أحيت جمعية التضامن الإسلامي في محافظة ذي قار ،اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك لعام 1438هـ المصادف يوم الاثنين29/05/2017 ، في مسجد الشيخ عباس الكبير ، وبحضور جمهور من أبناء المـدينة .

وأستهل البرنامج بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ،ثم قراءة دعاء الإفتتاح ،بعد ذلك ،أعتلى  أعــواد المنبر الحسيني ،فضيلة الشيخ منير الجابري،مبتدئا بتلاوة  الآية القرآنية الشريفة ،98 من سورة يونس

بسم الله الرحمن الرحيم

( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ) 

صدق الله العلي العظيم  

وسلط الضوء في حديثه أمام الحاضرين ، على ثلاث محـاور أساسية ،الأول، بعثة الأنبياء وهدفها ، والمحور الثاني، التوبة ،ووقتها نافعة، والمحور الثالث والأخير، الرحمة المتبادلة وبسببها تقبل التوبة .

وتطرق الى شرح الآية القرآنية ، لما فيها الكثير من الدروس والعبر ، وبالأخص قرية نبي الله يونس ، حيث بعث الله الانبياء على الاقوام ، والهدف من بعثت الله للإنبياء هوالهدايا الى طريق الله سبحانه وتعالى ، و أنّ إيمان قوم يونس (عليه السلام) كان حقيقيًا وناجمًا عن اختيارهم، وعن توبة صادقة، ولأجل ذلك بقَوْا على إيمانهم واستقر وثبت الإيمان في قلوبهم وقبلت التـوبة .

وفي المحور الثاني عن التوبة ووقتها ، ذكر الشيخ الجابري ،إن الايمان بالتوبة وتأثيرها وقبولها ، ينبغي أن لايكون في نزول العذاب ،والايمان في هذا الوقت غير مقبول وفي مثل تلك الحالات لاتكون التوبة مقبولة ، ومن بين شروط قبول التوبة ،هو الأخلاص في النية والنهي عن الافعال التي يستغفر عنها وعدم العودة اليها ،وإن الله سبحانه وتعالى لا يقبل توبة العبد إذا كانت صادرة عن لقلقة لسان، بل لا بد من توفر شروط التوبة، والتي من أهمها الندم على ما فعل، والعزم على عدم العود، وإصلاح ما أفسد، وهذا ما حصل لقوم نبي الله يونس(ع)، فإنهم لما رأوا العذاب ضجوا بالبكاء والرجوع إلى الله.

وبهذا الخصوص ، دعا الشيخ الجابري ، الجميع الاخلاص في التوبة في هذا الشهر الفضيل ، وترك الذنوب والأعمال التي لايرضى الله بعملها ، والانتفاع من الأعمال الخيرية والحسنة وبالاخص في هذا الشهر الفضيل التي تفتح أبواب السماء فيه، ليسجل الله لنا الأجر والثواب ،وجميعنا لايعلم متى تاتي ساعته ويرحل عن هذه الدنيا الزائلة ، لذا علينا التحلي بالاعمال الصالحة والخيرة .

 وأكد على دور العلماء في المحافظة على المجتمع من الانحراف ،شارطا الطاعة من قبل المجتمع لعلمائه مستعرضا قصة نبي الله يونس وقريته التي أطاعته ، وكذلك أستعرض ميثاق المرجع الأعلى السيد السيستاني مع العشائر العراقية ، حول عـدّة امور مهمة تسهم في بناء المجتمع ،والأبتعاد عن الصراعات .

وفي المحور الثالث ، فيما يخص الرحمة المتبادلة ، قال عنها الشيخ الجابري،إن في قرية نبي الله يونس (ع) لوجود الرحمة فيما بينهم ،النية الصادقة في التوبة  نزلت عليهم رحمة الله  وقبلت توبتهم ، كما إن هناك دروس في هذه الآية الكريمة من بينها الدعاء وضرورته للإنسان وينفع في الساعات الحرجة ، وبهذا تكون هذه الأمة هي الأمة الوحيدة من أمم الأنبياء التي قصَّ علينا القرآن الكريم قصصهم، والتي آمنت قبل نزول العذاب فنفعها إيمانها.

وفي ختام المحاضرة، دعا الشيخ الجابري،بالنصر المؤزر للقوات الأمنية والحشد الشعبي و الشفاء للجرحى والمرضى والرحمة للأموات والشهداء ، وتعجيل الفرج لظهور الامام الحجة المنتظر (عج) .

وفي تصريح لـ"مركز التضامن للإعلام " دعا الشيخ الجابري  الشباب الى الالتفاف حول المساجد، بصورة عامة  وبالخصوص في هذا الشهر الفضيل ،والابتعاد عن مانهى الله عنه ،وان الله في هذا الشهر الفضيل يقبل توبة عباده الصادقة .