منذ القدم عوائل سكنت مدينة الناصرية ، وعاشت فيها ومارست الحياة الإجتماعية ، وأصبحت لها أملاك في هذه المدينة، وعملت في التجارة ، ومن بين هذه العوائل-:

عائلة زوير مهوس الزهيري :

وهي من الاسر التي سكنت الناصرية منذ الربع الأول من القرن الماضي وأول من سكنها هو زوير مهرس الزهيري واستقر في محلة السراي ثم انتقل إلى داره الواقعة في أحد أزقة شارع الحبوبي، عمل في مجال تصليح المعدات الصناعية والميكانيكية وقد أنجب حسن ومطلك ورسن ولم يبق في الناصرية سوى عائلة حسن زوير والصيدلي أحمد ابن رسن ومن هذه الأسرة صالح حسن زوير وهو من الوجوه الاجتماعية المعروفة التي حازت على احترام وتقدير أبناء المدينة ومنهم ايضا: كريم حسن زوير وهو صاحب صالون حلاقة كريم الصالون المميز والمعروف في الناصرية حيث الفن والذوق الرفيع. 

عائلة عبد الكريم حسن الكردي البرزنجي :

وهي من الاسر الكردية التي سكنت الناصرية في ثلاثينيات القرن الماضي بعد أن ابعدت من مناطق الشمال مع عشرات من العوائل الكردية أثر الثورات الكردية التي كانت تقام هناك ضد الحكومة. واسرة عبد الكريم بن ملا حسن بن فتاح بن محمد سعيد بن عبد القادر نزحت من منطقة ((برزنجة)) من توابع مدينة السليمانية واستقرت في الناصرية محلة السويج، تحديدا في الدار العاد لليهودي حسقيل ساسون الكائن في شارع بن سينا مقابل مكتب المحامي شاكر الغرباوي سابقا أي مقابل فندق المصطفى حاليا فيما استقرت اسرة أخيه المدعو عبد الرحمن ملا حسن في مدينة البصرة، وكبير الاسرة الحاج ملا حسن أعقب ثلاثة اولاد هم : عبد الكريم وعبد الله ((سكنوا الناصرية واستقروا فيها))، وعبد الرحمن ((أبعد إلى البصرة واستقر فيها)). 

عبد الكريم ملا حسن ((المولود في مدينة السليمانية عام 1915م)) امتهن تجارة المواد الغذائية وبعد عدة سنوات عمل في مجال تجارة السيارات وقطع غيارها كما كان من الرجال البارزين واصحاب الهمة في الحقل الاقتصادي والأمور المالية إذ عمر بالاشتراك مع شركاء له سوقا وسع به المدينة من جهة الشمال كما أنشأ حوله دورا خفف بها أزمة السكن وجعل جاورها أوطأ من الدور الأخرى لمساعدة أصحاب الدخل المحدود. شارك في ثورة مايس عام 1941م أنجب أربعة أولاد وثلاث بنات هاجروا جميعهم إلى بغداد عام 1972م ولم يبق منهم سوى الابن الأوسط المربي الفاضل زكي عبد الكريم الكردي. 

والأولاد هم: 1. محمد رياض، من مواليد الناصرية عام 1946م عمل في مجال التجارة والأعمال الحرة أعقب كل من : إيناس، طبيبة في أحد مستشفيات عمان والبنت الأخرى اسمها حلا أكملت معهد التحليلات المرضية وارتحلت بصحبة زوجها إلى العاصمة الأردنية عمان أيضا. 

2. زكي عبد الكريم من مواليد الناصرية عام 1952م يعمل في مجال التعليم وهو اليوم كبير الأسرة في الناصرية أعقب كل من حيدر وحسين. 
3. عادل عبد الكريم من مواليد الناصرية عام 1952م، يسكن سوريا حاليا كلاجئ سياسي منذ عام 1999م.  
4. صباح عبد الكريم، مواليد 1955م موظف في وزارة النفط، متقاعد ويسكن بغداد حاليا. 

عبد الله ملا حسن من الرجال الوطنيين المعروف بمواقفة الوطنية اعتقل عام 1941م كونه من المشاركين بمقتل الضابط البريطاني جفرز مع آخرين منهم بكر برجس وملا عبيد النجدي، مؤذن جامع فالح باشا السعدون ونجم ابو الفحم ومصطفى علي وعبد الرزاق الخياط وعبد الكريم ملا حسن وحكم عليه بالمؤبد وبقى مسجونا حتى عام 1958م وأطلق سراحه بعفو من عبد الكريم قاسم كان رحمه الله من تجار الناصرية المعروفين، اختص في مجال استيراد وبيع الاقمشة الإنكليزية الخاصة بالملابس الرجالية. 

عبد الرحمن ملا حسن، سكن البصرة وعمل فى تجارة العقارات وأصبح من أصحاب رأس المال وله أملاك عقارية عديدة في مدينة البصرة لهذا عرف هناك ب عبد الرحمن الملاك وأصبح لقبا شائعا له وقد أعقب كل من طه وقصي وعلاء وياسين. 

عائلة السيد عبد الحسين السيد محمد الباقري : 

وهي اسرة عربية علوية من ذرية غالب بن الشريف الرضوي بن قمر الدين الذي يرجع نسبه الى موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد ابن الإمام علي ابن موسى الرضا بن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر علما ان هذه العائلة تعرف بالسادة الغوالب أما تسميتهم بالباقري فهي لاغبار عليها لكن فيها تجاوز للعديد منه الحلقات النسبية التي توصلهم إلى الأمام محمد الباقر (ع)، ومنها الغالبي والرضوي والموسوي وهكذا وصولا إلى الأمام محمد الباقر (ع) لأن كل رضوي باقري وكل موسوي باقري ولا يجوز العكس فانتساب هذه الاسرة بالباقري وتركهم هذه الحلقات النسبية مجرد اجتهاد ليس أكثر. 

وأول من سكن الناصرية من هذه الاسرة هو السيد عبد الحسن السيد محمد صادق قادما من قرية الشوفة حيث كان له فيها ديوان كبير في تلك المنطقة ليسكن في محلة السيف محتفظا بديوانه وأملاكة الزراعية في الشوفه ويبقى متنقلا بين هذا المسكن وذاك وكان رحمه الله يعمل في تجارة الحبوب والتمور ومن رجالات هذه الاسرة السيد محمد السيد عبد الحسين تولد 1912م والذي عمل في مجالات مختلفة منها تجارة الخيول مع أخيه لأمه ((السيد صالح السيد مرزوك الذي كان خبيرا في مجال اختصاصه حيث كان يصدر الخيول الأصيلة إلى الهند))، ثم اشتغل السيد محمد السيد عبد الحسين أمينا لمستودعات ذي قار النفطية حتى أحالته على التقاعد عام 1975م وكان له ديوان عامر يرتاده أبناء المدينة من الوجهاء ورؤساء العشائر حيث المناقشات السياسية والاجتماعية والدينية بين رواد هذا الديوان، ومن هذه الاسرة ايضا السيد عبد الرزاق السيد محسن تولد 1927م وهو رجل فاضل له دراية معروفة بأنساب أهله وأبناء عمومته وله في داره مكتبة نسبية تحوي العديد من كتب الأنساب وتاريخ العشائر ومنهم أيضا المترجم والأديب المبدع الأستاذ أحمد الباقري بن السيد محمد عبد الحسين الباقري. 

من كتاب الناصرية تاريخ ورجال / الجزء الرابع 

ص149 ص150 ص151 

تأليف عبد الحليم أحمد الحصيني