آية الله الشيخ محمد باقر الناصري... إننا بحاجة إلى سرد موجز لحياة الزهراء لكي نجعلها قائدة ونقتبس من فيض سيرتها في طريق الصلاح والإصلاح
حسن السهلاني/مركز التضامن للإعلام
بمناسبة ذكرى إستشهاد السيدة فاطمة الزهراءعليها السلام ، سلط مركز التضامن للإعلام الضـوء، على شخصية السيدة عليها السلام من خلال كتاب [دراسات في التاريخ الإسلامي] حيث إن شخصية السيدة فاطمة الزهراء (ع) مليئة بالأسرار والأحداث المثيرة والمؤثرة، تكشف عنها بعض ما وصلنا عنها من رسالات عبر أقوالها وأفعالها وتقاريرها، رسالات عظيمة بمثابة سفينة نجاة وإنقاذ للبشرية، على المرء أن يتمعن ويستفيد من تلك الأسرار والرسالات، ويطبقها في حياته للحصول على الفوز في الدارين.
وقد أشار آية الله الشيخ الكبيـرمحمد باقر الناصري، في كتابه المشار أعلاه ، إننا نشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بالحاجة إلى سرد موجز لحياة فاطمة الزهراء لكي نجعلها قائدة، ونقتبس من فيض سيرتها في طريق الصلاح والإصلاح.
كما تطرق سماحته إلى حياة البتول الطاهرة قائلا:
ولدت فاطمة (ع) وترعرعت في أحضان الإيمان، وعاشت أحرج الفترات مع أبيها (ص) في غمرة الأحداث والماسي التي لقيها النبي (ص) في طريق الدعوة الإسلامية، كما أنها تحملت الكثير من أعباء هذه الدعوة، وتحملت الحصار والمقاطعة المفروضين من قريش على أبيها والمسمين، فتعرضت لصنوف الأذى وكان اعنف أحزانها في مكة وأشدها إيلاما ،موت امها الرؤم خديجة بنت خويلد، وعم أبيها المجاهد العظيم أبو طالب، وكان لموت هذين العظيمين الذين قال فيهما الرسول (ص) أقواله المشهورة اثر كبير على الصديقة الطاهرة، وما أعقب وفاة أبي طالب وخديجة من أحداث وتطورات في حياة الدعوة والداعي، وإصرار المشركين بحرب أبيها (ص) وتصميمهم على اغتياله لحسم دعوته، وتعرضهم للنبي أكثر من مرة بالإيذاء والملاحقة، وقتل خيرة أصحابه المسلمين كياسر وسمية وغيرهما (القافلة الاولى من شهداء الإسلام).
ولم يك أثر تلك الأحداث الجسام على فاطمة الزهراء كأثرها على بقية النساء اللواتي تعودن أن يشاركن رجالهن بالعاطفة والتألم لما يصيبهم من الأذى، بل إن الزهراء (ع) تشارك أباها في القلق على مصير الإسلام، وتتحمل قسطها في المعركة، وتتحسس واجبها في التبليغ ونشر الدعوة، والسهر على سلامة الرسول ومواساته في مشاكله وآلامه، حتى كناها (ص) (ام أبيها).
وإنها جزء من الاسرة التي أعدها الله لحمل الرسالة، وحملها عبأ التبليغ وتبعاته، فكانت سلام الله عليها بمستوى المسؤولية في الظروف الحرجة، تغامر بحياتها وراحتها، وتشاطر أباها شظف العيش وجشوبته بوعي وإيمان تجسد تعاليم الإسلام على سلوكها، واستمر هذا السلوك الفاضل يميز فاطمة (ع) في كافة أطوار حياتها، شابة في مكة، ومهاجرة إلى الله بدينها ميممة نحو يثرب، وزوجة لأمير المؤمنين، وشريكة في الجهاد بما تفسح لها الشريعة من ميادين.