أعلنت حملة أمل الخيرية لدعم مرضى السرطان بمحافظة ذي قار، الاثنين، عن تجهيز وحدة الأورام السرطانية بأكثر من 300 مادة دوائية داخل المحافظة، مبينة أن المادة المُجّهزة تصل لأكثر من 20 مليون دينار ضمن المرحلة الأولى من الحملة، وكشفت عن وجود أكثر من ثلاثة آلاف حالة إصابة سرطانية مسجلة بالمحافظة.
وأعلنت حملة أمل الخيرية في 14 حزيران الماضي، عن تبني حملة شعبية لتوفير الأدوية لمرضى السرطان في المحافظة ضمن مبادرة تطوعية، وفيما أكدت أن أعداد المصابين بالمرض في تزايد ويعانون من عجز توفير العلاج، وانتقدت ضعف المؤسسات الصحية عن تلبية احتياجات المواطنين.
وقال منظم حملة أمل الصيدلي مازن يحيى الحمداني لـ(المدى)، إن "حملة أمل الخيرية سلمت الدفعة الأولى من الأدوية الخاصة بمرضى السرطان لمخازن وحدة الأمراض السرطانية، بقوائم إدخال أصولية"، مبيناً أنه "تم فتح سجلات خاصة بالمبادرة تتضمن أسماء المرضى وعناوينهم".
وأضاف الحمداني، أن "الدفعة الأولى من الأدوية، تضمنت أكثر من 300 مادة دوائية خاصة بمرضى السرطان بقيمة 20 مليوناً و 230 ألف دينار"، مؤكداً أن "القائمين على الحملة كانوا حريصين على أن تكون الأدوية من مناشئ عالمية وأن تكون مسجلة ومفحوصة من قبل وزارة الصحة وان تكون بأسعار مناسبة وبخصم داعم للحملة".
وأشار منظم حملة أمل إلى "انطلاق المرحلة الثانية من الحملة حيث تمت المباشرة بجمع التبرعات اللازمة لشراء الدفعة الثانية من الأدوية"، مبيناً أن "عملية تجهيز الأدوية ستكون بالتنسيق مع مسؤول وحدة معالجة أمراض السرطان بالمحافظة الدكتور مصعب البياتي ووفقاً لاحتياجات الوحدة من الأدوية المذكورة".
ودعا الحمداني الجهات المعنية في وزارة الصحة إلى "إنشاء مركز تخصصي لمعالجة مرضى السرطان بدلاً من وحدة معالجة الأمراض السرطانية التي باتت لا تستوعب أعداد المرضى المسجلين فيها والذين يبلغ عددهم ثلاثة آلاف مريض ما زالوا يعانون من ضيق المكان المخصص للوحدة المذكورة وقلة الكادر الطبي والتمريضي".ونوّه إلى أن "المرضى المصابين بالسرطان باتوا ينتظرون عدة ساعات أمام وحدة المعالجة وفي ظروف صعبة لا تتناسب مع حالتهم الصحية".
ومن جانبه أكد مدير مستشفى الحبوبي العام في مدينة الناصرية أوس عادل لـ(المدى)، إن "وحدة الأمراض السرطانية التي تتبع مستشفى الحبوبي استلمت 315 مادة دوائية خاصة بمعالجة الأمراض السرطانية من حملة أمل الخيرية، وذلك ضمن دعم الحملة للمصابين بامراض السرطان".
وأضاف عادل، أن "جميع الأدوية التي تم استلامها مستوفية للشروط المعتمدة من قبل وزارة الصحة ومن المقرر المباشرة باستخدامها وصرفها للمرضى وفقاً للحالات المرضية"، مثمناً في الوقت نفسه "دور حملة أمل الخيرية في دعم مرضى السرطان وتوفير الأدوية الضرورية لعلاجهم".
وأعلنت محافظة ذي قار، في وقت سابق، أن عدد الإصابات السرطانية الجديدة التي تسجل سنوياً في محافظة ذي قار يتراوح ما بين 500 إلى 800 إصابة سرطانية مختلفة. وكان أطباء وباحثون، كشفوا مؤخراً عن "ارتفاع ملحوظ" في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في المنطقة الجنوبية من العراق، وبينوا أن "مرض السرطان هو واحد من أخطر ثلاثة أمراض تؤدي إلى الوفاة في المنطقة المذكورة".
وكانت لجنة الصحة والبيئة في ذي قار، كشفت في كانون الاول الماضي، عن تزايد الإصابات بسرطان الثدي بين نساء المحافظة، وعزت ذلك إلى الحروب وما رافقها من تلوث بيئي واشعاعي وتلوث المياه ونوعية الأغذية والحالة النفسية للمريض وطبيعة معيشته.
وكانت دراسات ميدانية اعدها عدد من الباحثين في جامعة ذي قار قد كشفت عن زيادة "مقلقة" في معدلات الاصابة بالأمراض السرطانية في محافظة ذي قار حيث قال عميد كلية الطب الدكتور مؤيد ناجي الموسوي، في حينها، إن الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين في المحافظة أظهرت وجود زيادة مطردة ومقلقة بنسبة الأمراض السرطانية المسجلة في الدوائر الصحية المتخصصة وبمختلف الفئات العمرية مقارنة بباقي المحافظات.
وكانت محافظة ذي قار قد شهدت سلسلة من العمليات الحربية والقصف الجوي خلال السنوات(1991 ــ 2003) حين استخدمت القوات الأميركية والدول المتحالفة معها اليورانيوم المنضب في المقذوفات الحربية، الذي يعد من أخطر الملوثات المشعة على حياة الإنسان والبيئة بشكل عام، لاسيما أن الأبحاث الطبية تربط بين ارتفاع معدلات السرطان والتعرض للمواد الملوثة باليورانيوم
المنضب.