صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

أطلع على ...أصحاب المقاهي في مدينة الناصرية

Tue , 2017/01/17 | 09:17

أسعد الحسيناوي /مركز التضامن للإعلام

في مدينة الناصرية يوجد العديد من المقاهي اسست منذ القدم، يجتمع فيها أبناء المجتمع، وفيها يبث الفرد همومه، وان هذا التجمع يبلور الوعي الوطني والثقافي والاجتماعي والسياسي

 

القهوة:

 

البن المحض، الشبعة المحكمة، الخمر، قيل سميت الخمر لان شاربها يقهى عن الطعام أي تقل شهوته له احيانا يسمى شارب البن بالقهوة وربما سموا البن نفسه القهوة، ويطلقون اسم القهوة على الموضع الذي يكثر فيه شربها ((القهوة)).

 

والمقهى ...هي المكان الذي يرتاده ابناء المجتمع على اختلاف شرائحهم وبصورة عفوية.كما انها الذي يبث فيها الفرد همومه امام صحبه علماً ان هذا التجمع قد يبلور الوعي الوطني والثقافي والاجتماعي عند هؤلاء كما ان للمقهى دوراً بارزاً في تكوين رأي عام وضمان انتشار الافكار وتعدد واختلاف زبائنه قيل ان اول ذكر للقهوة قد ورد في المخطوطات العربية العائدة للقرن الخامس عشر الميلادي خاصة وتشير هذه المصادر اسطورة مفادها ان رعيا اسمه كلدي قد لاحظ اتفاقاً تأثير هذا النبات سائمته فكان ان افضى ذلك الى تجفيف حب البن واحضار شراب منه وعلى مر الاعوام لاقت القهوة رواجاً كبيراً فأصبحت من السلع التجارية المهمة التي تستوردها اوربا وباقي الدول الاخرى .

 

وهكذا انتقلت القهوة من بلاد العرب الى مختلف انحاء المعمورة وشتهرت في بداية المرها في القاهرة فنشات هناك المقاهي الاولى التي دعها المختلفون اليها ب((دور المعرفة))او((دور الحكمة)).

اما اول مقهى بني في بغداد كان سنة 1586م حيث كان الوالي جفالة زادة سنان واليا على بغداد للفترة 1586م الى 1590م قد بنى في بغداد الخان الشهير ب((خان جغالة)) والمقهى والسواق التي بئطرافها و((خان جغان)) تحريفاً لجغالة وهذا الاسم اضاً تحريف ((زيكالة)) وهو اسم اسرته الايطالية .

 

فتعد مقهى جفالة زادة هي اول مقهى في بغداد ثم تبعتها مقاهي اخرى كثيرة منها مقها حسن باشا ومقهى الشط وغيرها .

 

اما المقاهي في الناصرية فكانت كثيرة لكنها قريبة العهد وكل مقهى  له زبائنه بختلاف طبقاتهم ، بعض المقاهي كانت تعد منتديات ادبية تضم النخبة من ابناء المدينة والوافدين اليها من اقضيتها ونواحيها وجميعهم مبدعون من شعراء وفنانين ورجال وطنين ، كما انه قد انتشر الوعي والفكر والثقافة في مدينة الناصرية بشكل واسع وخاصة خلال ستينات القرن الماضي وكان لرواد المقاهي دور حاسم بهذا المجال وجلهم من المثقفين والادباء . أما مقاهي الناصرية التي اسست في بداية القرن الماضي وخاصة في العشرينات منه كانت كثيرة منها مقهى علي الحشاش ومقهى حبيب قاسم وكانت في محلة السراي ومقهى الحاج حميدي ومن ثم الى اخيه حبيب وهي ذات طابقين وموقعها مجاور اموقع صيدلية سميرة حاليا.

 

