التاريخ مرآة الإنسان لرؤية ماضيه واستشراف مستقبله، ولذا فإن التوعية التاريخية وإعادة النظر في دراسة تاريخ أمتنا الإسلامية، يعد ضرورة لا بد منها لاكتمال التوعية الشرعية والرؤية السليمة، لاسيما عصر النبوة وعصر الأئمة الأطهار، الذي يمثل التاريخ التطبيقي للإسلام عقيدة وشريعة. ولا يتسنى ذلك إلا بإعادة صياغة التاريخ الإسلامي بأقلام إسلامية تؤمن بالله وتحس بدور الإسلام في الحياة ودور الاسوة الحسنة في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.

وقد الفت الكثير من الكتب والمجلدات التي تطرقت إلى التاريخ الإسلامي، وما انطوى عليه من إحداث وقضايا، ومن هذه الكتب القيمة، كتاب (دراسات في التاريخ الإسلامي)، لمؤلفه آية الله الشيخ محمد باقر الناصري.

كتاب دراسات في التاريخ الإسلامي، يتضمن بحث تفصيلي عن الإسلام منذ بدء الرسالة حتى شهادة الإمام علي (ع)، وعما كانت عليه العرب من مذاهب وديانات قبل أن يبزغ فجر الإسلام المنير، وقد سبر آية الله الناصري، مؤلف الكتاب، أعماق هذه الفترات بتحليل واقعي جذاب، وأماط اللثام عن الأسباب الحقيقية لمختلف القضايا التي عاصرت أبطال الكتاب، وخفايا امورها.

طبع الكتاب طبعته الاولى سنة 1973م، والثانية سنة 1981م، وقد كتب مؤلفه في بعض من مقدمته:
فاني منذ زمن ليس بالقليل أعيش التفكير في التاريخ الإسلامي وأراني أقول: لابد لقارئه وهو يغوص في أعماقه لاستطلاع القضايا والحوادث التي يفيض بها بحره الزاخر، وتقذفها أمواجه الرهيبة، من أن ينظر بمنظار من تجرد عن التعصب، وسلك الجادة ينشد الحقيقة لا غير، وإلا فينقلب البحث عبثا، والتعب ضياعا وطلب الواقع تضليلا.

ويضيف: وقد وفقت في ضروف عديدة لتحقيق المطالب التاريخية :
بعضها في محاضرات وخطب ألقيتها في مناسبات عامة، وبعضها مواضيع كتبتها في حينها للنشر، ولم تنشر، أو نشر منها فصول في بعض المجلات الإسلامية لسنين خلت.

ويشير الشيخ الناصري في خاتمة مقدمة الكتاب: وأخيرا رأيت الضرورة والواجب الديني يدعواني لتنسيق هذه المواضيع واعتبارها (( الجزء الأول ))  من كتاب (( دراسات في التاريخ الإسلامي )) آملا من الله جلت قدرته أن يعينني على تحقيق ما أصبو إليه، وأن يهديني سواء السبيل، ويوفقني للقيام بدراسات تاريخية اخرى لانجاز بقية أجزاء الكتاب.