Mon , 2017/02/06 | 12:02
حسن السهلاني /مركز التضامن للإعلام
إن الحديث عن بلاغة الإمام علي (ع) حديث طويل لا ينتهي فقد غاص في بحره كبار الكتاب والادباء والمفكرين على مدى قرون عديدة وما زالوا، وكلما اقتربوا من حضرته يشعرون بالهيبة والخشوع ويكتشفون أشياء جديدة في شخصيته الفذة، فبلاغته وفصاحته في أقواله ووصاياه، تغنت بها الكتب والمحافل على مدى العصور، واقتبس منها الأدباء والشعراء وأمراء البيان في كلامهم ومنطقهم.
وقد ذكر آية الله الشيخ الكبير محمد باقر الناصري، في كتابه "دراسات في التاريخ الإسلامي"، بعضا من أقوال ووصايا الإمام علي (ع)، بعنوان[ (درر من أقوال ووصايا أمير المؤمنين علي -عليه السلام]-)، فقال: كل كلام أمير المؤمنين درر ولئالىء بل يهزأ بالدرر والئالىء حتى اشتهر بأمير البلاغة والبيان وباني مجدها.
وفيه يقول القائل: (كلامه دون كلام الخالق و فوق كلام المخلوق).
ولعل ماغاب ولم يحفظ من كلام أمير المؤمنين أكثر مما وصلنا لأسباب لايجهلها القارئ الفطن، ومع ذلك فان الثورة الفكرية التي تعتز اليوم بها الامة الإسلامية هي مجموعة خطب ووصايا وحكميات أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة، ويدلك على عظيم هذه المجموعة القيمة ورفيع قدرها تهافت مختلف طوائف المسلمين منذ العصر العباسي لهذا اليوم على الاحتفاظ بنهج البلاغة والاعتناء به بالشرح والطبع والاستنساخ حتى صار مادة يدرس، وموضوعا يناقش في كثير من المعاهد العلمية والكليات الإسلامية، مضافا لما أبداه غير المسلمين من الإطراء والمدح لنهج البلاغة، وحينما أردنا الاقتصار على هذا القدر المختصر من حياة أمير المؤمنين (ع) أحببنا أن نرصع هذه الصفحات ببعض كلماته القصار الخالدات والتي أصبحت حكما ودروسا يحفظها الكبير والصغير ويستشهد بها المستشهد، مقتصرين في روايتنا لحكميات الإمام (ع) على ما رواه ابن أبي الحديد ألمعتزلي في شرحه الكبير لنهج البلاغة بسنده عن الشريف الرضي باعتبار إن هذا الطريق من الشهرة والإتقان بما لا يبقى معه مجال للتردد في نسبتها.
بعدها يذكر سماحته بعضا من هذه الأقوال والوصايا:
قال (ع): إن هذه القلوب كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم.
وقال (ع) في صفة الغوغاء: هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا، وإذا تفرقوا لم يعرفوا.
وقال (ع): كل وعاء يضيق بما يجعل فيه إلا وعاء العلم فانه يتسع به.
وقال (ع): الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان.
وسئل عن قوله تعالى (فلنحيينه حياة طيبة) ؟ قال: هي القناعة.
وقال (ع): الحدة ضرب من الجنون لان صاحبها يندم فان لم يندم فجنونه مستحكم.
وقال (ع): من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
وقال (ع): تكلموا تعرفوا فان المرء مخبوء تحت لسانه.
وقال (ع): الحلم عشيرة.
وقال (ع): من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهوته.
وقال (ع): ما أصعب اكتساب الفضائل، وأيسر إتلافها.
وقال (ع): سرك دمك فلا تجرينه إلا في أوداجك.
وقال (ع): الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك.