حسن السهلاني/مركز التضامن للإعلام
بعد أن دعا المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني(دام ظله الوارف) العراقيين القادرين للالتحاق بجبهات القتال لمساندة القوات المسلحة العراقية، في فتوى الجهاد الكفائي، اثر سقوط مدينة الموصل وبعض المدن الأخرى على يد تنظيم داعش الإرهابي، انبرى طلبة مدرسة العلوم الدينية في الناصرية ملبين دعوة المرجعية العليا ونــدائها بالجهاد، حيث كانت لهم مشاركات كثيرة، في اغلب المناطق التي تدور فيها المعارك، وبعناوين مختلفة فتارة تجدهم مقاتلين وتارة أخرى تجدهم مبلغين.
وكانت مشاركاتهم في مناطق، جرف الصخر، وصلاح الدين، وسامراء، والرمادي، والكرمة، والفلوجة، والصقلاوية، وتحـريـر المــوصــل،والمناطق المجــاورة لها .
كما قدمت مدرسة العلوم الدينية ،مجموعة من الشهداء والجرحى ، إضافة إلى المقاتلين والمبلغين الذين مازال عدد منهم متواجدين في معركة الموصل، ومن بين هؤلاء المتطوعون الأبطال ، الشيخ سعيد علوان مداح ألماجدي، الذي تحدث عن مشاركته، كمبلغ ومقاتل، واصفا ماشاهده هناك من استبسال وتضحيات،وقتال أعتبرها صورة مشرّفة ومشرّقة في تأريخ طلبة العلوم الدينية في الناصرية .
وإن قتال المجاهدين كان يتصف بالشراسة والعنفوان والتحدي للحفاظ على بيضة الإسلام وعلى الإرث والحضارة والقيم الإنسانية وما تركه لنا الرسول(ص) وأهل البيت عليهم السلام .
لهذا تجد كل مقاتل في الحشد ،لا يهاب الموت بل أكثرهم ينّشدونه من اجل الكرامة،
وإن أكثر المقاتلين هم من المشايخ ورجال الدين الذين كانوا يتقدمون الصفوف الأولى في المعارك، فهم بحق ينطبق عليهم كلام الله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ) ،هذا إلى جانب أبنائهم الذين استشهدوا أمام أعينهم فلم يثنيهم ذلك بان يتركوساحات العزة وميادين الحق.
وأيضا من بين المتطوعين عن مدرسة العلوم الدينية، الشيخ فاضل مراد الشويلي ، الذي تحدث عن دور رجال الدين في المعارك، حيث أوضح بأن دورهم كرجال دين كان ينحصر في مجموعة من المهمّات، إذ شاركوا في العمليّات القتاليّة مع المقاتلين الآخرين، مع تقديم الدعم العقائديّ والروحيّ لهم، ومراقبة السلوك الأخلاقيّ للمقاتلين كي يكون متوافقاً مع الضوابط الدينيّة ومنع الانتهاكات والتصرّفات الغير المقبولة، وتقديمهم مجموعة من النصائح والارشادات للمقاتلين في ساحات القتال ضدّ "داعش"، تضمّنت عدداً من التوجيهات الأخلاقيّة والإنسانيّة في التعامل مع العدوّ والأسرى والمدنيّين في ساحات القتال.
ويذكر،منذُ ان أصدرت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالمرجع الأعلى للطائفة السيد السيستاني، فتـوى الجهاد الكفائي، قدّمت مدرسة العلوم الدينية في الناصرية، العديد من الشهداء والجرجى، إضافة إلى المقاتلين والمبلغين الذين مازالوا مرابطين في ساحات القتال لغاية كتابة هذا التقرير.