Tue , 2016/12/06 | 07:08

أسعد الحسيناوي /مركز التضامن للإعلام :

الطيبون يتوهجون مثل مرايا الملوك على جدران بيوت مدّنهم ، وهم وحدهم من يصنعون خصوصية المدن ونشر عطرها بين أبنائها ، بين مدينة يشطرها الفرات الى نصفين ويعلمها صباح البساتين واصحاب دكاكين صفاة الخضار والسمك والحصران . 

 

من أبناء الناصرية واحد من شيوخها ووجهاء المدينة من قلب عشائر الحسينات تبكي مدينة الناصرية دموع الحزن على فقدان الأب والإنسان الطيب الرجل الذي كان له مكانته بين أبناء المدينة كان متواجدن في الأحزان والأفراح الابتسامة كانت لاتفارقه وقلبه المفتوح للناس، كان عنوانا رئيسيا، للأستاذ نعيم عبد مهلهل حول  شخصية عزيز الحاج حاجم .

 

 

عزيز الحاج حاجم المشيخة ترتدي جمال الروح

 نعيم عبد مهلهل منذ أول اساطير النخل ، وعندما كان شط السديناوية يغذي حياة عشائر الحسينات الكريمة بروح أحلام ايامها بين الخضرة وزرقة السماء كانت مضائف الشيخ حاجم آل ثامر ابوابا مشرقة لكل ضيف ، وكانت رائحة القهوة تعطر نسائم هواء البساتين بعطر تلك الارواح الطيبة التي يدل ملبسها وشموخها على مكانتها بين الناس .

 

. طالما كان هذا المكان المقتطع من جنة دلمون وعدن مرتعاً لطفولة قديمة عندما كان لجدي والدي أمي المرحوم الحاج سهر اذهيب بستانا يشاركه فيه اخيه المرحوم الحاج عوفي اذهيب وهو متداخل تماما مع بستان الحاج حاجم ، وهناك كنت اعيش طفولة المحبة مع ابناءهم وكنت انتبه ان افنديا من هذه العائلة الكريمة يأتي ويذهب بأناقته وحضوره الجميل وعندما كبرت عرفت انه ابن الشيخ حاجم ال ثامر وهو المرحوم عزيز الحاج حاجم الذي كان موظفا في دائرة الزراعة على ما أذكر. كبرت وعرفت ابو سعد جيدا ، الشخصية الاجتماعية المحبوبة ، والرجل الذي سكنه الكرم والاختلاط بعموم شرائح المحافظة ، وكانت داره العامرة في نهاية شارع عشرين قرب المستشفى البيطري مفتوحة للجميع قبل ان ينتقل الى بيته الكبير في منطقة بستان الحاج عبود.

  تلك الشخصية المحبوبة ابقت لها في مجتمع المدينة صفة الاحترام والانشراح والتواصل ، وكان المرحوم عزيز حاجم انسانا بسيطا وله مودة واحترام مع اكبار ابناء المحافظة ، وله في قلوب اصدقائه مكانة خاصة لإذ كانت تحلو الجلسات بحضوره وكانت حقيبة السفر قربه دائما اذ بسبب علاقاته الجيدة بمدن المحافظات فأنه لايتخلف عن اي مناسبة بفرح وحزن لاي صديق يسكن محافظة بعيدة.

 

تلك الحياة مكنت لابي سعد ان يكون وجها كارزميا محبوبا ، واجمل مافيه انه حتى في اشد حالات مرضه يوم زرته قبل اكثر من عامين انا والصديق عصام العبيدي في بيته قبل رحيله بشهرين كان يسأل عن احوال غربتنا عن الحالة الصحية لأمي وخالاتي فهو يتذكرنا واحدا واحدا بالأسماء. 

 

كان المرحوم عزيز حاجم الثامر شخصية ذات تأثير طيب استغلها في الوساطة الاجتماعية وكانت له جلسة مسائية في صيدلية غالب قرب تمثال الحبوبي حيث يؤنسه الجلوس مع صاحبها صديق عمره صديقنا الصيدلاني ( ابو ماجد ) مركز حمد كريدي ، وهناك كنت اطمئن على صحة الاستاذ عزيز حاجم الذي هده المرض في آخر أيامه رحمه الله ، حين رأيته وهو يهمس لي :لم يعد في العمر بقية يانعيم. هذا الرجل المتهيب في صلة النسب والجاه والاصالة تعدهم عشائر الحسينات من تواريخ وجودها إذ جاء جدهم الاكبر منذ مئات السنين وسكن هذا المكان وارسى لمشيخته حضورا بين كل العشائر التي سكنت المكان من العلميين حيث تبدا الرقعة السكانية بهم في منطقة السديناوية وصعودا صوب العشائر الاخرى ال حمد الله والدردوكيين وحتى حدود بساتين عشيرة ال وايد والعسكاره. في روح الزمان والمكان ابقى عزيز حاجم الثامر حضوره الجميل ، وابقى لاناقة الافندية حضورها داخل مجتمع المدينة فيما كان للعباءة والعقال حضورها في المناسبات العشائرية .

 

 وبين هذا وذاك ابقت روح المرحوم عزيز حاجم آل ثامر تواجدها المعطر بأبتسامته وخفق قلبه الطيب الذي حين توقف في ذات ليلة ناصرية حزينة ، حزنت المدينة وهي تفقد واحدا من ابنائها المحبوبين والذي كان حضوره يشيع في المكان بهجة وآمانا ودماثة في خلق الحضور والتواجد. الرحمة لك ايها الطيب يا أبا سعد وانت ترحل عنا ، وتبقى لك في الذكرى العطر والابتسامة والرحمة التي تؤطرها الادعية برعاية السماء لروحك الطيبة.

شخصية  عشائرية أجتماعية معروفة بين أهالي المـدينة ...عزيز الحاج حاجم المشيخة ترتدي جمال الروح

شخصية عشائرية أجتماعية معروفة بين أهالي المـدينة ...عزيز الحاج حاجم المشيخة ترتدي جمال الروح