صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

تعرف على ... شخصية من الناصرية ،تنـورت بثقافة وإيمان وعقيدة راسخة

Thu , 2017/02/23 | 07:16

أسعد الحسيناوي /مركز التضامن للإعلام

الشيخ ورجل الدين الذي لم يفارق مدينةالناصرية، الذي تعودت عليه المدينة منذ، ان رأته وسمعته وهو يعتلي المنبر، هذا الشيخ المتنور بثقافته وايمانه وعقيدته، هو الشيخ محمد حسن عليوي الخضري

أبو عفاف وعرفته المدينة بشوقه اليها، كتب عنه ، الأستاذ ،نعيم عبد مهلهل ، قائلا

 

المدن العظيمة تنجبُ شموسها ونجومها من رحم عاطفتها وحنان نظرتها ، وتلك المدن ترى وتسمع وتأخذ بيد ابنائها الى ماتريد هي حيث جهة الضوء والحلم والبناء ، وقديما كان اهل سومر يضعون جلال المدن قبل جلال الامراء .

والناصرية لها جلال ازمنتها في خيارات انها اعطت ابنائها خطوة الطريق وسجادة الصلاة ومجرفة العمل ودعاء استفتاح اصحاب الدكاكين والكسبة . 

مدينة تعلمنا أن الوعي مرتهن بصفاء الروح والفكرة والعبادة ، لهذا كان الاصغاء لتكبيرات الصباح يُلهم المدينة كلها ليكون يومها روحيا وعمليا وبذائقة تجتمع فيها خواطر الفقراء بالأغنياء .

الشيخ محمد حسن عليوي الخضري ( أبو عفاف ) هو من منارات ذلك الوعي الذي ارتبط بذاكرة المدينة منذ ان احتفى الصبا المبكر عند اجفانه برغبة لتعلم الفقه واجادة السير في جهات التشريع مع صلاة عميقة جعلته يفكر بقدرة السماء على اصلاح الروح والجسد معا .

معلم تربوي للمراحل الابتدائية قبل أن يؤم الى رؤى الفقه ويتفرغ لها خدمة لأبناء مدينته ، وعاش من اجل هذا بصبر وعناد المؤمن وتحمل الكثير وهو يعلم ان إمامة الناس في الصلاة قد تكلفه الكثير لكنه بقيَّ يواكب احلام مريديه وشيعته واصاحبه وتلامذته ومن ادركوا أن الشيخ ابو عفاف له ولاية القوة وشجاعة الطرح وفقه الكلام في المحاججة.

كان يعيش ببساطة ، ويؤثر عزلة الدرس واستقبال الناس في بيته ، وله من اللسان حلاوة مؤنسة ودماثة خلق واعتزاز كبير بالانتماء الى المدينة بيتا بيتا. 

ذلك الانتماء التصق عبر عشق غريب بين الشيخ وظلال مدينته وكم تسنى له الوقت والظرف ليغادرها ، إلا أنه مسك عناد شوقه اليها وطقسه الابدي في ظهيرة كل جمعة ليؤم الناس هادئا وخطيبا ومفكرا متنورا ، وكنا نرى فيه رجل الدين بوقار الهدوء والشجاعة والبلاغة التي سطرها كمبدأ لرؤى ثقافته الدينة في اكثر من كتاب ، وكان لي الشرف ان يكون لواحد من كتبه فصل اتحدث فيه انا عن ابي عفاف واحاوره عبر لقاءات كثيرة له في بيته قبل 2003 حيث كنا انا والمرحوم ايوب يوسف جساس الذي تربطه بالشيخ علاقة عائلية فنزوره في غرفة الضيوف بين الحين والحين ،  وبعد 2003 حيث كنت ازوره برقفة تلميذه وجاري الطيب الشيخ صادق الحسيني.

اتذكر اسألتي للشيخ واتذكر ابتسامته وهو يجيب ، واتذكر الحلقة الكبيرة من الناس الذين كانوا يزورونه في افتاء يهم مرحلة كان الامريكان يتنزهون بكامل اسلحتهم في شوارع المدينة . فكانت ردوده بمستوى وعيه واغلبها كان يعود بها الى مرجعه الاعلى في النجف ايه الله السيد علي السيستاني الذي سمعت احدهم ينقل عن المرجع الكبير قولا في حق ابي عفاف قول سماحته : الشيخ محمد حسن عليوي بضعة مني.

وهو ايضا بضع من المدينة التي احبته واحبها وتحمل من اجلها ليبقى هكذا مع قامته الفارعة يذود عنها بذائقة الكلام والخطاب المتسامح والنفس الطيب.

خطاب الروح والعقل وقد تعودت عليه المدينة منذ ان رأته وسمعته وهو يعتلي المنبر.

هذا الشيخ المتنور بفتوى ثقافته وايمانه وعقيده .التصق اسمه بالمدينة وبقي يسكن بيتا متواضعا وسط زحمة المتبضعين في سوق هرج ولم يغادره ويسعة كما سعى الكثير ليحصل على امتياز ما .

اراد لروحه ان تظل لصيقة المكان الذي عاش معه زمن المحنة وزمن الانفراج .وبالتالي فأن الرجل التزم حكمة العقل والروح وشهامة رجل الدين حتى عندما تمت محاربته في اكثر من مرة وارادوا ان يلصقوا به ما هو بعيد عنه ويأبى من الاقتراب اليه لانه ( الشيخ أبي عفاف ) يعرف ان الله والدين ومحبيه هو النبض الاخر في حركة قلبه.

 

تعرف على ... شخصية من الناصرية ،تنـورت بثقافة وإيمان وعقيدة راسخة