في كل مجتمع يوجد أفراد لا يعيشون حياتهم العادية حيث تحصل بعض الحوادث والأعراض لبعض الأفراد والأسر فيتغير وضعها ومسار حياتها وقد حدث الكثير من الحوادث في العالم ليكون الناتج مئات ألآلاف من الأيتام، وإذا نظرنا إلى هؤلاء الأيتام على أساس أنهم أمانة إلهية فان الناس سيجدون أنفسهم مسؤولين عن تهيئة أسباب نموهم ورشدهم من جميع الجهات فيضعونهم في أفضل المدارس ويهيئون لهم أفضل الظروف والإمكانات لتربيتهم وتنشئتهم ويتصرفون معهم بطريقة بحيث لو كان آباؤهم أحياء لفرحوا بهذا التطور والرشد والنضج والكمال ويقدمون لهم ما يصلحهم ويوجههم.

وكما قال تعالى ( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ) وتعيين التعاليم الإسلامية أجراً وثواباً كبيراً لرعاية وملاطفة اليتيم والى غير ذلك من الروايات والأحاديث التي تحث على رعاية اليتيم والاهتمام به، ومن هذه المنطلقات تأسست مبرات التضامن لرعاية وتعليم وتأهيل الأيتام في سنة 1990م في بلاد المهجر والتي كانت تحتضن أيتام العراقيين هناك، برعاية مباشرة من قبل آية الله الشيخ محمد باقر الناصري وإشراف جمعية التضامن الإسلامي، وبعد سقوط الطاغية تم مواصلة هذه المهمة من قبل جمعية التضامن الإسلامي التي على أثرها أنشأت عدة مبرات في العراق وتحديدا في محافظة ذي قار مهمتها رعاية وتأهيل الأيتام عن طريق برامج متكاملة.

البذرة الرابعة لمشروع مبرات التضامن

بدأت جمعية التضامن الإسلامي أول مشاريعها في محافظة ذي قار بإنشاء أول مبرة في قضاء الجبايش، بعدها أنشأت مبرة الناصرية، تلتها مبرة أخرى في ناحية النصر، لتفتتح بعد ذلك وتحديدا في سنة 2007 الفرع الرابع لسلسلة مبرات التضامن والتي كانت في قضاء سوق الشيوخ، هذا القضاء الذي طاله الظلم والحرمان أبان النظام البعثي المباد فخلف أجيال من الأيتام، وقد شيدت المبرة عام 2007 على مساحة 800 م2 بواقع ستة صفوف وإدارتين ومطبخ ومطعم كبير، إضافة إلى مخزنين ومرافق صحية وساحة لعب التلاميذ، حيث بلغ عدد تلاميذها في السنة الأولى  18 يتيم ليصل العدد إلى 141 سنة  2016 -2017.

ومن النشاطات التي تقدمها مبرة التضامن في سوق الشيوخ:

1- إعطاء دروس في القران الكريم والتربية والأخلاق والعقائد والسيرة.

2- فتح دورات لتعليم الكمبيوتر.

3- ممارسة الألعاب الرياضية ككرة القدم والطاولة وغير ذلك.

4- إقامة المسابقات الثقافية المتنوعة.

5- توفير الكتب والمجلات المختلفة للمطالعة داخل المكتبة.

6- الاهتمام بالجانب المهني.

7- تأمين الجانب الغذائي من خلال توفير وجبتين غذائيتين وهما الإفطار والغداء وإقامة البرامج الترفيهية.

8- الاهتمام بفرقة الموشحات وتحفيظها بعض الأناشيد.

9- متابعة الحالة الصحية للطلاب وتوفير العلاج لهم.

10- زيارة العوائل وتوزيع المساعدات النقدية والعينية لهم.

11- نقل الطلاب بالسيارة من البيت إلى المبرة وبالعكس.

12- إقامة المعارض الفنية من الخط والرسم والنحت والأعمال اليدوية.

13- الاهتمام بالمستوى العلمي حيث يتم متابعة وحث التلاميذ على الدراسة وإعطاء دروس للتقوية وخاصة في اللغة الإنكليزية والرياضيات.

إضافة إلى كل ما تقدم فقد قام كادر المبرة برفد الجانب التربوي والتعليمي والترفيهي بما يمتلكون من إمكانات حيث حققت المبرات نسب نجاح عالية في الامتحانات الوزارية للسنة الدراسية 2016/2017 وصلت نسبة النجاح 100%.

إلا أن الجانب المادي وازدهاره يبقى رهن الذين يملكون قلوباً رحيمة وشعورا بالمسؤولية تجاه الآخرين، وذلك لا يتحقق إلاّ بتضافر الجهود وتعاون الأخوة في تحقيق هذه الأهداف المنشودة، وهذا ما تراه إدارة هذه المبرات والمشرفين عليها، وتدعو الجميع وبخاصة أهل الخير والميسورين للمشاركة معها في نشاطات المبرة بما يمتلكون من إمكانيات مادية ومعنوية لغرض إدامة برنامج المبرة ونشاطاتها، ومما لاشك فيه إن رعاية اليتيم والعطف عليه من ابرز مصاديق البر الذي أمر الله تعالى بالسعي لنيله حيث قال (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).