مركز التضامن للإعلام
شكل الفساد ظاهرة مدعومة في العراق، غايتها إنهاء الوحدة العراقية من خلال استغلال النفوذ, استغلال الوظيفة, قبول الرشوة على مستوى وظيفي عال، وانكار العدالة، حاولوا أن يصوروا للعالم وكأن المسألة كلها محصورة في القضية الطائفية، وهذا هو المعلن من القضية، لكن الحقيقة ليست المعركة طائفية، وانما هو الخوف من نجاح الحكم الانساني الجماهيري في العراق، والذي سيفضح الأنظمة القبلية ويظهر زيف حكم الملوك والسلاطين، ولذلك عمدت أولاً الى تخريب شبكة العلاقات الدولية مع العراق بادعاء الاحتلال، وهم أساساً بعض مكوناته، ثم اتهام الجيش العراقي الرسمي بالصفوية والطائفية، وصار يسمى بأسماء الزعماء، وهذه محاولات لإفساد العقلية العامة، ونجحت في خلق بؤر ظلامية شكلت عصابات كبيرة مدعومة، ولها أسماء مختلفة عبر مسيرة التشكيلات القاعدة وال… وال…. مروراً بداعش دولة الفساد.
استشرى الفساد بتركيز المهام المنفعية، وتشكيل أحزاب سياسية بعضها مباعة، والأخرى ضعيفة حد الخور، وخاوية من معنى وجودها، وبث الرعب الداعشي بين الناس، واحتلال بعض مدن الثريد (محافظات الماعون السياسي)..!
لا أحد يركز على حيثيات الفساد من ذبح وقتل على الهوية، وتفجير الجوامع والمآذن والأسواق، وسبي النساء، وحث الأخريات على الفساد المشرعن باسم جهاد النكاح.. دولة ضعيفة، وجيش منهار القوى، تشتغل الحكومة لإبادته، وأصبح تأثير المحاصصة هو الفساد الذي يقود أعضاء البرلمان لتحقيق غايات كياناتهم، وداعش على ابواب مدن الوسط والجنوب، وأصبح البلد بحاجة الى ثورة اصلاحية تبعد الفساد، والذي يعني الخلل والخراب.
ولتبسيط الموضوع قليلاً، لرؤية المكمن الحقيقي لجوهر الاصلاح، الجميع يخاف المد الشيعي؛ لما يمتلك من مقومات فكرية، تكشف ضعف الفكر الوهابي السلفي الذي غير المعنى الاصلاحي لجوهر الدين، مذهب مسالم احتوائي شمولي، لا يعتمد على الانغلاق، وهذا هو القلق من اتساع القاعدة الفكرية، فموضوع الوجوب الكفائي أيضاً له نفس المساحات الشمولية، لم يحدد هوية المقاتل بهوية انتمائه، مما جعل الكثير من أبناء المذاهب والأديان الاخرى الانتماء الى حشد الوثبة الوطنية الذي أطلقه الوجوب الكفائي من لدن مرجعية حكيمة، تكفل الكثير من أبناء تكريت اليوم بالدفاع عن قبر السيدة زينب (عليها السلام) في سوريا، ووقعوا جوازاتهم، وأعلنوا للعالم استعدادهم للدفاع عن المراقد المقدسة.
نداء الفتوى استنهض الوعي الانساني الإصلاحي للدفاع عن الوطن في وقت محنته، واستطاع أن يقضي بقوة على فكرة تقسيم الوطن الفاسدة، واستطاع القضاء على مرضى التعصب الطائفي والقومي والتوسعيين والمباعة ضمائرهم في أسواق النخاسة.
علي حسين الخباز