حسن السهلاني /مركز التضامن للإعلام
بمناسبة ذكرى الولادة الميمونة للطاهرة الكبرى فاطمة الزهراء –عليها السلام- التي بسموها ورفعتها فاقت كل مقاييس الكمال، فقد كانت الأصل الذي رعى نور هداية البشر والوعاء الحامل للإمامة... وهي من مثلت الكمال والجمال لأنها في ذاتها وأصل كيانها مقدسة.
وقد كتب سماحة آية الله الشيخ محمد باقر الناصري، في كتابه ( دراسات في التاريخ الإسلامي) موضوعا يتحدث عن مكانة الزهراء (ع) وتاريخ ولادتها والتنبوآت والبشائر التي سبقت الولادة قائلا:
فاطمة بنت محمد (ص) الرسول الكريم، وزوجة علي بن أبي طالب الوصي الأمين، وأم السادة الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
أم الأسرة التي حملها الله هداية البشر، واختارها لقيادة الإنسانية نحو الشريعة المثلى.
وفي كل نسب وسبب من هاتيك الوشائج سلم رفعة وكرامة يؤطر شخصية سيدة النساء وفخرهن الصديقة الكبرى - عليها السلام -.
وقد سجل الرواة والمؤرخون على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم أقوالا لرسول الله (ص) وأحاديث ووصايا تظهر بجلاء قدسية الزهراء (ع) ومكانتها عند رسول الله (ص) وأثر تلك الاحاديث في كافة الأوساط الإسلامية في الحرص على تكريم الزهراء وتبجيلها فقد ذكر في أسد الغابة، والإصابة، وذخائر العقبى، والصواعق المحرقة، ونور الأبصار، ومستدرك الحاكم، وطبقات ابن سعد، ومسند احمد، وكنز العمال، وصحيح مسلم، والبخاري، وغيرها من كتب مختلف المذاهب الإسلامية من علية رواتها ذكروا من الأحاديث في فضل الزهراء مالا يسعنا استيعابها ولكننا نأتي على ذكر بعضها، منها: قوله (ص): ( إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك ).
وقوله (ص): (( من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني، وهي قلبي وهي روحي التي بين جنبي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني آذى الله.
ومنها: ما روته عائشة حيث قالت: إنها إذا دخلت عليه – تعني الزهراء – قام إليها فقبلها ورحب بها وأخذ بيدها فأجلسها في مجلسه.
ومنها: ما رواه انس بن مالك إن رسول الله (ص) كان يمر بباب فاطمة ستة اشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت ويتلو قوله تعالى: (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)).
إلى غير ذلك من الأحاديث التي لا يسع المجال حصرها.
وعن ميلادها -عليها السلام- كتب سماحته:
ليس بدعا أن يتردد المؤرخون في ضبط تاريخ ولادتها، وتسلسلها بالنسبة لأبناء (ص) ومن سبقها منهم، ومن جاء بعدها، وكم لها من العمر حين تزوجت، وكم عاشت، وفي أي وقت توفيت، وأين دفنت.
فلعل هذا التردد والغموض لوازم مصاحبة لحياة أغلب العظماء الذين يدخلون التاريخ السياسي فجأة، وبخصوص ولادتها (ع) فمن القائل إنها ولدت قبل البعثة بخمس سنين، ومن قائل إنها ولدت بعد البعثة بسنة، أو بعدها بثلاث سنين ويميل للأخير بعض الامامية، ولكن اغلب الشيعة الامامية أنها ولدت بعد البعثة بخمس سنين، وأنها ولدت بمكة المكرمة يوم الجمعة العشرين من جماد الآخرة.
ويضيف: كما كان ميلاد الصديقة فاطمة يختلف عن غيره لما سبقه من تنبوآت وبشائر فكانت تنتظره خديجة (رض) بفارغ الصبر، ويزيدها النبي (ص) بشرى على بشرى حين يطمنها بما يطلعه الله عليه من مستقبل المولودة ومكانتها وإنها النسلة الطاهرة، التي سيكون من نسلها العترة الطاهرة.