صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

تعرف على ... مهنة البناء في مدينة الناصرية منذ القدم‎

Sun , 2017/03/12 | 10:12

أسعد الحسيناوي /مركز التضامن للإعلام

في مدينة الناصرية ومنذ القدم كانت هناك العديد من الأعمال والمهن، زاولها أهل المدينة والمختصين في مهنة البناء، وكان لهم دور كبير في بناء الدور السكنية أو الدوائر الحكومية .
 
 

                                 البناء 

 
كان اورنمو ملكا رائدا في مجال البناء والتشييد وله الكثير من المباني التي تشير الوثائق المدونة وأحجار الأسس إلى قيامه ببنائها من مدن الجنوب على الأخص وإليه ينسب بناء اول زقورة على الطراز المعروف في العراق وبلاد الرافدين عموما. وان أهم مباني هذه الفترة هي التي عثر عليها في مدينة أور من مبان حول صرح الزقورة وساحاتها مثل القصر الملكي وقصر رئيسة الكاهنات لمعبد الآلهة ننار اله أور الرئيس وبيت المال ومعبد انكي. 
أما لو تكلمنا عن فن العمارة وتصاميم الدور السكنية واصحاب الحرف والمهن وخاصة البناؤون منهم في العصر الإسلامي فنجد التطور قد حصل في كل المجالات وكذلك نجد أصحاب المهن قد أدوا دورا بارزا في الحياة العربية الإسلامية من خلال ما قدموه من جهود وخدمات في مختلف الميادين وفي شتى المجالات وعند حديثنا عن البناء نلاحظ أن مصطلح البناء قد ورد في العصر العباسي للدلالة على مدبر البناء وصانعه كما كان يطلق على البناء لفظ الهاجري وقيل الهاجري الحاذق بالإستقاء و((الفعلة)) وهي صفة غالبة على عملية الطين والطيان صانع الطين وحرفته الطيانة. علما أن اجور البنائين كانت واطئة نسبة إلى أجور أصحاب الحرف والمهن والأخرى. حيث تشير الدلائل إلى أن أجور البنائين أيام بناء مدينة بغداد كان الأستاذ من الصناع يعمل بقيراط إلى خمس حبات في اليوم . 
كما وردت إشارات أخرى إلى أن أجرة عامل بناء سنة 184ه كانت درهما ودانقا وأجرة عامل طين في زمن الرشيد كانت أربعة دوانيق في اليوم. 
أما أدوات البناء المستعملة في عملية البناء وقتذاك فقد كانت تتكون من : 
المسجة والمضمار : وهي الخشبة أو الحديدة التي تسمى المالج. 
المنقل : الذي ينقل فيه الطين.
الكنهبر: وهي الخشبتان العريضتان اللتان ينقل عليهما اللبن على الدابة. 
الكتلة: وهي الخشبة التي يدف بها المدر. 
السابل: وهو الذي ينقل فيه التراب على البقرة. 
الحال أو الصاقور: وهو الفاس الذي تكسر بها الحجارة. 
المطمر : وهو الخيط الذي يقدر به.
الكسكرة: وهو الذي ينقل عليه الطين بين رجلين.
كما أن مدن العراق وخاصة مدينة بغداد قد مرت بمراحل مختلفة من فن العمارة، ودور السكن فيها أخذت أشكالا تختلف من منطقة إلى أخرى. 
أما الحال في مدينة الناصرية فنجدها ذات تصميم بديع لشوارعها والتوزيع المناطق فيها وهذا التصميم هو أهم ما يميزها عن المدن العراقية الأخرى حيث اشتهرت باستقامة شوارعها وبأبنيتها التي تتصف بالبساطة كما تميزت دورها السكنية في بداية القرن الماضي حتى الثلاثينيات منه بأشكالها البسيطة حيث كانت تتألف من القصب والبواري اي كانت معظم البيوت عبارة عن صرائف باستثناء دور الحكومة وموظفيها وبعض دور أهالي المدينة وخاصة في المنطقة المجاورة لسراي الحكومة. لكن الحال لم يدم بهذا الشكل بل سرعان ما أخذت البيوت تتحول من الصرائف إلى بيوت من الطابوق وخاصة في منتصف الثلاثينيات حيث أخذت تنتعش عملية البناء والأعمار. 
