صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

لمحات من كتاب...مع الإمام علي (ع) في عهده لمالك الاشتر وباب

Sat , 2017/04/01 | 11:56

لمحات من كتاب...مع الإمام علي (ع) في عهده لمالك الاشتر وباب " ذم الوشاة وطردهم وقباحة التجسس وتتبع عورات الناس" لمـؤلفـه آية الله الشيخ الناصري

مركز التضامن للإعلام

يسلط الضوء مركز التضامن للإعلام ، على كتاب مع الإمام علي (ع) في عهده لمالك الاشتر، لمؤلفه سماحة آية الله الشيخ محمد باقر الناصري، والأبواب التي جاءت فيه فيما يخص وصايا أمير المؤمنين (ع) إلى مالك الاشتر، مع تعليق المؤلف على هذه الوصايا،


ومن ضمن ما جاء فيه من أقوال أمير المؤمنين علي (ع): ((وليكن أبعد رعيتك منك ، وأشنأهم عندك أطلبهم لمعائب الناس، فإنّ في الناس عيوباً، الوالي أحق من يسترها، فلا تكشفن عمّا غاب عنك منها، فإنّما عليك تطهير ما ظهر لك، والله يحكم على ما غاب عنك، فاستر العورة ما استطعت، يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك)).

 

وهنا يعلق الشيخ الناصري على مضمون هذا الحديث قائلا: يرشد الإمام (ع) الولاة خاصة والمسلمين عامة إلى طرد الوشاة والساعين في عيوب الناس، فأن أولئك الصنف من أراذل البشر الذين يتملقون الحكام بالنيل من إخوانهم، ويحملون الحكام على الواقعية بإخوانهم، أولئك حقا أخلاء السوء ورفاق الباطل، وان النمام إن نم لك نم عليك.

وكفاهم ذما وإهانة أن ينطبق عليهم قول الله تعالى: ] يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين [.


وهو حكم صريح عليهم بالفسق وسقوط الاعتبار مضافا إلى أن الوالي والحاكم إذا تتبع عيوب الرعية لا يصفوا له عيش أبدا وان من الذنوب ما لا يمكن أن يعفى صاحبها من العقوبة، ولكن كثيرا من ذنوب الرعية الوالي أحق وأولى بسترها، وبسترها قد يحمل الجاني على الكف عنها وبذلك إصلاح دون عناء، ثم إن التجسس على عيوب الناس ليس الخلق الكريم وحتى الحكام والولاة، فلا تتعدى مسؤوليتهم عن تطهير ما ظهر من الذنوب.

 

ويضيف سماحته، إن التجسس محرم في الشريعة الإسلامية، وقد ندد به الكتاب العزيز: ] ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه [

وقوله تعالى: ]  إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم [  .

ويروى عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله (ص): (( يا معشر من اسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه لا تتبعوا عثرات المسلمين، فأن من يتبع عثرات المسلمين يتتبع الله عثراته، ومن تتبع الله عثراته يفضحه)).

وقال الباقر (ع) قال رسول الله (ص): (( إن أسرع الخير ثوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه، وان يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وان يؤذي جليسه بما لا يعنيه )).

 

ويشير الشيخ الناصري، إلى انه ورد في الحث على ستر عورات الناس ما لا يمكن استيعابه منه ما روي عن رسول الله (ص) انه قال: من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، وقال (ص): لا يرى امرؤ من أخيه عورة فيسترها عليه إلا دخل الجنة.

وروي عن أمير المؤمنين (ع): إن رجلا أتاه يسعى إليه برجل فقال: ياهذا، نحن نسأل عمن قلت: فان كنت صادقا مقتناك، وان كنت كاذبا عاقبناك، وان شئت أن نقيلك أقلناك، قال اقلني يا أمير المؤمنين.

كما انه (ع) يؤكد في هذا الفصل من عهده على ستر عورات الناس والوالي مأمور بأن يرجح جانب العفو على غيره ما لم يعطل حدا او يضيع حقا.

لمحات من كتاب...مع الإمام علي (ع) في عهده لمالك الاشتر وباب

لمحات من كتاب...مع الإمام علي (ع) في عهده لمالك الاشتر وباب