صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

تعرف على ...شخصية تلامس بحب أفق مدينة الناصرية

Sat , 2017/01/21 | 12:00

أسعد الحسيناوي/مركز التضامن للإعلام

عصامي ومثقف ومخرج وخلوق ويومهُ لا يقضيه في عبث الصفنة بل هو منتج وميال الى روى الابتكار في اكتشاف الجديد ،ورغم وزنه الثقيل لكنه، كان خفيف الظل... تصاحبه ابتسامته الدائمة... ولا يمر ملتقى دون ان تكون له محاضرة ، ولد في مدينة الناصرية كان يحبها واهلها،  هو، ياسر البراك

الأنسان والمسرح والزقورات  ، كتب عنها الاستاذ ،نعيم عبد مهلهل، قائلا:-

 

يقولون أن الحياة حكاية بدأها الكون منذ أن اكتمل الوعي في خليقته البشرية ، وقول القرآن الكريم ( وعلمنا آدم الأسماء كلها ) ينطبق تماما على سير الحياة والبشر صوب التعبير عن الموجودات وتكوين رؤى وطقوس ومهام تجعل هذا اليوم نافعا ومفيدا وذو معنى .

وربما أو من بعض المدن المأهولة الاولى ، وحيث انها انجبت الحرف الأول فأن ريادة الوعي فيها معترف فيه حضاريا ، ولهذا من يعيشون الآن وهم احفاد تلك الازمنة السحرية والاسطورية هم من يمسكوا صولجان مجد المكان . شعراء كانوا ام علماء أم عمال بلدية .

معلمون ، اطباء ، عطارون ، رسامون ، جنود ، اصحاب مقاهي ، وكلاء الشركة الافريقية واورزدي باك ، مسرحيون .

كلهم يصنعون وعي المكان وخصوصيته واظن أن صديقي الدكتور ياسر عبد الصاحب البراك هو من بعض أؤلئك الذين ورثوا من كهنة الزقورات هذا الوعي الذي تناسل من الاجداد الى الاحفاد.

عصامي ، ومثقف ، ومخرج ، ومهادن في مودته ، وخلوق ، ويومه لايقضيه في عبث الصفنة بل هو منتج وميال الى رؤى الابتكار في اكتشاف الجديد في رسالته المسرحية التي ابتدائها من مسرحية ظل حمار والى اليوم.

هادئ ومجابه وعراب رسالة ناضل كثيرا ليجعلها صوته وخصوصيته ليكون نافذة للمجابهة في وجه الكثير ممن كانوا يفسروا طروحاته واختياره لاعماله بأنها تمشي ضد التيار وربما هذا دفعه ليتعرض الى مواقف كادت تذهب به الى السجن وربما الى اسوء منه .

آخر ندوة لي كان أو عمار هو من قدمني للجمهور وأستعاد معهم ذكرياتنا معا ، وفي غمرة عاطفة الذكريات استعدت اجمل الايام مع هذا الانسان الوديع الذي لايجد معي سوى محطات مشركة ومنها سفرتنا الاسطورية الى الكويت للمشاركة في مهرجان البابطين الادبي ، ومشاركاتنا في مهرجانات المدى في اربيل أو نحضر معا وجميع الاخوة الادباء الى انتخابات الاتحاد في بغداد ، ومرات تجمعني البصرة انا وياسر وصديقنا الناقد السينمائي أحمد ثامر جهاد في ملتقياتها الادبية الساحرة.

وبالرغم من وزته الذي تجاوز المئة والثلاثين والذي رشقه الان وعاد نازلا الى اقل من المئة يبدو البراك خفيف الظل تصاحبه ابتسامته الدائمة ولايمر ملتقى دون أن تكون له محاضرة نقدية في المسرح واغلبه عن المهمشين في عالمنا والذي طوره بعد 2003 الى مسرح التعزية الذي اتخذ من قضية الحسين ( ع ) نافذة لتأسيس مسرح بخطاب ديني متنور وهذا ايضا كلفه الكثير من من الرأي المضاد ليعود الى المجابهة مرة اخرى ، وفي كل مرة يعود ياسر الى روحه وصفاءها وحضوره اليومي في مقهى مسلم الذي اتخذه الادباء مقرا لهم بعد أن نُهب واستولى الحواسم على مقره القديم مجاور نادي الموظفين.

ياسر عبد الصاحب البراك رائيا حاذقا في صنع احلامه حتى لو كلفه هذا الكثير ، هو صاحب رسالة يعيَّ تماما قدرتها على الوصول الى ذاكرة المتلقي ، ولي معه موده اراد فيها الكثير ان يشوهوها لكنه اصر على ابقاء ذائقتنا المشتركة قائمة على روعة ذكرياتنا واعمالنا المشتركة معا في مشاريع ثقافية كان لياسر اسهاما جديا فيها ومنها حوارنا المشترك الذي ظهر في صحيفة الزمان 2004.

ياسر الذي نال الدكتوراه قبل عام هو مثال للمثقف الايجابي والقادر على صنع المتغيرات بأيمان قلبه وموهبته ، واظن اني اسعد كثيرا برفقته والسفر معه ، لأني اشعر ان مبدعا مثل ياسر البراك يركن دوما ليكون خفيف الظل وكتوما واريحيا وخصوصا عندما تكون موائد الملتقيات والمهرجات معززة بما لذ وطاب من الاطعمة والتي هاجرها ياسر اليوم بسبب ترشيق جسمه .

ياسر عبد الصاحب البراك أيقونة سومرية جميلة صنعت لمسرح المدينة مذائقا يرتقي بأغماضة حلم سلالم الزقورات ليصل الى قمتها فيلامس بحب أفق مدينتة الناصرية 

 

تعرف على ...شخصية تلامس بحب أفق مدينة الناصرية