صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

نبذة من المهن في مدينة الناصرية‎

Tue , 2017/01/03 | 04:52

أسعد الحسيناوي/مركز التضامن للإعلام

في مدينة الناصرية تعددت المهن ومارس هذه المهن عــدد من أبناء المدينة، ومهنة الحلاقة كانت من بين تلك المهـن والأعمال .

الحلاقة :

من الأعمال التي لها ارتباط بالناس مهنة الحلاقة والشخص الذي يزاولها يسمى ((المزين)).

المزين: كلمة عربية قديمة تقابلها كلمة الحلاق اليوم .

جاء في ص18 من كتاب البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي ما يؤكد ذلك قال أبو هفان: كان المزين يخدم رئيسا وكان الرئيس قد خالطه بياض فكان يأمر المزين بلقطه ، فلما انتشر البياض وانتشر الشيب قال المزين ياسيدي قد ذهب وقت اللقاط وجاء وقت الصرام فبكى الرئيس من قوله (1).

كما أن ظاهرة قص الشعر تمتد جذورها في أعماق التاريخ وأخذت أشكالا متعددة عند النساء والرجال معا. لكنها تختلف عن بعضهما . حيث كانت ظاهرة الحزن والحداد هي إطلاق الشعر عند الرجال فيما كان قص الشعر عند المرأة يعبر عن حزنها وحدادها في أغلب الأحيان . 

وهذه بعض الأساطير البابلية نرى فيها كلكامش يرثي أنكيدو قائلا :

سأجعل أهل أوروك يبكي عليك ويندبونك وأنا نفسي بعد أن اتوسد في الثرى سأطلق شعري وسألبس جلد الأسد وأهيم على وجهي في البراري (2)ومدينة الناصرية حالها حال المدن العراقية الأخرى فيها من مارس هذه المهنة وأجاد فيها . 

والحديث عن الحلاقين في الناصرية يختلف عن غيره في الأماكن الأخرى حيث كان الحلاقون الرواد من أبناء الناصرية هم من خيرة أبناء المدينة وكانوا يتحلون بالخلق الرفيع والسمعة الحسنة كما تجد لديهم الروح المفعة بالوطنية والدفاع عن استقلال العراق حيث نرى ان أغلبهم قد اشترك في احدى الجمعيات أو الأحزاب السرية التي تنادي باستقلال وطنهم وتحارب الاستقلال بكل صنوفه . وكانت محال الحلاقة عندهم لم تكن لممارسة المهنة فقط بل لمناقشة الأوضاع السياسية السائدة آنذاك والمكرسة لطرد الاستعمار والمناداة بالاستقلال ومن هؤلاء الحلاقين الذين مارسوا مهنة الحلاقة في الناصرية في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي كلا من عبد الحسن علوان ومحمد جدوع وراضي فيروز وبكر بيرس وعبد الحسين علوان وجبار هجير وخميس هجير والحاج أحمد محمد العزاوي والد الحلاق عدنان والحلاق السيد مهدي الذي كان محل حلاقته هاتف حاليا والسيد مهدي شخصية جليلة القدر حظيت بأحترام أبناء المدينة والحلاق عبد الواحد حسون وعبد شندل وصالح شلاكه وصبار عكاب وخضير عبد الحسين وحسين صمد وكريم عبد علي وعبد حسن وبعد هؤلاء جاء جيل آخر منهم الحاج عبد الرضا عبد الرزاق التميمي الذي مارس العمل لأول مرة مستقلا في المحل الكائن في شارع الجمهورية مقابل باب السراي والحلاق كامل عباس صاجي المولود في الناصرية عام 1932م الذي مارس الحلاقة عاملا عند الحلاق عبد الحسن علوان ثم عند محمد جدوع ومارس المهنة حلاق مستقل لأول مرة عام 1951م في المحل الكائن في شارع الجمهورية مقابل محل الحاج إسماعيل حمه مجاور لفندق الأمة سابقا محال الحسناوي للكماليات حاليا وجمعة حسن التميمي المعروف ب((غني التميمي))،

وهو من مواليد الناصرية عام 1940م مارس الحلاقة لأول مرة عاملا عند عبد الواحد حسون ثم عند عبد الحسن علوان وعمل أيضا مع الحاج أحمد محمد العزاوي ثم عمل مستقلا في مطلع الستينات ، ومن هذا الجيل أيضا عدنان الحاج أحمد وهاتف حنتوش وهاشم عيسى وعطا أحمد والحاج عبد الرزاق عباس وعبد الكريم عبد علي وخضر حمادي ومحمد حمادي ويوسف وجاسم أبناء محمد الحلي وصبار عكاب .. وسبق هؤلاء في المهنة كل من فالح عبد الله ومزعل عبد وكاظم حسين وحمادي الحلاق والحاج صبار الحاج محمد والسيد صالح شلاكة وجبار هجير وحسن دخان وصادق حسن دخان وجبار مويني وكان يسبقهم في المهنة أيضا شهيد بن شيخ نوان ((حلاق وختان)) والحاج أحمد محمد العزاوي ، وجاء بعدهم جيل حافظ على المهنة وكان جلهم من الشباب الواعي وهم كل من حسين عبد وحمودي موسى وناصر حسين ونعيم نصيف وعلي فالح وكريم حسن زوير وغيرهم. 

 

 

من كتاب الناصرية تاريخ ورجال / الجزء الرابع 

ص234 ص235 

تأليف عبد الحليم أحمد الحصيني 

 

نبذة من المهن في مدينة الناصرية‎