صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

ذي قار تميز بيئي وعمق تأريخي

Mon , 2016/12/12 | 09:58

حسن السهلاني/مركز التضامن للإعلام

ضمن ما نشر في ( مجلة المتابع الستراتيجي ) ، التي تصدر عن مركز الجنوب للدراسات والتخطيط الستراتيجي ، احد مؤسسات جمعية التضامن الإسلامي ، مقالا للكاتب والمؤلف حسن علي خلف جاء في العدد الخامس عشر للمجلة  ، بعنوان ( ذي قار تميز بيئي وعمق تأريخي ) ، حيث تطرق فيه الكاتب إلى تاريخ محافظة ذي قار والأقوام التي سكنتها ، ثم أشار الكاتب في مقاله إلى منطقة الاهوار في الناصرية وماتتميز به من عمق بيئي وتاريخي ، حيث كتب :

إن البيئة الاخرى التي تميز منطقة الناصرية عن محافظات العراق الاخرى إلى جانب البيئة الصحراوية ، هي بيئة الاهوار المتكونة منذ تكوين السهل الرسوبي الذي نشأ بفعل ذوبان الحافات الجليدية التي تغطي شمال العراق واوربا ، بل واغلب شمال الكرة الأرضية ، وسكن في هذه الاهوار اناس موغلون في القدم يعدون من طلائع الاستيطان الأولى في جنوب العراق سواء من ( عصر العبيد ) أو العصور السومرية التي تلته ، والتجاء الأقوام السومرية إلى الاهوار للاحتماء بأحراشها من بطش الأقوام الغازية والتي قوضت سلالة اور الثالثة التي أنشأها القائد ( اورنمو 2111_2095 ق – م ) حيث تم تدمير هذه السلالة من قبل العيلاميين القاطنين في هضبة عيلام شرق العراق والتي هي ( قسم من إيران اليوم ) ، إلى جانب هذه الأقوام هناك ( الأقوام المندائية ) أو الصابئة أيضا كانوا يتعايشون مع سكان الاهوار وربما هم بقايا السومريين أو الاكديين او البابليين ،

وان سومر التي حكمت العراق تعني فيما تعنيه ( سكان القصب ) أي سومريم وتعني ( سكان الاهوار ) فيما تعني كلمة اكديم ( سكان السهول ) ، واختلط مع سكان الاهوار بقايا بعض الأقوام التي حكمت جنوب العراق ( الناصرية اليوم ) مثل الكوتيين والحيثيين واللولبيين ، وهذه أقوام غازية من خارج العراق واختلط أيضا مع سكان الاهوار قوم من الاخمينيين والساسانيين ، وكانت هذه الأقوام تتعايش فيما بينها تجمعها روابط المصالح المشتركة ، الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وأحيانا السياسية ، حيث غالبا مايأوي المتمردون على السلطة إلى هذه الاهوار ، إلى جانب هؤلاء السكان كان عرب عامر بن صعصعة يصاحبون هؤلاء السكان ويختلطون معهم ، وبعد الفتح الإسلامي ازداد النفوذ العربي بمناطق الاهوار وطغى على حياة السكان الأصليين وأصبح العنصر العربي هو السائد بلغته ودينه وطقوسه إلى يومنا هذا ، والأقوام الموجودة سابقا ذابت ضمن هذا الوجود الجديد او تحالفت معه للحماية ، فنقلت الأقوام الوافدة إلى الاهوار عاداتها وتقاليدها وحاولت فرضها على السكان الأصليين ، ولكن ذلك لم يدم طويلا ، حيث تخلق الكل بعادات وتقاليد السكان الأصليين إلا اللغة والدين ، فكانت تمارس طقوسه بشكل يقترب من ممارسة سكان البراري والصحاري له .

إن بيئة الاهوار بسيطة جدا من حيث المعاش وكسب الرزق والعمل والصناعات والممارسات الحياتية اليومية ، فلم يكن هنالك تعقيد لا في  الطقوس ولا في العلاقات الاجتماعية المبنى اغلبها على صلة القرابة او العصبة القبلية والولاء للشيخ او للتجمع العشائري او للحي ، فيما كان سكان المدينة بعد تأسيسها قليلي الاختلاط مع هذا المجتمع او المجتمع الصحراوي ولكنه بتقادم الأيام ازداد واتسع ليشمل جميع مناحي الحياة وخاصة بعد دخول الانكليز وتهدم السور المحيط بالناصرية سنة 1926 م ( سنة لوعة ) .

 

ذي قار تميز بيئي وعمق تأريخي

ذي قار تميز بيئي وعمق تأريخي

ذي قار تميز بيئي وعمق تأريخي