مركز التضامن للإعلام
ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية في الليلة السادسة والعشرين من شهر رمضان المبارك في مسجد أهل البيت (ع) بمدينة مونتريال الكندية بين من خلالها ضرورة تربية الإنسان لنفسه على عمل الخير والإعانة عليه.
واستهل الشيخ الناصري محاضرته بقول أمير المؤمنين(ع) (افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئا، فإن صغيره كبير، وقليله كثير، ولا يقولنّ أحدكم إن أحدا أولى بفعل الخير مني فيكون والله كذلك، إن للخير والشر أهلا فما تركتموه منهما كفاكموه أهله)، مبينا "انه مهما يكن هذا الخير لابد للإنسان من السعي إلى فعله لأنه هنا يكون نواة تصعد من المستوى الإنساني، فإذا ما عرض على الإنسان الخير لابد من أن يبادر إليه وأفضل طريقة لممارسة أعمال الخير هو الممارسة السريعة.
وتابع "إن الناس الذين ينجحون في إدارتهم في مختلف مجالات الحياة هؤلاء الذين تجدهم ينجزون الأعمال مباشرة، والذين هم في مواقع اجتماعية أو سياسية ويسعون لقضاء حوائج الناس أو أن يكونوا سببا في قضائها، فتجدهم يحققوا نجاحا في هذا المجال، فالنجاح هو أن الإنسان إذا لقي خيرا أعان عليه".
وأوضح "إن الإنسان إذا لقى الخير يجب أن يبادر إلى عمله أو أن يعين على عمله، أي إن الإنسان بعد أن يتيقن بان هذا العمل هو خير سواء كان بلحاظ مساعده أو بلحاظ نشر فكرة سليمة، وان كان الناس في الغالب يختلفون من ناحية الأساليب وان كانت المتبنيات تكاد تكون واحدة".
وأشار إلى "أن فعل الخير عند بعضنا في مواقع معينة قد يكون صغيرا بنظرنا ولكن هو كبير ومهم بالنسبة لمن أسدينا إليه هذا الفعل، كما إن المنطق الذي قد يقوله البعض في الاتكال على غيره لفعل الخير غير مقبول، فالمفروض أن الإنسان يسعى إلى هذا العمل ولا ينتظر غيره فقط للقيام بذلك، مع إنه يجب عليه أن يعمل بالممكن ولا يحمل نفسه أكثر من طاقاتها الطبيعية التي أراد لها الله، وفي الواقع انك إذا تركت الخير سيأتي شخص آخر يوفق لهذا العمل".
وبين إن قول الإمام (ع) (إن للخير والشر أهلا فما تركتموه منهما كفاكموه أهله) بمعنى إن هذه فكرة لطالما نناقشنا فيما بيننا كأصدقاء أو بين الزوج وزوجته وهي لماذا فلان لايقوم بهذا العمل ولماذا فلان لايعمل كذا عمل، وهذا الحديث يجيب على هذه التساؤلات، ويشير إلى أن على الإنسان أن يسعى لعمل الخير بما تيسر وبما يستطيع من القيام بهذه الأعمال، وقد تكون عدم القدرة هذه لعدة أسباب منها الوقت أو القوة الجسمانية أو حتى عدم الاقتناع بفكرة العمل.
ولفت إلى إن على الإنسان أن يربي نفسه على الهدوء بمعنى انه لو استطاع القيام بعمل ما فعليه بذلك وإذا لم يستطع فليس عليه حرج، وان يصبح هذا سلوكا نتخذه في حياتنا، وان نتعلم بان نزرع هذه القدرة في نفوسنا للتعامل مع الغير على هكذا تصرفات تكون ايجابية في النتائج.