صحيفة اوان

مجلة مبرات التضامن التي اصدرت عام 2016

جمعية التضامن على الفيس بوك

شعيرة الاعتكاف في جامع الشيخ عباس الكبير

#

 

الحاج جاسم حبيب.. أبو أيمان والذكرى الجميلة‎

Wed , 2017/06/07 | 09:27

مركز التضامن للإعلام

في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني 2015 .تألمت وحزنت ودمعت عيني وأنا اسمع خبر رحيل رجل طيب ومؤمن عاشرته زمنا طويلا ،فكان مثال الروح المرحة والاليفة والتي تعطف وتحب الجار والصديق والفقراء.
 
المرحوم الحاج جاسم أبو ايمان الذي سكن الناصرية بعد ان جاء هو واخوانه من السماوة ، مع اخيه من أمه المرحوم محسن مهدي ابو عادل ،واخيه الخباز المرحوم محمد حبيب ، حيث بدأ الحاج ابو ايمان حياته خبازا ثم اشتغل في مهن اخرى ومنها السياقة والمتاجرة بالسيارات التي كانت تباع في مزادات الدولة، وسكن في محلة الشرقية في بيته الذي يقع بجانب بيت المرحوم الحاج شرهان وامام بيوت الطيبين آل بو راشد في شارع يسمونه شارع النجاجير.
 
المرحوم ابو ايمان يمتلك شخصية فعالة ومحبوبة وطيبة القلب ومؤمنة ،وهو رجل حسيني بأمتياز عشت معه في ازمنة التسعينات والثمانينات ،وقد دعي لخدمة الاحتياط في حرب ايران وكنا نلتحق سوية الى ربايا الشمال .
 
شكل مع المرحوم محسن زاير حسين والاستاذ داود شحم والمرحوم كاظم الصافي والاستاذ صبحي الجسار والمرحوم على جبر نصار والحاج منصور معارج وآخرين ،شكلوا تجمعا اجتماعيا وشراكة في الدخول في مزايدات السيارات السكراب وكانوا يجتمعون كل ليلة في بيت المرحوم محسن زاير حسين مقابل بيتنا تماما ، وسوية كنا ننصت الى مزاحهم ونقاشهم ،وطالما رفقناهم انا والصديق علي حسين جابر في جولاتهم ومنها تلك الحملات التي كانوا يتفقون عليها لزيارة مراقد الائمة وكان المرحوم ابو ايمان حملدار كل حملة وذلك كونه سائقا ماهرا وطباخا يتفنن في طبخ الرز وكافة الاكلات.
 
كان طيب النفس وكريم ويسأل عن الجيران وطالما كان يطرق باب بيتنا ليطمئن على احوالنا لان علاقتي به كانت علاقة الابن بأبيه لفرط ما كنا نشعر أنه قريب على قلوبنا.
 
في 2014 وفي احدى زيارات الحنين الى الناصرية تذكرت ابو ايمان عندما اخبرني احدهم انه يسأل عني دائما فذهبت لازوره ووجدته على كرسي يئن من المرض ، ومع دموعه وعاطفته الابوية الرائعة استذكرت مع الحاج جاسم كل تلك الايام وهمس لي :انه وجب عليه ان يلتحق باصدقاء عمره محسن ابو عادل وعلي جبر ابو حسين وكاظم الصافي وابو حيدر الاستاذ داود شحم.
 
ابو ايمان الشخصية الحسينية والمواكب الازلي لمواكب كربلاء والذي يمتلك العاطفة الرائعة هو من بعض عطر مدينة جاء اليها بحثا عن الرزق فاصبح من اعز ابنائها وليعيش في وجدانها بوقار الرجل الطيب والمؤمن.
 
يوم قرأت على صفحات الفيس بوك خبر رحيله ورأيت جثمانه الطاهر يسير في شوارع الناصرية ادركت مقدار الحنين الذي كنت اشتاق فيه الى ذلك الرجل الطيب ابي ايمان.
 
بقلم: نعيم عبد مهلهل

الحاج جاسم حبيب.. أبو أيمان والذكرى الجميلة‎

الحاج جاسم حبيب.. أبو أيمان والذكرى الجميلة‎