ضمن إطار الحلقات الأسبوعية الثقافية للكتب التي تحتويها مكتبة الإمام الباقر(ع) العامة في الناصرية ولأجل إبراز الجانب الثقافي لهذه المكتبة العريقة، يسلط مركز التضامن للإعلام  الضوء على كتاب (الإنسان والإسلام) لمؤلفه الدكتور علي شريعتي.

الكتاب عبارة عن ست محاضرات ألقاها شريعتي في العام 1968 خلال ست جلسات متتالية في كلية النفط في مدينة آبادان الإيرانية ضمن الموسم الثقافي في ذلك العام، كما لا بد من الإشارة إلى أن الأسلوب المتبع في تعريب الكتاب حافظ على إبقاء صياغة النصوص بأسلوبها الخطابي "كمحاضرات" ولم يتم كتابتها بما هو متعارف في أصول الكتابة ، وذلك لدقة التعبير وحفظا للأمانة.

نـبـذة عن الكتاب:

يركز المؤلف في هذا الكتاب على إنسانية الإنسان، كذات فاعلة ومؤثّرة، ووعاء للانطلاق نحو البناء والتقدم. وفي سبيل عرض قيمة الإنسان في الإسلام، يعرج على القرآن الكريم وآيات الخلق فيه، والّتي تعتبر أن الإنسان خليفة الله في الأرض:(إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً( وهي الميزة الّتي تميز هذا الخلق، ما يعطي الإنسان بعداً وعمقاً دلاليا وقيميا، يفوق برمزيته ما هو موجود مثلا في التصورات الدينية والفلسفية في أوروبا في العصور الوسطى، حيث الإنسان هناك مهزوم الذات، ومنكسر، ومطية، وآلة لتحقيق جملة من رغبات المتنفذين والمنتفعين، إلى أي طبقة وسلطة انتموا.

يرى المؤلف أن الإنسان بما أنه تتنازعه الشهوات والقوّة العاقلة، فهو يعيش صراعاً مستمراً، إما نحو الجنوح إلى عوالم الرغبة والشهوة والمادة، أي إلى الأسفل، وإما نحو الأعلى نحو السمو والإرادة هي من تحدد طبيعة موقفه وبيئته وشخصيته وغاياته.

وغير مفردة "الخليفة"، فإن الإنسان يتفوق على الملائكة بميزة العلم وميزة المعرفة، فالملائكة لا تعلم، ولكنه ـ أي الإنسان ـ يعلم ويتقدم في المعرفة إلى مراحل متقدمة بوعيه وإبداعه وعقله.

ويخلص المؤلف إلى القول: "قيمة الكائن وأصالته، هما بمقدار عمله ومعرفته، وليس بعنصره"(ص 2)، والمقصود بعنصره طبيعته الإنسانية، مقابل طبيعة الشيطان والملائكة.