مدينة الناصرية لاتحتاج الى من يزينها جمالها في أهلها، وأهل هذه المدينة معروفين في الطيبة والكرم والنخوة، وكل ماتحدثنا عن هذه المدينة فأنه لايوصف جمالها، كتب الأستاذ نعيم عبد مهلهل ، عنها، قائلا: - 

الناصرية بدون مكياج

صنع الله وجهها بدون مساحيق ، ببراءتها وطيبتها وفقراءها ، تمتد جغرافية من الحلم والحنين والذكريات.

كأنها نخلة في شواطئ أرواحنا ، وجهها الريح ومساءات عكد الهوى وأفلام بطحاءها والأندلس.

أشعر أنها ( الناصرية ) من بين مدن جنوب الله كله لايحتاج وجهها لمكياج ليزنه في تفاصيل التأريخ والشروح ، لأن وجهها مصنوع من ملايين وجوه من عشقوها ببساطتها وطينها وأمطارها وملحها وحدائقها وزفت شوارعها وأرائك مقاهيها ويافطات مدارسها وأراجيح أعيادها ودموع شهداءها.

لا حاجة لنزين أجفانها بكحل ورايات عاشوراء تملئ شوارعها كل محرم ، وثياب أمهات من نفقدهم مبكرا ترفرف في نواح أساطيرها السومرية.

لايحتاج لحمرة مغرية على شفتيها واحمرار ورد الجوري في حدائق بيوتها وبستان زامل والحاج عبود ومتنزه الناصرية يغري غرام الذكريات بأجمل فصول طفولتها والصبا والشباب وجروح من قتلتهم الحروب من أبناءها.

لا يحتاج خدها لشامة خضراء وكل خدود أمهاتنا ( الناصرية ) مرسومة عليها أوشمه الصبر والحنين والانتظار ومحطات المنافي وقطارات الهجرة ومخططات بيوت الطين والزقورات والمعابد وجسر المدينة الحديدي وبهو البلدية ومنائر جوامعها وصرائف قرية فرحان وعمامة الشيخ عباس الناصري ووجه فهد ومسدس حسين رخيص وعكال داخل حسن ووجه شاكر الغرباوي وبراءة كاظم الحلو الحباب ومخشلات شاهين الصابئي والسماعة الطبية للدكتور عقيل اليعقوبي وصفارة التحكيم لماجد الجنابي وأهداف صلاح عبيد في مرمى استراليا  ....

لأجل هذا ، فأن مدينة بهذا البريق والعشق والتواريخ المطعمة بصدى الأغاني ورثاء عاشوراء وأحلام أصحاب بسطيات سوق الهرج لا تحتاج لم يزينها بقلم الكحلة والروج والمسكارة والعطور الفرنسية .

هي معطرة بعشق أهلها لها .وأشعر دائما أن الناصرية المرآة الوحيدة التي تصلح لنتفقد فيها سنيننا وأيامنا وأمامها وحدها يحلو التذكر والأمنيات......!