وهذه الحركة في الأعمار جاءت متزامنة مع قيام بلدية الناصرية بتبليط شوارع المدينة في عام 1936م وكان ذلك التبليط قد تم بمعدات يدوية في أيام متصرف اللواء وقتذاك السيد ماجد مصطفى. وكان يلاحظ في معظم الدور التي أنشئت في هذه الفترة وبعدها عدد من المشتملات منها.
الباب الرئيسي للبيت مجاز ضيق طويل أحيانا وأحيانا قصير ثم ساحة مكشوفة صغيرة تطل عليها عدة غرف باستثناء غرف الاستقبال ((الديوانية)) التي عادة ما تكون معزولة عن الغرف الأخرى معظم غرف الدار تمتاز بصغر مساحتها. علما ان المطبخ صغير يكون موضعه في أكثر الأحيان في زاوية من البيت أو فضلة جانبية ضيقة وفي جدران الغرق انتشرت الروازين لحفظ بعض الاحتياجات. والى جانب هذا الصنف من البيوت وبتقدم الأيام انتشرت بيوت أكثر سعة وأكثر مشتملات وأخذت تصاميم الدور تتطور تدريجيا ومرت بمراحل مختلفة إلى أن وصلت الى ما هي عليه الآن. 
لقد عمل في مهنة البناء الكثير من أبناء الناصرية إضافة إلى بعض البنائين الذين وفدوا إلى مدينة الناصرية من بغداد والمحافظات الأخرى فقد عمل في هذا المجال جيل من البنائين كان اغلبهم من البنائين الماهرين ويعدون النواة لامتداد هذه المهنة إلى الجيل الحالي وهم كل من: 
حميد حبش الجنابي ومشعل دهش الخفاجي وناصر الطوبجي وحسون الجميلي وعبد البناء ثم وهيب حسون وزاير نكروز وآخرون وجاء بعد هؤلاء جيل كان قدوة لمن جاء من بعدهم وجلهم يتحلون بالخلق الرفيع واحترام وحب المهنة لذلك زرعوا في الأجيال اللاحقة هذه الخصال وهم كان من الحاج خماس ضمد واسطة ناصر البغدادي وخضير جويد وزويد البناء وخضير عباس والحاج نعمة لفتة ومطر هداد ومطر بجاي وجهاد البناء، وخضير ساجت وجاء بعدهم جيل آخر من البنائين منهم أسمير عبد علي وخضير مهلهل وجواد ناصر ومحمد البغدادي وماجد فدعم وحسين وحسن أبناء ناصر الطوبجي ومحسن نمنوم وطاهر ناصر وكريم ثجيل وهادي منشد وحسن كاظم وعلوان حسن وعبد الأئمة جبار جار الله وعبد الرضا شمخي. وبعدهم عباس هزاع وقاسم هزاع وصالح حسن وحسين وحسن ومحسن أولاد صبر وعكلة مونس وطاهر ناصر وجواد ناصر، كما لاننسى أن هناك من عمل بجانب الفن والإبداع إلا وهو عمل الشناشيل التي تحمل طابعا تراثيا جميلا وهم كل من صالح النجار ومحمد حسن علي وعبد معروف وشناوة يعقوب. وكان العمل في الشناشيل يتطلب الدقة والإخلاص لأنه عمل مركب بين الطابوق والخشب والزجاج. لكن العمل في الشناشيل لم يعد يزاول في هذه الأيام وأصبحت البيوت ذات الشناشيل معدودة في الناصرية أن لم تكن معدومة.
 
 
من كتاب الناصرية تاريخ ورجال / الجزء الرابع 
ص251 ص252 ص253 ص254 
تأليف عبد الحليم أحمد الحصيني 

تعرف على ... مهنة البناء في مدينة الناصرية منذ القدم‎