اسعد الحسيناوي /مركز التضامن للإعلام
عاش هذه البلد منذ القدم معانات كثيرة، ولكنه حافظ على اصالته ووطنيته، في هذا تكلم عنه الكاتب نعيم عبد مهلهل بسلوب سهل وجميل:-
دافنشي من اهالي الجبايش
كائن بسيط من جنوب معفر بالعطر وصلاة المندائيين وصوت الحوراء في ليل الأهوار.
سليل مجد مكة مطروحا على التراب البارد . والتراب البارد ذاكرة لقبعة جيفارا . وجيفارا وبائعة القيمر مشهدان لفلم سومري فاز بجائزة كان .فيما شفرة دافنشي يعرض بترجمة تركية وأنا ادلف السينما ليس لأحل اللغز ،بل شوقا بالتمعن بوجه رجل دخل القاعة قبلي يشبه أوجلان تماما .المشكلة في الشعر انه يولد على الشاشة قبل أن يولد في السينما .الجنوب يدرك ذلك في زمن الأفلام الهندية حيث الطفولة أرجوحة من ورد ورغيف الخبز قبعة كابوي . وهيلين الإغريقية لباس داخلي لعشيقة هرقل وسقراط لفة فلافل ، فيما تلال أور ، تأوي حافلات الخشب وصوت الحلم الأزرق ومعلمات بلون أرجوان العشب في غابات استوائية .خدودهن وخد رامبو سواء . ومرات حين يضرب نهودهن المتفتحة سوط المراهقة لن تستطيع المونليزا أبداً أن تلحق جمالهن . وأنا اقسم على ذلك .لرمشك صوت كأنه بلبل يرتدي تنورة والصيف ينعش فينا التذكر .من كانت أمه من دمعة ،فاليرجم الحرب بالنعال .وليكن هو الأخير وبعد ذلك أغلقوا الباب واشربوا الكيف من أمطار سومر وحنوا الى نجمة كلما خلع الهواء قميصها .راحت نجاة تغرد لنا عن الطير المسافر وأجوبة حُكمت بالإعدام وبلد يتمزق في مثرمة الحديد مثل ورقة بيد خاسر .أتراه القدر .أم أنَ العراق هكذا خلقه الله .قبلته الخنجر وموسيقاه النواح؟ أم أن نهرين به .بقيا على الدوام سر عطشه .فيما نفطه ، والنخيل ، ورز المشخاب ، وبلوط هندرين ، ولبن الكحلاء ، وجمال ارمنيات القوش إنما هو بعض حلم نتمناه كما هاج فينا أمل من شقاء السفر : أن نتمنى سدارة نوري .واحدة تشبه خوخة ألمانية .حركت وركها باتجاه دهشتي .وقالت .الم ترى خُصر ؟ .قلت : لم ارَ سوى الحرب وخوف ابدي من الرياضيات .ذهبت تضحك . وبغزل شامي ، قالت : مهضومة .نحن المهضومين من وقيعة الحياة بنا .قرأنا الكثير ولكن لم نر العجب سوى بسيمفونيات النعوش وذلك عجب لايخلق سوى الجنون وتسلية الناس بحالنا ، امر ..غريب .ان تكون الأخير . والذي يأتي بعدك أيضا ليس الأخير .!
سنيور . بين صقلية ونواح في مقبرة وادي السلام . قيصر يتأمل مايأتي من جهة الشرق .
هل تشري يشماغا صناعة الحي .وهناك سترتديه افروديت في السهول التي أوسع من فوهة بندقية .وستعرف حين تخمشه الريح بأظافرها .إن البلاد التي يحزنها قدرها .ظلت كل عمرها تقام عطاس الملوك بالصمت .وإنها أبدا لن تبقى الأخيرة .والأخير دائما هو الصبر .هلو سنيور .هذا خبز من تنور بيت في جبيشة قصب .لا تلمسه .فهو ليس بيتزا .انه خاطرة جوع مصنوعة بدهشة أجمل بكثير من تلك التي يهديها اراكون الى اليزا فمن دهشة النظر الى كلام أمي صنعت مساءً طنجاويا وجلست أفكر بانشداه فيثاغورس الى متعة كافافيس بقول الشعر واتسائل : لماذا الله يومي لنا تمرا ولبنا من فردوس دلمون .؟وحين نريدها .
تقول الأساطير : لكن بعد الموت .في الموت ليس هناك أخير .ولكن كل حي حتما سيقول ثمة من قبلي ولست أنا الأخير في ساحة الحرب ببحيرة اسماك البصرة سمعت كل الجنود يهتفون بذلك بين فم الأمهات لايولد العنب فقط بل حلمة العشيقة ...
هلو سنيور ..دافنشي من أهل الجبايش .وعمه اخريبط من أهل مالمو .جده الكابتن بتروشلي كان يبيع اللبن الخاثر لجنود اناباز .نسب عريق .ولهذا أتى دافنشي ليبني له قاعدة برية في أور . الزمان الحلو يشبه الكمثرى .وأنا ادفع عربة الريح .وعندما اتعب ، السعال يدفعها .وداعا أيها المساء .كبرنا على أن نتمنى الثروة .نريد فقط بلادا ومقهى