مركز التضامن للإعلام
القى حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان المبارك في مسجد اهل البيت (ع) بمدينة مونتريال الكندية اوضح من خلالها ان الدين الاسلامي دين اليسر والسماحة في جميع تشريعاته واحكامه.
واستهل الشيخ الناصري محاضرته بقوله تعالى ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العسر) مبينا "ان الفقهاء قد استنبطوا قاعدة وقواعد كثيرة من مثل هذه الآيات بل من سلوك النبي (ص)، قواعد في مجال عملية التقديم والتأخير في الاولويات وهذه في الغالب في الموضوعات، بمعنى نحن عندنا احكام يكتبها المجتهد في الرسالة العملية ولكن الاسلام ليس كله في الرسالة العملية فهناك اشياء تستجد كل يوم عند المكلف، وهنا الشريعة تشير الى ان في الاحكام يكون المجتهد هو المتخصص القانوني الذي يستنبطها ام التطبيق في الموضوعات هذه قضية تكون خاصة بالمكلف، فمثلا مسألة ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر امر واجب هنا يكتفي المجتهد بهذا التشخيص، يبقى امر تطبيق كيف يطبقه المكلف مع اهله وزوجته وابناءه واصدقائه ومجتمعه، وهنا يمكن القول بان كما اجتهد المجتهد في الحكم فعلى المكلف ان يجتهد في التطبيق وبالتالي هو يقرر".
وتابع "ان هناك قاعدة استخرجها العلماء من هذه الآيات المباركة ومن سلوك النبي (ص) والذي عنده مصطلح لطالما يكرره وخاصة استخدمه في الحج، مثلا يأتيه شخص يقول له يارسول الله انا ذبحت في الحج قبل ان ارجم، فيجيبه النبي بان لا حرج عليك، وهكذا عند كثير من القضايا التي توجه للنبي (ص) فيكون جوابه بان لا حرج عليك، حتى اشتهر هذا المصطلح عن النبي وكتب فيه الكثير من الكتب وتحولت الى قواعد فقهية واصولية يستنبط منها الفقهاء والمكلفون حاجاتهم".
واوضح ان الاسلام دين عملي ودين يكون مع الانسان في أي مكان وأي موقع، وكل انسان يرى ان هناك تكليف يصل الى حد كما لو اراد ان يتوضأ وعنده جرح اذا لامسه الماء فيلحق به ضرر ما، او اراد الصيام وهو مريض ويعلم ان الصوم قد يؤذيه بالإيذاء غير الطبيعي، فهنا الدين والتشريع يجعل الانسان هو طبيب نفسه وهو اعرف بحالته ووضعه، فأذا قاعدة اليسر تنطبق في الاحكام الفقهية سواء في مجال العبادات او المعاملات.
واشار الى ان القواعد الفقهية التي استنبطها العلماء والاسلام وخاصة مذهب اهل البيت (ع) هي قواعد تسمى قواعد اللاحرج وقواعد اللاضرر، كما يقال لا ضرر ولاضرار و لاحرج على المؤمن وان الضرورات تبيح المحظورات، كما لو كان الانسان في الصحراء وخاف الموت وعنده ميته فأن الاسلام يبيح اكلها، اوعطش الانسان ولايوجد غير ماء نجس فانه يمكن له شربه ليدفع عن نفسه الموت ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه )، اذا الاسلام له ضرورات ومن هذه الضرورات، مثلا لو ان الانسان مر على بيت والشرع هنا لا يجيز لك دخول بيت هذا الانسان الا بإجازة واذن ورأى ان نار تحرق بهذا البيت وكذلك سمع صوت صراخ طفل داخل البيت، وهنا قد يحدث صراع بين الاهم والمهم وبالتالي فان الشريعة تجيز لك هذا الامر لأنها تهتم بالنفس وكرامة الانسان والحفاظ عليه اكثر من اي شيء، وهذا يدل على ان الاسلام فيه حركة في مثل هذه القضايا وهو دين يسر وليس عسر.