أسعد الحسيناوي/مركز التضامن للإعلام
تجار سيف الطعام في قديم الزمان، كانوا يمارسون التجارة بالحبوب والتمور وغيرها، كان تنظيما جميلا يتبع في ما بينهم في عملهم أطلع على ذالك :-
العلوجية وسيف الطعام في الناصرية:
الناصرية مدينة زراعية وغالبية السكان فيها من أهل القرى والارياف الذين يعيشون على ممارسة الأعمال الزراعية حتى أصبحت هي المورد الذي يكون دخل الفرد فالمحاصيل الزراعية التي عرفت بها الناصرية كالحبوب على اختلاف أنواعه والتمور جعلت الناصرية تتعامل مع البادية والمناطق المجاورة وخاصة البصرة تعاملا تجاريا واسعا فكانت سوقا عامرة لسكان البادية يبتاعون منها التمور والحبوب ويصدر قسم آخر إلى البصرة مثل الرز العنبر والشعير أما الموقع الذي كان يتم فيه بيع وشراء الحبوب يسمى ((سيف الطعام)) والسيف: يعني للبيع بشرط نقل البضاعة والتأمين عليها من قبل البائع وجاء في المادة (301) من قانون التجارة ما يلي السيف: هو البيع الذي يلتزم فيه البائع بإبرام عقد نقل البضاعة من ميناء الشحن إلى ميناء التفريغ والتأمين عليها من مخاطر النقل.
والسيف الموجود اليوم في الناصرية كانت العلاوي فيه عبارة عن صرائف صغيرة من القصب ومظلات من البواري تستخدم كسقيفة لحفظ الحبوب باختلاف أنواعه مثل الحنطة والشعير والماش والذرة والدخن وفي عهد متصرف اللواء السيد عبد الكافي عارف الذي تولى متصرفية اللواء للفترة من 1953/11/24م إلى 1956/10/4م تم تحميل علاوي الحنطة والشعير داخل السيف من القصب والبواري إلى بناء من الطابوق والجص وفي عام1963م دخلت الكهرباء إلى سيف الطعام لأول مرة أما في عام 1965م فقد تم دخول الخدمة الهاتفية إلى السيف لأول مرة. ولسيف الطعام ثلاثة أبواب اثنان منها تطل على شارع الجمهورية والثالث يطل على سوق الندافين سابقا المكتظ اليوم بمحلات بيع المواد الانشائية. وسكن أغلب الذين يتعاملون ببيع وشراء الحبوب في محلة السيف بالقرب من مكان عملهم وكان غالبيتهم من أبناء هذه المنطقة في حين نجد إن موظفي الحكومة واصحاب الحرف والمهن المختلفة الذين وفدوا للناصرية من المدن العراقية الأخرى قد سكنوا قرب مبنى سراي الحكومة ((اول مبنى في الناصرية)) وكان من أبرز تجار الحبوب ((أصحاب علاوي))الذين عرفتهم الناصرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ولغاية الثلاثينيات منه هم كل من : السيد محيي السيد خيون والسيد والي السيد حسن السيد غريب والسيد يعقوب السيد موسى والحاج مهلهل مبارك وسلمان بصيص ومحمد المرزوق والسيد علي السيد ناصر الموسوي وحمادي خنفر ومحمد الصافي والسيد جابر السيد حسن ((جد المحامي حسين الغالبي)) والحاج نمنوم عبد الحسين والسيد حسن السيد حسين ابو درابيش وجبار الدهلة وحسين دلي والسيد جبر علي حسين وعبد الكريم سلمان الكريم.
وجاء بعد هؤلاء إلى سيف الطعام كأصحاب((علاوي الطعام)) العديد من تجار الحبوب وجلهم يتحلى بالخلق الرفيع والسلوك الحسن تربطهم علاقات اجتماعية متينة وكأنهم أسرة واحدة ومنهم: الحاج مجيد رشيد محمد والسيد ابراهيم السيد حسن والحاج صبر عبد الحسين والسيد كريم السيد يعقوب اليعقوبي الذي ولد عام 1919م وتوفي في عام 1968م والسيد عبد الله السيد يعقوب تولد 1921م والمتوفي عام 1991م وعبدالله الغزال وإسماعيل الغزال ومخلص الغزال وعبد حمادي ((المعروف عبد ابو حميد)) ويونس الحاج محمد المرزوك والسيد إبراهيم السيد مطلك ((والد السيد خليل السيد ابراهيم)) وكاظم حميدي وجبار حبيب وناظم حميد والسيد طاهر السيد علي تولد 1918م مارس العمل في سيف الطعام بعد أخيه السيد ياسين والذي بدوره عمل بعد وفاة أخيه السيد جبر، وستار مهلهل وجبار الحاج وحيد والحاج عبود الجازع الذي كان وكيلا للتاجر خضوري بلبول حيث كان يسوق بضاعته من الحبوب إلى التاجر خضوري عبر السفن إلى البصرة والسيد رشيد السيد محيي الصافي وأخوه السيد عبيد السيد محيي وبدر ناجي والسيد إبراهيم حسن وعبود مهلهل ((والد الأديب نعيم عبد مهلهل)) وعبد الحسن محيميد وساجت زاير خنجر ((والد المعلم المعروف علي ساجت