خلال مشاركته المؤتمر الدولي الثاني لمواجهة الفكر التكفيري ..الشيخ محمد مهدي الناصري: يدعو إلى معركة فكرية داعمة للجانب العسكري في مواجهة الفكر التكفيري[مصور]
مركز التضامن للإعلام
دعا رئيس جمعية التضامن الإسلامي، الشيخ محمد مهدي الناصري، إلى تقديم صورة نظرية وصورة عملية في مواجهة الفكر المتطرف ، مؤكدا إن هذه القضية لا يمكن أن تحل بالجانب العسكري فقط ، بل تتطلب معركة فكرية داعمة.
وقال الشيخ الناصري، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر العلمي الدولي الثاني لمواجهة الفكر التكفيري والإرهاب الذي نظمته مؤسسة الولاية الثقافية في محافظة ذي قار وحضره مراسل " مركز التضامن للإعلام"، إن اختيار العنوان ينطلق من ظروف عصيبة تمر بها امتنا الإسلامية، بل يمر بها الفكر البشري بشكل عام، ألا وهي هذه الصورة من التطرف والإرهاب، ومن ضمن ما نواجهه اليوم هو إننا كيف نوجه اليوم خطابا حضاريا ينطلق من الرسالة السامية، التي يلتقي فيها الشرق بما يحمل من مثل وقيم، مع الغرب بما يحمل من مدنية فيها بظهور مهدي آل محمد (عج) يملا الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا.
وأضاف، إننا نحتاج إلى توجيه الأنظار إلى زاوية مهمة رئيسية، وهي إننا دائما ما يتهموننا بأنكم تتحدثون عن أدبيات سواء كان في القران أو أحاديث النبي وأئمة الهدى أو فيما كتبه العلماء ويطالبون بأن نقدم لهم نماذج، وأنا من خلال بحثي ما وجدت أنموذجا يمكن أن يقدم لتقديم صورة خطاب حضاري كصورة علي (ع)، من خلال متابعة كلماته المقدسة في خطاباته وسلوكه مع الأصدقاء والأعداء، نرى إن أمير المؤمنين (ع) يصلح الأنموذج في هذا المجال، الذي يقدم ويبدأ بنظرية عقد اجتماعي تستقي مثلها وقيمها من السماء، فيبدأ بالحديث في عهده لمالك الاشتر : (الناس صنفان، أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).
وأشار، إلى إن أمير المؤمنين تعامل على هذه القضية وانطلق منها بل تعامل حتى مع ألد أعدائه وقال: ( لا تقتلوا الخوارج من بعدي، ليس من طلب الحق فأخطئه كمن طلب الباطل فأصابه)، بل تعامل في آخر لحظة من لحظاته وهو مسجى وابن ملجم مكتوف مغلول اليدين بين يديه، وهو يشير إلى سبطيه رسول الله (ص)، يقول إن انأ شفيت فانا أولى بدمي، وان أنا مت من ضربتي هذه، فاضربوا الرجل ضربة بضربة ولا تمثلوا به،
وتابع سماحته، إن هذا النموذج الذي تربى على يد النبي (ص)، حتى أن الرسول (ص) أعطاه أوسمة لم تعطى إلى أي احد في هذه الدنيا من الناس، حتى قال "علي مع الحق والحق مع علي"، إذا نحن اليوم بحاجة إلى تقديم صورة نظرية وصورة عملية، ولا ابالغ إذا قلت بأننا لم نجد بعد رسول الله (ص) صورة تحمل الجوانب الإنسانية والعيش المشترك والسلم الأهلي كما عند أمير المؤمنين (ع) وهذا فخر لنا حينما ننتمي إلى هذه المدرسة، وهذا ليس عندنا بل عند اغلب الناس.