مركز التضامن للإعلام
القى حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان المبارك في مسجد اهل البيت (ع) بمدينة مونتريال الكندية بين من خلالها ان مفهوم الرحمة هو اساس الدين والرسالة الالهية.
وقال الشيخ الناصري "ان الانسان يتلمس نظرية الرحمة ليس في الجانب العاطفي فقط وانما في كل مجالات التشريع الاسلامي حتى في العبادات والمعاملات وحتى في اشد الحالات وهي اقامة الحدود وتنفيذ القصاص، ولذا فان امير المؤمنين (ع) يقول ( لأن اخطأ في العفو خير لي من ان اخطأ في العقوبة) وبالتالي فانه يريد ان يقول بان الرحمة هي الاساس وهي المقدمة".
وتابع " ان المؤمن اذا اجتهد في باي مجال من المجالات بنية الرحمة فهو مثاب على ذلك، وقد يكون انه في بعض الاحيان لم يتخذ الافضل كما في القصاص باعتبار القصاص حركة عدالة واقامة حق وليس من حق اي انسان ان يتنازل عن انسان اخر كما يحصل في بعض النزاعات العشائرية التي يحصل فيها التنازل عن حقوق الورثة ومنهم القاصرين وهذا ليس من حق اي احد سوى الورثة او اولياء الدم".
وبين "ان الرحمة مطلوبة حتى في القصاص وقد مارسها النبي (ص) في حياته في مشاهد كثيرة تدل على ان سعة الرحمة وسعة العفو والحنان هي اكبر من سعة اقامة الحدود ولذا فان منشأ الدين والرسالة هو مبني على هذا، اي انه مبني على حسن الظن وعلى فتح المجال امام الانسان، كما ان الله تبارك وتعالى هو يفتح المجال امام عباده حين يقول ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ...) كذلك يريد لبني البشر الذين هم كلهم خلقه، وبالتالي هو عنده حساب فهو الذي يقدر، ولذا فأن قضية الخلود في النار تكاد لا تذكر الا لمن انكر كل شيء واصر على ذلك الى الموت".
واوضح ان مما يذكر في الروايات ان الله يريد لعباده ان يتمثلوا به، ويلاحظ ان النبي (ص) بدأ امام المجتمع الذي اعتاد على الشدة وعلى العنف واعتاد على القتل، واراد ان يزرع هذه القضية في هذا المجتمع وقد واجه مجموعة تحديات منها تغيير على المستوى الاقتصادي كقضايا الربا وعلى المستوى العقائدي والاجتماعي، وكذلك على المستوى الفكري وكيف ان الله يريد للبشر ان ينطلقوا الى العقل الحقيقي، فبدأ (ص) يربي هذه القضية ويمارسها، وقد كان يشير الى مثل هذه القضايا في كل جلسة وعند كل رحلة
واشار الى ان نمط السلوك التربوي الذي مارسه النبي (ص) مما يؤسف له يبدو انه غلبت وعادت عليه الجزيرة خاصة بعد ان تملك فيها من حكام وخلفاء وملوك الذين لم يلتفتوا اصلا الى هذا المعنى بل انهم مارسوا خلاف ذلك حتى يكتب احدهم الى هشام بن الحكم " اني اثقلت عليهم ياخليفة رسول الله فهل لك ان تخفف عليهم" فيكتب له هشام " ما ارسلناك اليهم رحمة احلب الدر ثم الدم" ، ومن هذا نشأة هذه القسوة عند المسلمين حتى تجد ان المسلم الذي يتفق معك تسعين بالمئة في كثير من الاشياء ويختلف معك في عشرة، تجده عنيف وشديد على اخيه المسلم بما لا يتناسب مع هذه الرحمة.