صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

الحاج محمد حسن جازع الصريفي.. دموع الناصرية على سجادة

Mon , 2017/06/05 | 07:10

مركز التضامن للإعلام

المدن في الجنوب إن ارادت ان تغسل اجفانها من غبار السنوات فأنها تغسلها بدموع محنتها ونعوش ابنائها من شهداء الحروب والثورات ، أنها قدرية مكتوبة بحبر الطين واحزان الاباء ونحيب الامهات في صمت الرهبة حين يؤتى بأبنائهم ممدين على سجاديد قلوبهن.
 
عاشت الناصرية مع نبض ابنائها في هكذا هاجس ، وصنع لديها ما صنع العطار في علة الجسد ،لهذا هي مدينة لاتموت حتى مع طوفان كل دموع حزن هذا العالم.
 
هذه المرثية تنطبق تماما مع رجل وقور ومؤمن واصيل من ابناء مدينة الناصرية وهو الحاج محمد حسن جازع الصريفي ، الورع والطيب والذي لم يتوقف بيته عن مراسيم القراءات الحسينية.
 
كان صديق ابي رحمه الله وطالما صحبني وانا طفل الى مجلسهم الحسيني في بيتهم العامر القريب من بيت الشيخ نور رحمه الله في الشارع الذي يقع فيه جامع فالح باشا الصغير ،واتذكر كيف كان ابو جاسم يدس في جيبي الحلويات في الايام التي يكون فيها المجلس الحسيني بمناسبة ولادة امام معصوم.
 
ابو جاسم الذي سكنه استشهاد ولديه في الانتفاضة الشعبانية ،هو واحد من الذين امتهن تجارة السجاد والفرش وله محل كبير في سوق الصريفيين مقابل محل المرحوم سيد قاسم هجر ،فيما كانت محلات اخيه المرحوم الحاج محمد حسين الصريفي والمسماة الجبايش لبيع السجاد والانتيكات الاثرية في سوق العبايجية.
 
ارتبطت مع ابي جاسم بعلاقة مودة تعلمت فيها الكثير من هدوء الرجل وطيبته ،وطالما كنت رهن اشارته في امور كثيرة تهم افراد عائلته حيث احدى كريماته قد تم تعينيها مدرسة مع أم اولادي ، فكانت لابي جاسم اكثر من زيارة الى بيتي ،غير ان لقاءاتنا اليومية معه كانت تكون كل مساء في محل الاستاذ المرحوم ايوب يوسف جساس الذي تربطه بالحاج محمد حسن الجازع علاقة عائلية.
 
الحاج محمد حسن جازع الصريفي هو احد القامات الاصيلة والصابرة والمؤثرة في ذاكرة المدينة عبر حضوره الهاديء ومحبة ابناء المدينة له.
عاش من اجل ان يكون انموذجا رائعا لاصالة هذه العائلة وكان من اوائل الساعين لمشاركة الشيخ محمد باقر الناصري لتأسيس مدرسة التضامن الاسلامي ،وكانت ايضا له علاقة روحية واجتماعية ودينية بالسيد محمد حسين السيد راضي رحمه الله.
ظل بيته مزارا لابناء مدينته في كل المناسبات الدينية حتى في محنة الحصار ،ولقب بأبي الشهدين لانه ضرب واحدا من اروع صور الصبر والتحمل ليسجل بعاطفة مشاعر صادقة لاب المفجوع ولكنه يبتسم امام الجميع بعاطفته الابوية الصادقة.
مازلت اتذكر حضوره وابتسامته في المساءات التي يكون فيها حاضرا لزيارة صديق عمره الحاج المرحوم محمد الدجيلي حين كنا نقضي كل اماسينا على دكة هذا البيت العامر .
التحية لروحه الصابرة والمؤمنة ابدا.
بقلم: نعيم عبد مهلهل

الحاج محمد حسن جازع الصريفي.. دموع الناصرية على سجادة

الحاج محمد حسن جازع الصريفي.. دموع الناصرية على سجادة