أسعد الحسيناوي/مركز التضامن للإعلام
وجها من وجوه مدينة الناصرية عاش فيها ببساطته وحبه للناس، كان طيب القلب وعاطفي وشخصيته محبوبة لدى الجميع .، محمد السيد رضا ، كتب عنه الاستاذ نعيم عبد مهلهل، قائلا :-
المدينة حقولها الخضر ، ذكريات ونخيل ونهر وبيوت طين وحجر ، ومرات تسكنها سعادة غامرة حين يأتي الاسفات لشوارعها وترتدي ضوء مصابيح الكهرباء ، وعلى صدى تلك الهواجس الحضارية المتمدنة عاشت مدينة الناصرية منذ بدايات القرن العشرين لتنشيء لحاضرتها وجودا رائعا في المحاكاة والسعادة بين روحها كمدينة واجفان ابنائها .
أنها مدينة تحررها رؤى الاشتياق والتفاعل ومواسم الفرح والحزن وهما يتعاقبان على يومها كما الليل والنهار.
وكل الذين يولدون في مدينة بطعم الناصرية يسكن بهجة عمر ومسرات روحية وتأصيل مودة حافلة بزهو ارواحنا مع تلك الوجوه التي امتلكنا الشرف لنكون ابناء لها .
السيد محمد السيد رضا الهاشمي ( 1924 ــ 2002 ) أبو حازم . هو واحد من تلك الوجوه التي تلونها ملامح الروح النقية بصفاء مودتها وبهجتها وايماءات اليوم التي تعيش معها وهي تحاول ان ترعى بيتها وتتفقد الاهل والاقارب كل يوم.
فهو كما عرفته طيبا وصادقا مع نفسه ومع الاخرين ، يحبه الناس لأنه يعيش حياته ببساطة ويتواجد كل يوم في محل له للعطارية يقع قرب البريد وليس بعيدا عن بيته الذي يقع في زقاق صغير في شارع الجمهورية مجاورا الى صيدلية المرحومة سميرة عبد الهادي التي هي من اقاربه واظن من جهة المرحومة الطيبة ام حازم التي شاركته الحياة بحلوها ومرها وكان يمتلك صوبها عاطفة غريبة أذ يتألم بقوة لمجرد شعوره انها تتألم ويبتسم مباشرة حين يشعر انها بدأت تبتسم ، ومعا صنعا عائلة كان للذكور فيها حضورا اجتماعيا رائعا تمثل في ولده الكبير حازم ثم ظافر ثم علي.
اكثر ابناءه قريبا الي هو صديقي ظافر الذي عشت معه صبا وشباب المدرسة وكان لنا تواجدا يوميا في بيتهم او في الزقاق حيث نتجمع انا وهو ومحسن الدجيلي وكريم نعاس وكريم السيد وسلمان هادي لنراجع دروسنا وهناك كنا نلتقي يومياً المرحوم ابو حازم وكنت اجده خزينا هائلا من تواريخ المدينة حيث اشتهر في اربيعينات القرن الماضي انه كان من ابرع لاعبي كرة القدم في الناصرية وكان من اقرب اصدقائه المرحوم المعلم والاعب نعمان سيد محمد والمرحوم خضر حاج طالب وغيرهم .
في تفاصيل حكايات السيد محمد سيد رضا تواريخ مدينة عاش فيها لاعبا كرويا متألقا وهو يحدثنا عن اسماء لاعبين مسلمين ويهود ومسيحيين عاشوا في المدينة وشكلوا فريقا كرويا كانو فيه ابو حازم اخطر المهاجمين.
عاش ابو حازم بيننا كروح تمتلك النقاء الغريب ، وكان يمتلك حرصا والتصاقا عاطفيا وروحيا بأبناءه ويلتفت وراءهم بكل صغيرة وكبيرة ، وكنا نسمي قلبه اسفنجة بحجم الكرة الارضية لانه ينبض بحرص وانتباه مع كل تفاصيل بيته وعلي أن اتخيل الان مقدار حزنه هو وشريكة عمره الطيبة ام حازم وهما يستقبلان في العلا الابدية ولد ابنهم المغدور طالب الطب الجميل ( عبد الله ظافر ) الذي قتل بجريمة بشعه في الهند وقد جاء اليها بعد ان كان يدرس في اوكرانيا وتركها الى الهند بسبب اضطراب الحياة السياسية فيها .
هناك ستلتقي دمعة السيد محمد رضا بدمعة حفيده وسيرى الحفيد الذي ترك جده وهو صغيرا كيف يكون شكل المحبة وهو يحتضن ابن ولده ويجفف الدم عن جبهته .
تلك هي عاطفة ابي حازم التي اعرفها جيدا . ذلك الناصري الدافيء الذي كنا لانمل من مزاحه في انتظار تصريحاته الرنانة والبريئة .
أنه جزء من حميمية المدينة وروحها الطيبة . وحيث استعيد ذكراه اليوم أتخيل تلك الملامح النحيفة والسمراء لذلك الكائن المبتسم ببراءة انسان يحب الحياة وبيته والهدوء.