حسن السهلاني/مركز التصامن للإعلام
القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي نال من العناية والاهتمام والدراسة ما لم ينله كتاب آخر، سواء أكان كتاباً سماوياً أم كتاباً مما كتبه الناس.
ولا عجب في ذلك، فهو كتاب رب العالمين، وهو للناس أجمعين، ختم به سبحانه كتبه السماوية، وتكفل بحفظه من أي تبديل أو تحريف، إلى أن وصل إلينا كما نزل على قلب خير المرسلين محمد – صلى الله عليه واله وسلم -
وقد اهتم علماء المسلمين بهذا الكتاب الكريم غاية الاهتمام، وأولوه من العناية أشدها، وذلك بغية الكشف عن معانيه ومراميه، من خلال التفسير، وبيان مقاصده وأحكامه.
وللرغبة والحاجة الملحة لمعايشة القران وتمشيا لفهم ألغازه لمختلف أطوار الحياة قام ثلة من علماء المسلمين ممن أحسوا بضخامة تلك المسؤولية وأهمية الحاجة، فبادروا إلى تأليف المختصرات لتفسير القران الكريم.
ومنهم مصنف هذا السفر الجليل من التفسير الموسوم-بــ (( مختصر مجمع البيان في تفسير القران )) – سماحة آية الله الشيخ محمد باقر الناصري، وقد قال آية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) على ما في تقريظه فيه: (( ... فوجدته اختصار الرجل العالم والممارس الخبير والقرآني البصير الذي عاش مع القران الكريم حياته نصا وروحا وفقها وتطبيقا ... )) .
آية الله الشيخ الناصري، كتب في مجالات عدة ، ولكنه اشتهر في اهتمامه بتفسير القران، وكانت له عدة مؤلفات ومجلدات في هذا المجال من بينها كتاب المختصر، وهو من الكتب التي كان لها الصدى الواسع في مجال التفسير.
يقول المؤلف آية الله الناصري، في بعض من مقدمة هذا الكتاب: اشتهر في ميدان التفسير كتب موسعة ومختصرة تعكس رأي أهل البيت (ع) في التفسير وعلوم القران كان من اشهرها كتاب (مجمع البيان في تفسير القران) لمؤلفه، الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، من أكابر علماء الشيعة الامامية في القرن السادس هجري، وقد وفق أيما توفيق وتلاقفته الأيدي، واحتضنه الفقهاء والخطباء والادباء، وعامة المسلمين، وتكررت طبعاته عشرات السنين.
ويضيف: وبعد استخارة الله سبحانه، واستشارة أهل العلم والمعرفة من الأساتذة والمفكرين الذين اتيحت لي مشاورتهم، بل وبدفع وتشجيع من كثير منهم، أقدمت على اختصار مجمع البيان، قاصدا بذلك وجه الله سبحانه في خدمة الإسلام والمسلمين وقد وضعت نصب عيني تلك التفاسير المختصرة التي في متناول أيدي الناس، ومع التقدير والاحترام لتلك الجهود الجبارة والمساعي الحميدة في إخراج تلك التفاسير المختصرة، إلا أنها ألحت في الاختصار لدرجة أنها باتت لا تشبع حاجة القارئ ولا تروي ضمأه، بل اقتصرت على بيان مفردات اللغة وأعرضت عما تشتد الحاجة إليه.
وتجدر الإشارة إلى إن كتاب ( مختصر مجمع البيان في تفسير القران)، يتكون من ثلاثة أجزاء، وقد طبع منه ما يقارب الألف نسخة، عن طريق مؤسسة النشر الإسلامي.