مركز التضامن للإعلام
القى سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية اوضح من خلالها مفهوم الاعانة على الخير بكل جوانبه وغلق منافذ الشر في نفس النسان.
واستهل الشيخ الناصري محاضرته بالحديث الوارد عن النبي (ص) "فاذا رأيتم خيرا فاعينوا عليه واذا رأيتم شرا فاذهبوا عنه" ، موضحا ان من المفاهيم التي حظيت بنقاش وصراع طويل على طول حياة البشرية والى اليوم هي فهم الخير، فكل يفهم الخير بشكل خاص ولذا حتى الناس الذين هم بعيدون كل البعد عن الله تعالى تجدهم يميزون اعمالهم ويقولون هذا خير وهذا شر، ولكن القرآن بين مفهوم الخير وماذا يقصد به وكذلك الفلاسفة السابقين اختلفوا كثيرا في مفهوم الخير.
واشار الى ان الخير جاء من كلمة الاختيار بمعنى ان الانسان لو طرحت عليه فكرتان في ان يتواصل مع اقربائه او يقطع الوصل بهم فتجده حتى لو اختار ان يقطع الوصل معهم فأنه يدرك ان التواصل معهم هو خير، وهذا الادراك لدى الانسان معناه ان الخير موجود وهو قضية فطرية في وجود الانسان فيعرف ان هذا خير وهذا شر، ومن هنا نعرف ان في ذهن الانسان بشكل عام ان قضية الخير واضحة وهو ما اختارته الفطرة السليمة.
واضاف ان هناك من اختلفوا الى اليوم حول مفهوم الخير و ما هو الخير وما هو غير الخير غير ان الشريعة الاسلامية حددت وحصرت الخير في مصاديق محددة مهمة منها عندما تحسن الى الضعيف او في مساعدة الفقير او ازالة الظلم او عندما تقف مع الحق كما يقول امير المؤمنين (ع) " كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا" وهذه القضايا هي من تحقق السعادة للفرد وكذلك للمجتمع، اذا الخير في الغالب هو ما حقق للفرد السعادة وحقق للمجتمع السعادة ايضا، فالاختلاف في هذه المفردة كبير جدا الى الآن.
وتابع "ان النبي (ص) يشير هنا الى ان منهج الانسان هو ان يسعى الى الخير، اذا فأن الخير ما يحقق لك راحة وللمجتمع راحة ويحقق رضا الله تعالى في عدم معصيته، مالم تنهى الشريعة عنه، اما اذا امرت الشريعة بالنهي عنه فهنا لن يكون خير، وهذه القضايا هي المقياس الذي تقيس عليه الاشياء في حياتك والذي كما يسميه الامام الصادق (ع) سمت الهدى (عليك بسمت الهدى) والسمت هو الخيط الذي يستعمله البناء في عمله يقيس عليه بناء الجدار".
وبين "ان البعض قد يتسائل كيف للإنسان ان يحصر اتجاهاته باتجاه الخير، والجواب هنا يقول يستطيع ذلك بغلق منافذ الشر وحصر لمنافذ الخير، بمعنى ان الانسان لو بدأ بغلق منافذ الشر واحدة تلو الاخرى وابتعد عن ممارستها، وهي بطريقتين اما ان يتربى الانسان في واقعه او مجتمعه او اهله على خير معين وإما اذا اراد ان يربي نفسه فهو لا يقوى على ذكر كل خير فالخير يحصل عليه بالنية، ولكن الطريقة الاسلم هي ان تغلق منافذ الشر في نفسك".