 كذالك مقهى الحاج جخيم ولد كل من جبار ((كاتب اول في المحكمة))وهادي ((مدسر شرطة))ومهدي وكريم ولطيف ثم أصبحت معرضاً للموبيليات وهي مقابل سوق بيع الاقمشة ((القيصرية)) ومقهى احمد بغدادي وهي المقهى الكائنة في محلةالسف بجوار مقهى الحاج اجخيم وهي الموقع المجاور لمطعم كباب الخفاجي وهناك مقهى اخر في شارع الحبوبي وهو مقهى عبد البغدادي والبناية التي فيها المقهى تعود الى نجم الشاهين وموقعها محل رؤوف لبيع المود الاحتياطية حاليا. ومقهى حسن عجمي مجاورة لمطعم ((اسبيني الباججي)) ومقهى لفتة ((من اهالي العمارة)) وهذه في الثلاثينات وهناك مقها فرج في سوق الندافين ثم اصبحت مقهى الأديب عزران ثم محل كامل اسمير لبيع المواد الانشائية حالياً ومقهى جمعة زيدان في الثلاثينات في شارع الصفافير وهي محل حسين نجف لبيع الابواب الخشبية حالياً. ثم مقهى التجار الذي تأسس 1931م لصاحبها غازي مسعود الكائنة في وسط شارع الجمهورية ولارتياد العديد من تجار المدينة والمناطق المجاورة لها وقتذاك سميت بمقهى التجار كما يرتادها كبار الشخصيات السياسية والادبية والفنية وتعد منتديا لطرح قضايا الساعة الساخنة التي يمر بها البلد وكانت هذه المقهى واسعة المساحة ثم بدأت تتقلص تدريجياً نتجة تقسيمها الى محلات صغيرة حتى اصبحت عبارة عن ((كبنك واحد)) ثم اختفت الى الابد في عام 2009م، ثم مقهى العروبة عام1956م وقبالتها مقهى اللواء التي اصبحت فيها بعد محلات دجلة لبيع الاحذية، ومقهى علي الاقجم والد جبار عليوي وموقعها محلات نعاس للموبيليات ثم اصبحت محلات لبيع اللحوم والدجاج حالياً.

 

ومقهى كريم محمد علي ((ابو احمد))التي تقع في شارع الجمهورية مقابل فندق الرشيد، وكانت هذه المقهى المنتدى الادبي والثقافي لأدباء ومثقفي مدينة الناصرية منذ بداية الستينات حتى وفاة صاحبها في منتصف السبعينات والمتنفس الادبي وتعقد فيها الجلسات والمناضرات الثقافية لمناقشة أي اصدار ادبي جديد.

 

ومقهى ((شنين))وتقع مقابل المحافظة وبعتبر هذا المقهى اول من ادخل جهازالتلفزيون الى الناصرية في منتصف الستينات وهذه ظاهرة جديدة في مدينة الناصرية .

ومقهى ((حجي ذياب)) موقعها مقابل سينما البطحاء الشتوي وصاحبها الحاج ذياب كان يقدم افضل ((استكان جاي))وفي طريقة خاصة به وله زبائن يأتون اليهرغم بعد المقهى .

ومقهى ((العمال)) لصاحبها سعدون وافتتحت هذه المقهى في منتصف الستينات قرب ساحة وتمثال الحبوبي في املاك الحاج مهدي الطحان، وكان صاحبها يعيش الغناء والموسيقى والطرب واغلب روادها من محبي غناء المطربة ام كلثوم والغناء الريفي القديم.

 

ومقهى ((الحاج ميزر))وتقع في شارع الجمهورية مقابل مكتبة الاهالي ومحال عزيز الموصلي في املاك ((طوبيا))افتتحت هذه المقهى عام 1948م، وكانت مكاناً لتواجد ارباب الحرف بالاخص اسطوات وعمال البناء والمواد الانشائية وكانت هي ((المسطر)) الرئيسي للعمالة وتةاجدهم وتجري فيها الاتفاقيات التي التي تجري بين ارباب العمل والعمال ومن اهم روادها الاسطوات القادمون من بغداد وكذلك الاسطوات ((اسطة ناصر البغدادي واسطة حسين البغدادي واخوه محمود وحسن وحسين الطوبجي وعلي السماوي وعلي الكربلائي)) وغيرهم.

 

ومقهى سعدون ابو كتاب . وكانت هذه المقهى تقع في شارع النيل قرب بناية المحافظة مقابل مقهى شنين وتشتهر هذه المقهى كونها ملتقى لجميع رياضيّ المحافظة والفرق الرياضية الوافدة الى مدينة الناصرية .

 ومقهى الناصرية الشعبي. اسسها الحاج خضير القيسي على نهر الفرات قرب جسر النصر في موقع جميل وهادئ وتقدم الشاي والناركيلة وعمالها يلبسون الزي الشعبي ((الصاية الطويلة والكوفية)) وقد انشأت في زمن محافظ الناصرية حميد مجيد العايد المحافظ الاسبق للناصرية عام 1982م. وهناك العديد من المقاهي اسست في الخمسينات والستيمات وتعد كثيرة جدا وخاصة قرب باب الشطرة القديم منها مقهى كامل ومقهى عبد الحسين ومقهى تاج احمد ومقهى خليل علي احمد الملاصقة الى باب المستشفى الجمهوري وغيرها الكثير .

 

 

من كتاب الناصرية تاريخ ورجال / الجزء الرابع 

ص241 ص242 ص243 

تأليف عبد الحليم أحمد الحصيني 

 

أطلع على ...أصحاب المقاهي في مدينة الناصرية