السادة وأبناء الأئمة الأطهار سكنوا وعاشوا في مدينة الناصرية في اقضيتها ونواحيها، منذ مئات السنين ودفنو في البيوت التي كانو يسكنون فيها، وأصبحت مراقدا لهم ومزارت، من بيت تلك المراقــد :-

مرقد سيد دخيل : 

يبعد مرقد ((سيد دخيل)) عن مركز مدينة الناصرية 19 كم وسميت هذه الناحية نسبة له .

والسيد دخيل بن سيد موسى هو رجل دين فقيه ولد في مدينة الحلة من أسرة علوية معروفة برجالها الذين اتخذوا العلم طريقا ومسلكا، هاجر السيد دخيل من مدينة الحلة وقصد مدينة الكوفة بصحبة أحد اولاده واستقر فيها فترة ثم ارتحل عنها بأتجاه جنوب العراق وحط به الرحال في مدينة العرجاء يومها لم تكن مدينة الناصرية قد تأسست ومن العرجاء إلى منطقة الجزائر لفترة قصيرة ومنها إلى دكة العبد ((دجة العبد)) والتي استقر فيها طويلا ومازالت أسر عديدة من ذريته في هذه المنطقة ((ناحية الغراف حاليا)) ولكونه من الرجال الأفاضل حاز على سمعه طيبة ونال احترام الآخرين فاقتطع له ((شيوخ المنطقة)) من أراضيهم منطقة زراعية واسعة استقر فيها بعد هجرته للمنفك وهي مكان مرقده الحالي ((ناحية سيد دخيل)) وقد عمر السيد دخيل لأكثر من90عاما وله من أجداده رجال دين وعلماء ترجمت لهم الكثير من كتب التراجم والسير والسيد دخيل هو بن السيد موسى بن ورد بن فرج بن محمد أمين بن اسعد بن يعقوب بن سعيد بن غالب ((الذي ينتمي إليه السادة الغوالب)) ويرتفع نسب السيد غالب إلى موسى المبرقع ((مرقده في مدينة قم الإيرانية ))بن الإمام محمد الجواد (ع) بن الرضا بن موسى الكاظم (ع) .

ولقد أعقب السيد دخيل ولدا واحدا وهو السيد فرج وللسيد فرج ثلاثة أبناء هم مفضل وإبراهيم ومحمد ومن هؤلاء انتشرت ذرية السيد دخيل وعرفوا بالسادة ال سيد دخيل. 

ويرى علي غالي انه من المراقد الصحيحة وليس بمغتسل وهذا الضريح هو مكان بيته الذي توفي فيه وهذا الرأي لايؤيده سماحة السيد حسين ابو سعيده بل يجد أنه مقام وليس بمرقد. 

مرقد السيد يوشع :

يقع مرقد السيد يوشع في ناحية الفهود ويؤمه العديد من الزائرين يوميا من أهالي الناصريه وتوابعها والسيد يوشع يرجع نسبه إلى عائلة علوية موسوية حسينية فهو السيد يوشع بن السيد محمد بن السيد جعفر بن السيد محمد بن السيد نعمة بن السيد عبدالله ويعود أخيرا إلى الأمام موسى الكاظم (ع).

نزح والده قبل نهاية القرن التاسع عشر الميلادي من منطقة بطائح البصرة وبالذات من مدينة ((المدينة))

المرتبطة آنذاك بقضاء القرنة والتي تقع وسط الطريق الذي يربط منطقة القرنة التابعة للبصرة ومنطقة الفهود التابعة لمحافظة ذي قار وهي جزيرة تحيط بها المياه من جميع الجهات وتكثر فيها زراعة النخيل المورد الرئيس لسكانها والسيد يوشع لم يعقب حيث توفي وهو يافع لم يتجاوز التاسعة من عمره ودفن في بيت والده السيد محمد السيد جعفر الموسوي الحسيني. 

مرقد العباس بن الإمام موسى الكاظم (ع) :

كتب على عارضة علقت في واجهة الضريح أن صاحب المرقد هو: العباس بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الامام علي بن أبي طالب (ع) .عينه على الكوفة حميد بن عبد الحميد الذي كان عاملا للحسن بن سهل وزير المأمون في قصر بن هبيرة أيام المأمون العباسي وأمر أن يدعو لأخيه الإمام الرضا (ع) سنة 202ه جاء العباس إلى هذه المنطقة التي كانت تسمى منطقة ابو عرانيط في ضاحية الشطرة شرقا نتيجة للمعاناة التي تعرض لها العلويون من اضطهاد وتشريد ، بينما يقول العلامة السيد مهدي القزويني في كتابه ((فلك النجاة)) أن العباس بن الإمام موسى الكاظم مرقده في مقابر قريش ببغداد مع والده. علما أن القبر الموجود في الشطرة لايوجد مايدعمه علميا والله أعلم. 

في حين يرى الباحث علي الحيدري في كتابه المدخل إلى حوض الغراف : 170 أن هذا المرقد يعود للسيد عبد الله بن العباس بن القاسم بن الحمزة بن الحسين بن العباس بن علي بن أبي طالب (ع)، المسمى:((العباس ابو كلة))، في منطقة الحاوي (2كم) جنوب شرق الشطرة المشهور خطأ بقبر العباس بن الإمام موسى الكاظم. 

يبلغ عدد اللواوين في المرقد 13ليوانا مساحة كل واحد متران ونصف ويحتوي المرقد على 4 شبابيك وباب واحد.

من كتاب الناصرية تاريخ ورجال / الجزء الرابع 

ص284 ص285 ص268

تأليف عبد الحليم أحمد الحصيني