محمد النيازي/مركز التضامن للإعلام
يعد كتاب التفسير المقارن لمؤلفه آية الله الشيخ محمد باقر الناصري احد خلاصة التفاسير الإسلامية للقران الكريم، حيث جمع فيه آراء جميع المفسرين من الطائفتين، وقد عبّر مؤلفه عن سبب اختياره لان يكون تفسيره مقارن بقوله: وقد أحببت وتعلقت بهذا المنهج الرصين منذ أن أدركت حق الأمة ومسؤولية القران وأهله في عنق العلماء والمفسرين الذين يجب إن يهيئوا للقران ومجتنى شهده خلاصة الآراء بعيد عن التعصب الأعمى الذي يقصي الرأي الآخر ويخفيه ويجتهد في أن يشوهه ويلغيه.
يضم الكتاب ثمانية أجزاء اعتمد فيه المؤلف على آراء كتب التفسير المنسوبة إلى كبار المفسرين المسلمين فتعرض لما فيها من أراء مستعينا ومشيرا لمواطن الضعف والقوة فيها، فاعتمد على كتب التفسير للطائفه الامامية والطوائف الأخرى، منها التبيان للطوسي، والتفسير الكبير للرازي، ومجمع البيان للطبرسي، والميزان للطباطبائي، والدر المنثور للسيوطي، والكشاف للخوارزمي، وتفسير المراغي للمفسر المصري، والكاشف لجواد مغنيه، وفي ضلال القران لسيد قطب، وروح المعاني للالوسي، والأمثل لمكارم الشيرازي.
ومن سمات هذا الكتاب، انه فسر القران كله سوره فسورة مبتدأ بالفاتحة ومنتهيا بسورة الناس، كما دأب الشيخ الناصري في بداية تفسير كل سورة على أن يبين عدد آياتها ومكان وسبب نزولها وفضل قرأتها وان وجدت آية ضمن سورة فيذكر فضيلتها بمعزل عن السورة.
كما تعرض لأسماء السور وأسباب تسميتها ، كذلك بين في كل آية أو مجموعة آيات المعاني اللغوية النادرة بالقدر الذي يساعد على بيان المعنى وكشف المقصود معتمدا في ذلك على كتب اللغة كما بسط الكلام في أبحاث عقليه وعلميه وتاريخيه واجتماعيه وفي علم الكلام، وكذلك أوجز في القول في المسائل الفقهية الواردة في الآيات ويشير إلى كتب الفقه والحديث . وكثيرا ما يعلق آية الله الناصري على الروايات التي يوردها في تفسيره فتارة يرفضها نقلا وعقلا وأخرى يرجحها وربما يستعين بها في بيان معنى كأسباب النزول . كما قد تعرض في المقارن إلى مدارس القراء إن حصل اتفاق في التلفظ أو اختلاف في قراءة بعض الألفاظ أو الآيات. طبع التفسير المقارن في مركز البحوث والدراسات العلمية التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في قم المقدسة.
وذكر آية الله الشيخ الناصري في مقدمة الجزء السابع من تفسيره المقارن عن هذا المفهوم، وهو يشير إلى صعوبة هذه المهمة هذا إن متابعة آراء العلماء والمفسرين واحترام الرأي الآخر وضمه إلى باقي الآراء ليست بالمهمة السهلة ولكنها مهمة رسالية تعبر عن إخلاص المشروع لمصلحة الإسلام والمسلمين، وهو ما يجب أن يشعر به ويتحرك عليه كل من يهمه أمر الإسلام، ومما أدى إلى تقليل صعوبته وعنائه هو الشعور بان هذه المهمة ذات طابع رسالي مادام الهدف منها هو الإخلاص للإسلام والمسلمين،
ومن جانب آخر تأسف الشيخ الناصري لان هذه المهمة الرسالية لم تجد اهتماما وتصديا من قبل أطراف أخرى فيقول: إن هذه المهمة الرسالية النبيلة تبناها علماء ومفسرو مدرسة أهل البيت (ع) حيث وجدت لها اهتمام وتصديا من علمائنا ومفسرينا لم تستجب لها الأطراف الأخرى فظلت تتجاهل هذا الجانب ظنا منها إن تجاهل رأي أهل البيت(ع) وهم عدل القران يمكن أن يجتمع مع دعوى الاهتمام بحبهم،
ثم يستغرب سماحته ممن يتجاهل رأي أهل البيت وهم سادة الصحابة وأساتذة التفسير ومحل اطمئنان الامة والأخذ عنهم والاهتمام بآرائهم خدمة للقران ولأمة القران وللبشرية جمعاء، لأنهم اقرب الناس إلى رسول الله (ص) ومحل ثقته وولائهم لا يتم إلا بالاعتناء بآرائهم والأخذ منهم.