أسعد الحسيناوي/مركز التضامن للإعلام
شخصية هادئه ومثقفه وجميلة،تقدم يـد العون لأنباء مدينتها وتحبه الناس، ووجهه مليئ بالابتسامة، وتعددت في وجهه إيماءات الشوق مع نبض المدينة،هـو ،السيد عبد السيد هجر ، كتب عنه الاستاذ تعيم عبد مهلهل ،قائلا:-.
فقه أن تحبَ مدينتكَ ، وهو ذاته أن تفسر مافي قلبك من نبض ، وحتى تسمو عاطفة الشوق فيك لأجل مكان ولادتك تحاول أن تجمع شتات الذكريات في ماعون التمن والمرق الذي طبخته لك أمك فتستعيد اجمل اللحظات وتتخيل أن اي واحد من اهل الناصرية يفتخر بالانتماء الى رحمين ، رحم الأم ورحم الناصرية .
المدينة العابرة لجهات الضوء ، المتسعة في خيال الدمعة والابتسامة لتتحول عند مباهج الصور الى وجه افتقدنا طلته وصباحاته ولكننا نستهيده الآن بكتاب يؤرخ وجوها من ابناء هذا المكان الذي صنعته طلاسم الكهنة وغراميات الفقراء ونعوش شهداء الجيش .
وجوه تعددت فيها ايماءات الشوق مع نبض المدينة والصيدلاني الصديق عبد هجر ابو مهند واحد من الذين يسكنه حب مدينته وقد انتمى اليها من خلال ما تربى عليه في بيت علوي يزينه فقه اخيه الاكبر السيد قاسم السيد هجر المفضل.
أبو مهند صيدلاني عريق محب لوسطه ومتشعب الصداقات بحكم عمله في دائرة صحة ذي قار ثم صيدلته والمذخر الطبي الذي بعد ان تقاعد من الوظيفة لنعيش ذكريات حلوة وصحبة جميلة مع ابي مهند في المذخر الذي كان يديره معه الصديق جمال جاسم .
أبو مهند شخصية بكاريزما جميلة ، وهاديء واجتماعي ومثقف ، واجمل الذكريات معه كانت في السيدة زينب حيث اراد أن يستقر بهدوء واشترى بيتا في شارع الصوص في السيدة وهناك كنا نلتقي ومعنا ولده الطيب محمد عبد هجر ذلك الكائن الطيب والمرح والذي طالما كان ضيفنا في البيت وهو يحمل مرحه الدائم ومزاحه الذي لاينتهي مع صديقنا الرائع عادل كريم كردي.
تكتشف في صحبة ابو مهند سيد عبد هجر أشياء جميلة عندما تجد في ذاكرته الكثير من النصائح والذكريات التي نحتاجها لهذا ينتظر الجميع من ابناء الناصرية قدوم ابو مهند من العراق لنجتمع في مكتب سفريات الناصرية وهناك تملأني ضحكة السيد الكثير من الفرح ونحن نرى في عينيه ملامح مدينتنا الطيبة .
لايمر عودة لي للناصرية دون ان التقي ابو مهند واستعيد معه مرح روح وجمالية صحبته واخر مرة التقيت بذلك الانسان الطيب في عاشوراء وقد نصب امام بيته خيمة مضافة للتعزية بمصاب عاشور ، وبعدها التقيته في مآتم أخيه السيد الجليل قاسم سيد هجر ولم يتنسى الجلوس معه لانشغاله بمصاب رحيل اخيه الأكبر ، لكن في كل مرة يتصل بي ولده محمد اطلب سماع صوت سيد عبد ونستعيد بعضا من ايام ذهبت.
سيد عبد هجر الذي ينتمي الى الناصرية بعمق اصالة البيت الذي ولد فيه وهو حتما بيت علم وتقوى وشرف ، بقي وعلى الدوام يتمسك بأطياف مدينته ويعيش بجمالية علاقاته مع جميع اطياف المجتمع صورة الناصري المرح الذي يحب الاختلاط والمجالس وربما هو من جيل سعى دوما لجعل الناصرية بعضا من حاجتنا لنكون منها واليها ، ولهذا حين يجتمع ابو مهند مع صديقه الازلي الاستاذ محمد بجاي يبدا مزاحا من نوع آخر تظهر فيها تلك المودة التي تصنعها ذكريات عشرات السنين بين ابناء المدينة .
سيد عبد هجر الصديق والانسان هو من بعض الوجوه التي تديم مع الفتها شكل المدينة الطيبة الذي بقي يمثلنا اينما نكون . وبالرغم من عزلة التقاعد وركونه الى الراحة وجعل اولاده هم من يديرون الصدلية إلا انه ابقى لقاءاته وسمره مع اصدقائه وبقي تواصله قائما لانه من بيت يتوجب فيه ابقاء الصلة بشكلها الاجتماعي والديني مع جميع اطياف مجتمع المدينة.
سيد عبد هجر هو من بعض ازمنة العطر الذي يسكن عاطفة المدينة وابنائها.