مركز التضامن للإعلام
ذكرى خالدة لوجوه سكنت القلوب ، المودة العاطفة والروح الرياضية كانت تمتلك تلك الوجوه، كل هذا وأكثر نقله لنا الكاتب نعيم عبد مهلهل. في عنوان:-
وجوه سومرية غائبة وحاضرة
الوجوه في الصورة ، هي وجوه الماضي والحاضر ، بعضها استقر بنعش حنينه وذهب الى السماء مسافرا لايعود ، والبعض حي يرزق في مودة المحبة والمعافاة ، وبالرغم من هذا تستنسخ الذكريات في وجوههم عطر الروزنامات وبعضنا يرى فيها طفولته والاخر يرى فيها شبابه ،وحصيلة هذا أننا مع تلك الوجوه المضيئة بعبق احلامنا المدرسية ودرس الرياضة نستعيد شذى لهفة تلك المقولة الاسطورية التي تقول : ايا ليت الزمان يعود يوما .
ولكن لاعودة لما كان ،فثمة عاطفة منهم ظلت مسكونة بصور الاسود والابيض،تلك الوجوه الجميلة التي تحفيز فينا مودة الحفاظ على ارث المدينة وتأريخها .
تلك الانثى الجنوبية المصنوعة من سعف النخيل وطين ضفاف الفرات وقنفات المقاهي وزبلان امهاتنا الذاهبات بمودة الاباء الى الصفاة القديمة او المتعثرات في ابواب السيارات الفولفو الخشبية وهن يذهبن الى محطة قطار اور ومن هناك الى اائمة النجف وكربلاء.
هؤلاء الذين في الصورة هم من بعض سدنة ذكرياتنا ،يحملون تألف اللحظة الروحية لنبض قلب الصور ويسجلون لمدينتهم الناصرية بعضا من فصول أساطيرها السومرية المحناة بالطيبة والحكايات وسبورات الصفوف التي كتبنا عليها كلمة الدار ،ومسائل الحساب ورسائل الغرام.
الوجوه التي في الصورة يحملون عبق ذكرى وزمن نستعيده الان بفضل عولمة الانترنيت فيعطش فينا ظمأ الشوق الى تلك الايام الجميلة ، وفي تسلسل عاطفة الوجوه نبدأ بمن رحل اولا وهو المرحوم الرياضي والتربوي ابي اهداف ( محسن حنيان ) طيب ويحب مدينته وصانع ماهر لرياضتها المدرسية وكان اداريا ناجحا ومحبا لمدينته.
الرائع حسين الحلي الذي كنا نراقبه في طفولتنا رياضيا وحكما لالعاب كرة القدم والسلة والطائرة وهو من بيت اصيل تجذر في محبة مدينته.
ماجد حميد حبش ( ابو لميس ) عاشرته بذكريات العمل التربوي ،طيب واجتماعي وصاحب مزحة ودؤوب في عمله ويمتلك علاقات رائعة بالوسط التربوي .
الطيب خالد عبد القادر اطال الله في عمره .التربوي المحترف والانسان الذي يمتلك قلبا اسطوريا من الحنان والطيبة ،عشته معه ايام الناصرية ودمشق فكان مثالا للاب والصديق والمعلم.
الصديق ابو رنا ( عقيل السيد طالب ) الذي لم يزل يشع بنشوة الشباب والقلب الطيب وكان معلقا رائعا لمباريات نادي الجزائر والناصرية وتربويا محترفا اتصف بذلك الايقاع المرن والمحب مع زملاءه في الادارات التي ادارها.
تلك الوجوه هي من بعض ارث تلك الروعة الزمنية في حياة مدينة ، وكأنهم يعيشون ابدا في حاضر المدينة ( الناصرية ) وكينونتها ،لهذا اهمس لهم في لمعان ورق التصوير ،انتم بعض زهور ذكرياتنا .