مركز التضامن للإعلام
ألقى سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية في ذكرى ليلة استشهاد أمير المؤمنين علي (ع) في مسجد أهل البيت (ع) بمدينة مونتريال الكندية بين من خلالها السيرة العطرة لأمير المؤمنين والعبر المستوحاة من حياته.
وقال الشيخ الناصري "لازال الإنسان المؤمن ينتظر ولازالت عينه ترنو إلى اسوة في هذه الحياة مهما تغيرت الظروف وتبدلت الأيام واشتبكت الاعصر حينما نقف أمام شخصية أمير المؤمنين(ع) هو ليس كما يتصور البعض ويقول عنه فيلسوف أو فيلسوف الشرق وأمير المؤمنين يتحدث عن نفسه ويقول أنا عبد من عبيد محمد (ص) ثم يقول إن ماتسمعونه مني ماهو إلا من جوهر القدس وماهو إلا زققت به من رسول الله (ص) منذ كنت غلاما وكان يطعمني من إبهامه وعشت معه حتى تشرفت بحبه وبقدسه، ولذا فانه يقول أنا لست فيلسوف وإنما أنا تلميذ في هذه المدرسة المباركة".
وتابع "إن الذي يبحث في هذه المدرسة المباركة يجد نور يتلألأ من علي (ع) وهو يقول ( ولقد علمت موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة) يريد هنا إن يقول إن كل ما عندي من أفكار وهذا السمو والقدسية والأفكار التي ينظر إليها الإنسان ويعجب إنها تنضج في تلك البيئة البدوية الجافة التي لا تمتلك أي مقومات للفكر والنمو والحضارة والإنتاج، فيقول ولدت في حجر رسول الله ووضعني في حجره وأنا ولد حتى من يريد أن يسيء إليه أو يساويه أو يقايسه فلينظر في ذلك ربما إساءة لرسول الله (ص) من حيث لا يشعر لأنه هو الذي رباه بل أجهد نفسه في إن يوجد أنموذجا كي لا يقولون إن محمدا انتهى ومات، بل يقول أنا وعلي نفسا واحدة (فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )".
وأوضح إن رسول الله (ص) كان يريد إن يقول لاتقولوا بان السماء قد انقطعت وان كان قد انقطع الوحي المباشر، وعلي (ع) استطاع أن يقدم لنا صور مختلفة فعلي الطفل وعلي في الدعوة وعلي مع رسول الله وعلي يبعد عن الخلافة وعلي كما تقول الصديقة فاطمة الزهراء (ع) ( كلما حدثت و فغرت فاغرة ألقى رسول الله علي في لهواتها ) لأنه مطمئن بأنه هو الذي يمثله وهو الذي ينقل رأي السماء بدقة، وان رسول الله (ص) حينما نزلت الآية في مكة وأراد أن يبلغ بها المسلمين أعطاها إلى الصحابة ثم نزل عليه الأمين جبرائيل (ع) وأمره بان يعطيها إلى علي (ع) وقال يا محمد لا يبلغ عنك إلا منك.
وأشار إلى أن أمير المؤمنين قال اغلب هذه الكلمات في خطب الجمع حينما يسمع أناس يسيئون أو يتهمون أو يقولون شيء في علي حين تركه رسول الله في المدينة وذهب إلى غزوة تبوك فقال بعض المنافقين إنما تركه استثقالا منه فسمع علي منه وخرج يسرع في مشيه حتى وصل إلى رسول الله فقال له النبي ما الذي جاء بك يا علي وان خلفتك على المدينة، فسكت أمير المؤمنين وعرف رسول الله، وهكذا حتى عندما يريدون أن يسيئون له فيأتي رسول الله ويضع له وساما جديدا فقال ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي).