أسعد الحسيناوي/مركز التضامن للإعلام
تنتشر الكثير من المراقد في وسط وجنوب العراق، والناصرية يوجد فيها العديد من المراقد والمزارات، تنذر لهم النذور وتفعل لهم الكرامات والبراهين ،وكتب الاستاذ عبد الحليم أحمد الحصيني ، في كتابه الناصرية... تاريخ ورجال / الجزء الرابع (ص281 ص282 ) ،قائلا :-
مرقد عمر الاشرف:
تنشر في الكثير من مناطق العراق وخاصة الوسطى والجنوبية قبب لمراقد الأئمة (ع) ، ولأبنائهم والكثير من احفادهم إضافة إلى مراقد بعض الصحابة والتابعين ومن بين أسباب هذا الانتشار في العديد من الأماكن المتفرقة على طول البلاد وعرضها هو الابتعاد عن الأنظار خشية الملاحقة والتعرض للمخاطر إضافة إلى أسباب أخرى عديدة.
فكانت أرض الناصرية بحدودها القديمة والحديثة محطة لكثير من العلويين والصحابة والتابعين المختلف الأسباب ومنهم عمر الاشرف فمن هو عمر الاشرف. هو أبو علي عمر الاشرف بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الامام علي بن أبي طالب (ع) الملقب ب((بالشريف))بكسر الشين المعجمة. توفي وهو بن 65عامأ وقيل ابن 70عامأ. مرقده بالعراق ضمن مدينة الناصرية.. عند قبيلة البدور عند آل زويد إحدى حمائل قبيلة البدور. كما يبعد قبره عن مركز مدينة الناصرية قرابة 20كم وسدنته اليوم من قبيلة آل غزي.
قال الشيخ المفيد في الإشاد كان عمر بن علي بن الحسين(ع) فاضلا جليلا. ولي صدقات أمير المؤمنين وكان ورعا وسخيا وسمي عمر الاشرف تمييزا له عن عمر الأطرف عم ابيه. حدثنا الحسن بن الحسين العربي عن عبد الله بن جرير القطان سمعت عمر بن علي بن الحسين يقول : لنا حق بقرابتنا من نبينا محمد (ص) وحق جعله الله لنا فمن تركه ترك عظيما. أنزلونا بالمنزل الذي أنزلنا الله به ولا تقولوا فينا ماليس فينا أن يعذبنا الله فبذنوبنا. وإن يرحمنا الله فبرحمته وفضله.
قيل لأبي جعفر الباقر (ع) : اي اخوانك أحب إليك قال (ع)اما عبد الله فيدي التي ابطش بها، وأما عمر فبصري الذي أبصر به وأما زيد فلساني الذي انطق به وأما الحسين فحليم يمشي على الأرض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
وخوته هم كل من الإمام محمد الباقر (ع)، والحسن وعبد الله والحسين الأكبر والقاسم والحسين الأصغر وزيد الشهيد وسليمان وعبد الرحمن وعلي. وكان عقب عمر الاشرف من رجل واحد هو علي الأصغر وعلي الأصغر هذا عقبه في القاسم وعمر الشجري وأبو محمد الحسن.
أقول: وعند زيارتي لمرقد عمر الاشرف بن الإمام زين العابدين وجدت العارضة التي علقت في مدخل المرقد كتب عليها أن صاحب المرقد هو عمر الاشرف بن الإمام علي بن أبي طالب (ع). وهذا خطأ وغير جائز لأن بن الإمام علي بن أبي طالب (ع)، هو عمر الأطرف وليس عمر الاشرف. وعمر الاشرف هو ابن الإمام زين العابدين(ع)، وهذا الرأي تدعمه الكثير من المصادر التي تناولت سيرة الأئمة الأطهار وذراريهم مثل عمدة الطالب ومقتل الطالبين ومراقد المعارف والمجالس السنية وغيرها العشرات من المصادر بينما قول سدنة المرقد بان عمر الاشرف بن الإمام علي بن أبي طالب (ع) دون حجة تدعم هذا القول.
إن المرقد يخلو من الخدمات التي يجب أن تتوفر بالمرقد وخاصة المرافق الصفحة وأماكن الوضوء ومياه الشرب فانها في حالة سيئة وغير نظيفة وتفتقر لأبسط الشروط الصحية علما أن المرافق الصحية عبارة عن عدد من الأحجار صفت بصورة عشوائية وتخلو من الأبواب اي كأنك في العراء لاسقف يحميك ولا باب وعدد المرافق (3) فقط ويشترك فيها الرجل والنساء سواء. أما أماكن الوضوء فهي في مساحة صغيرة جدا وغير منتظمة وتعلوها الأوساخ كما يخلو المرقد من برادات للمياه. أما خزانات مياه الشرب فهي فارغة في أغلب الأحيان. علما أن الطريق المؤدي إلى المرقد طريق وعر وغير صالح للسير في الشتاء وأما الطريق الآخر الذي يمر عبر النهر فانه لايخلو من خطورة وخاصة بالنسبة للنساء. نناشد من يعنيهم الأمر الالتفات إلى هذا الصرح وتقديم مايحتاج إليه من خدمات وخاصة الطريق المؤدي إليه فانه يحتاج إلى تبليط كما يحتاج امرقد إلى أماكن لاستراحة وايواء الزائرين وخاصة انه يقع على ضفاف نهر الفرات في منطقة سياحية جميلة وواسعة تستوعب الكثير من المرافق السياحية والدينية. لذلك نجد ان مراقد أبناء الأئمة كمرقد عمر الاشرف تشكو الإهمال ونقص الخدمات بينما نجد في مكان آخر مراقد قد ارتفعت فيها القباب العالية والجميلة وفيها من البناء الواسع والجميل وهي قباب بنيت على مغتسلات وبعضها على قبور وهمية. دعوتنا أن تمتد إليه أيادي الخيرين من أبناء المدينة لإعمار مايمكن أعماره خدمة لسيرة ائمتنا الأطهار (ع)، هذا حال المرقد أثناء زيارتنا له بتاريخ 2002/4/23م وقد نشرت هذه المادة في جريدة الناصرية العدد 106بتاريخ 2002/5/25.
أما اليوم فهو أفضل حالا من قبل حيث تم اعمار الضريح بالكامل وتم توسيعه وتوسيع الحرم وأماكن استراحة الزائرين مثلما تم إنشاء جسر على الفرات يربط المرقد بالطريق العام ((ناصرية - سماوة))وغيرت العارضة القديمة وكتبت أخرى جديدة تشير إلى أن صاحب المرقد هو عمر الاشرف بن الإمام زين العابدين (ع)، وليس ابن الإمام علي بن أبي طالب (ع) ، كما كان مكتوب سابقا.