وعلي زمام وياسر حرب والسيد غضبان وأخوه السيد رويح أولاد السيد علي الموسوي والسيد فليح السيد حسن والسيد فليح السيد ياسر ((والد الدكتور جبار السيد فليح)) وجبروته السيد فليح والحاج جعاز عزيز وموشنة السيد مهدي وكان ممن عمل في تجارة الحبوب مع أصحاب العلاوي هولاء كل من علوان حسين الريس وكاظم جواد العضاض وسهيل عبد الياسين وكان لكل تاجر حبوب أو مجموعة تجار زبائن خاصة بهم حيث كان كل من العلوجي الحاج صبر عبد الحسين وعبد الله الغزال معظم زبائنهم من البدو أما العلوجية السيد كريم السيد يعقوب والسيد عبد الله السيد يعقوب فزبائنهم من عشائر البدور وال غزي وكان اغلب البيع يتم بالاجل يسمى ((الظهرات)) والإيقاء بعد موسم العودة ويسمى ((الحدرات)) اما العلوجية فليح السيد ياسر وإسماعيل الغزال والسيد رشيد السيد محيي وعبد حمادي فزبائنهم من الخبازين والخبازات وإضافة إلى أعمال البيع والشراء داخل السيف كان هناك من يقوم بعملية وزن الحبوب ويسمى ((الوزان)) وممن عمل في هذا المجال منهم: السيد مطلك ابراهيم العوادي وكان رجل ثقة ومؤتمنا عمر أكثر من 120عاما وعبد الكريم مهدي العزيز وسلمان بصيص وموشنة مهدي وعطية الغريبي ولفتة الغريبي ثم جاء بعد هؤلاء وعمل فى نفس المجال منهم صلال عبد الحسن وكاظم عبد الرزاق وعبد الواحد الصافي وعلوان بصيص. كما كان في سيف الطعام عدد غير قليل يعمل بصفة ((حمال)) وكان هولاء يقسمون إلى ((جوقات)) مفردها جوقة ولكل جوقة مسؤول مهمتهم تفريغ أو شحن البضاعة. وكان المزارعين الذين يجلبون الحبوب إلى سيف الطعام بواسطة الجمال لعرض بضاعتهم على أصحاب العلاوي ويكون توقفهم في مايسمى ب((عكد البعارين)) سوق الصاغة حاليا ولا يحق لأي مشتري أن يشتري من هولاء المزارعين إلا إذا كان مسجلا لدى دائرة الاستهلاك الدائرة التي أسست عام 1931م والغيت عام 1961م وعند إلغائها قد استبشر التجار خيرا لثقل الضريبة الملقاة على عاتقهم لكن بعد فترة عرفوا مدى الضرر الذي الحق بهم من جزاء إلغاء الاستهلاك حيث أصبح الشراء لمن يشاء دون تحديد وهذا قد أضر بتجار الحبوب وقتذاك لدخول تجار لا يعرفون الف باء التجارة، وخلق منافسة غير متوازنة. ودائرة الاستهلاك هي إحدى دوائر وزارة المالية ((مديرية الموارد العامة)) مهمتها استيفاء رسوم الاستهلاك من المواد التالية :
1- المخضرات والتمور والمزروعات
2- اللحوم ((البقر، الإبل، والماعز))
3 - الاسماك
4- الدهون
5- الرز والحنطة والشعير وتكون الجباية بنسبة 10% من الأسعار الرسمية التي تقررها المجالس الإدارية، وكادر هذه الدائرة يتكون من مدير واردات ومدير مال ومأمور استهلاك ومعاون مأمور والسعاة، وممن عمل في وظيفة مدير واردات منهم حميد المندلاوي وجميل والواسطي ورشيد محمد وعبد الله الشاهين وعبد الرضا بدهان أما من عمل بوظيفة مدير مال منهم علي الثامر وعبد الهادي شاهين وممن عمل كمأمور استهلاك منهم باقر الحاج كاظم وخزعل محسن وبدري محمد وجبار الحاج مديح وحسن مهدي وأحمد محمد اغا ومحمد علي الكاتب ومن الذين عملوا بوظيفة معاون مأمور منهم خضر عبد الله وعبد الوهاب ومهدي عودة وعباس محمد علي وعبد زيد وكامل عبد الواحد الموصلي أما سعاة الاستهلاك منهم محمد أمين وشهاب أحمد والحاج هادي وحدود راضي وحسين ملاجي وغازي فيصل وطارق عبد الرضا ومهلهل مسعد ورزاق جميل وجادر صادق جعفر ((والد الدكتور سعد جادر والمهندس عادل جادر)).
وكان هناك عدد من تجار المدينة من غير تجار الحبوب تربطهم علاقات أخوية حسنة يسودها الاحترام والتقدير مع ابناء محلة السيف وتجارها ومنهم ال حاج طالب وال عبد الغني الحمادي وكامل محمد عفره ((ممن سكن الناصرية واستغل أمواله باستصلاح الأراضي الزراعية وأنشاء معامل الطابوق))، ومحيي وناجي آل عجام وهؤلاء التجار يعدون من أهالي محلة السيف وان لم يسكنوها وجل اهتمامهم خدمة أبناء مدينتهم ابتغاء لمرضاة الله لما يتحلى به هولاء التجار من خلق رفيع وسلوك حسن.
من كتاب الناصرية تاريخ ورجال / الجزء الرابع
ص247 ص248 ص249 ص250
تأليف عبد الحليم أحمد الحصيني