مركز التضامن للإعلام
القى سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري ،محاضرة دينية، في ذكرى ليلة استشهاد امير المؤمنين علي (ع) ،بمسجد أهل البيت (ع)في مدينة مونتريال الكندية،اوضح من خلالها بأن علي (ع) ليس شخصا وانما منهجا واضحا في مختلف المجالات لا يمكن ان يقاس بشيء.
وقال الشيخ الناصري "ان في مثل هذه الليلة يقيم المؤمنون في مشارق الارض ومغاربها إحياءا لذكرى شهادة المولى امير المؤمنين (ع) وفي ذلك فهم لا يقيمون علي فعلي (ع) بينه الله سبحانه وتعالى في الدنيا والاخرة واخبره رسول الله (ص) بانه على خير وعلى هدى، ولكن هو تقييم لأنفسنا تقييم لكل القضايا التي نتبناها ونحن ننتسب اليه سلام الله عليه مع انها قضية كبيرة جدا وربما لا يقوى عليها احد من الناس لاسيما وانه اخبر بذلك وقال ( ان امامكم اكتفى من طعمه بقرصيه و من دنياه بتمره الا وانكم لا تقدرون على ذلك ولكن اعينونا بورع واجتهاد وعفة وسداد)".
واشار الى إن امير المؤمنين (ع) ليس شخصا وانما منهج فحينما نرتبط به ونبني العواطف معه -عليه السلام- ونحاول ان نبني ابناءنا ووجودنا وتاريخنا نبنيه بنهج تبناه علي (ع) هذا المنهج واضح سواء كان في السياسة او كان في الاقتصاد او في السلوك والعلاقات مع الناس او في الدفاع عن العقيدة وفي كل المجالات نجده منهج مختلف تماما ولذلك لا يمكن ان يقاس بشيء، لان رسول الله اعطاه اوسمة خالدة جعل حبه مع الايمان وبغضه مع النفاق، اعطاه اوسمة وقال هو مع الحق والحق معه، وقال هو مع القرآن والقرآن معه، واعطاه وساما حينما سأله بعض اصحابه اين المسير بعدك يارسول الله فقال " لو سلك الناس واديا وسلك علي واديا فاسلكوا الوادي الذي سلك علي".
وبين ان رسول الله (ص) اخذ علي (ع) وهو طفل ورباه في حجره وهو يقول ذلك وارضعه من ابهامه وعاش بأنفاس رسول الله (ص) ولذا اضطر المسلمون جميعا ان يقيموه حينما يقولون (كرم الله وجهه) لأنه لم يخالط هذا الايمان بشرك، وان اغلب الصحابة بل جميعهم لهم مرحلتين في حياتهم مرحلة في الجاهلية والشرك ومرحلة في الاسلام، ولذا بقيت هذه الجذور جذور الشرك وجذور العلاقات الاجتماعية والعصبية التي كانت قائمة بقيت مؤثرة وتبرز بين فترة واخرى عند بعضهم.
واضاف "كان رسول الله (ص) يصطحب علي (ع) معه للغار وهذه هي نكتة الاعتكاف، فكان يريد ان يخرجه من الواقع الاجتماعي لكي يعيش شيئا يختلف عن هذا الواقع هذا الشيء يؤسس لمشروع جديد للإنسانية، فأمير المؤمنين منهج واحياءه في هذه الليالي ضرورة لنا وليس له فهو في اعلى عليين فهو الشهيد والآية القرآنية تقول ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ... ) وهي الآية التي يقول فيها المفسرون من الشيعة والكثير من المفسرين المعتدلين من غير طائفة بانها نزلت في حق علي بن ابي طالب (ع)".
واوضح ان كل انسان اليوم يحاول ان يقتل او يحارب هذا الخط فأنه بذلك يريد ان يقتل منهجا ويقتل طريقا وسلوكا اراده رسول الله (ص) الذي قال ( ياعلي لا يعرفك الا الله وانا ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرف الله الا انا وانت) وهذا السلوك لازال يحارب حتى من بعض الشيعة وبعض اصحاب المصالح مع انه اعطانا مجال وقال بانكم لا تستطيعون لهذا المنهج فالدنيا فيها الكثير من الاشياء التي تغري الانسان، ولكن اقل تقدير حافظوا وابقوا على هذا النهج مهما تغيرت الاحوال ومهما كثرت التحديات والخوف.