القى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية بمناسبة الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بين خلالها إن على الإنسان أن يجعل من هذا الشهر المبارك منطلقا لتنظيم حياته وسلوكياته في المجتمع.

وقال الشيخ الناصري "انه قد يسأل الإنسان المؤمن ماذا كسب من الشهر المبارك وما هي الحصيلة التي ينتظرها وماذا رأى على نفسه من تغيير في كثير من أفكاره وقناعاته وسلوكياته ولاشك إن القضية الرئيسية هي أن هذه القضايا تحي القلب وتوثق العلاقة مع الله سبحانه وتعالى بشكل مباشر أو بغير مباشر، والروايات تقول انه ينادى في أواخر الأيام " إن اغدوا إلى جوائزكم".

وتابع "إن البعض قد يسال عن ليلة القدر وحصيلتها من الثمار، والنبي حينما سئل عن ليلة القدر قال "التمسوها في العشر الأواخر" وفي رواية "التمسوها في الفرادى من العشر الأوائل" ولذا إن النبي (ص) في ليلة التاسع عشر شد فراشه وأخذه إلى المسجد وبقي إلى الليلة الأخيرة من ليالي الشهر المبارك وكأنه يريد أن يقول إن هذه الليالي كلها يلتمس بها ليلة القدر والفكرة الأخرى هي إن الإعمال تتكامل، وكلها تقدم ثمار عمل الإنسان المؤمن في هذا الشهر المبارك فينبغي للمؤمن ألا يفرط في هذه الليالي لان فيها إكمال وليالي مباركة وعطاء وتوبة وعودة وتنظيم لبرنامج الإنسان خلال سنة".

وبين "ان بعض الروايات ذكرت إن الله سبحانه وتعالى يقدر خلال سنة للمؤمن سواء في اجله أو في رزقه أو في عمله أو في ذريته وحياته فانه يقدر له في هذه الأشياء، كذلك ينبغي للمؤمن أن أيضا يقدر خلال هذه السنة إذا كان عنده برامج ويفكر في كثير من الأشياء أي بمعنى أن ينظم حياته للأيام القادمة شبيه ببرنامج عمل ويوضح فيه جميع التزاماته سواء مع ربه أو دينه أو مجتمعه أو علاقته مع القران".

ولفت إلى أن سنة الحياة هي امتحان وفيها الكثير من المتاعب والأمراض وليس في زماننا فقط وإنما حتى في الأزمان الماضية لأنهم كانت حياتهم بسيطة، والتجديد هي قضية طبيعية في حياة الإنسان، والواجب الإنساني يتحتم عليه أن يتحرك فيما يستطيع أما ما يتبقى من الأمور فهي سنة الله في خلقه وهو المتحكم فيها، كما على الإنسان أن يتهيأ لان الحياة هي دار كسب للخير والتعاون والتسامح.